عروبة الإخباري – عاود رجل الأعمال والملياردير السوري رامي مخلوف مهاجمة حكومة بشار الأسد، الثلاثاء 19 مايو/أيار 2020، بعد القرار بفرض حجز احتياطي على أمواله في خطوة تصعيدية غير مسبوقة تجاه ابن خال الأسد الذي بنى إمبراطورية اقتصادية في سوريا.
مخلوف ومؤسسة الاتصالات في سوريا سبق أن دخلا في حرب كلامية، الإثنين 18 مايو/أيار 2020. وقال مخلوف إن شركته وافقت على دفع المبلغ المطلوب منها، بينما اتهمته مؤسسة الاتصالات بالخداع.
اتهامات مخلوف للحكومة السورية: في ردّ فعله الجديد، كتب رجل الأعمال السوري مخلوف على صفحته الشخصية في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “بعد الرد الأخير من قِبلنا على الهيئة الناظمة للاتصالات وإظهار عدم قانونية إجراءاتهم إضافة إلى توضيح عدم المصداقية يردّون بإجراءات أخرى غير قانونية أيضاً، ويلقون الحجز على أموالي وأموال زوجتي وأولادي، مع العلم أن الموضوع هو مع الشركة وليس معي شخصياً”.
مخلوف اتَّهم الحكومة السورية بمحاولة إقصائه من إدارة شركته، من خلال مطالبة المحكمة بتعيين حارس قضائي يدير الشركة، مضيفاً: “كل ذلك بذريعة عدم موافقتنا على تسديد المبلغ، وكما تعلمون كل ذلك غير صحيح”.
مذكرة للحكومة: رجل الأعمال تطرَّق في رده إلى المذكرة المرسلة من طرفه إلى رئيس الحكومة، والتي طالب فيها بعدم عرقلة أعمال مؤسسة نور للتمويل الصغير، والتي -حسب كلامه- تُساعد شريحة كبيرة من السوريين المحتاجين للقروض.
مضيفاً: “كنّا بصدد تخفيض الفوائد إلى النصف كدعم إضافي، فالمصرف المركزي يمنع المؤسسة من الاستمرارية بالعمل، فتساءلنا في كتابنا هل الحكومة في خدمة الشعب أم الشعب في خدمة الحكومة، فكان جوابهم بكتاب رسمي منع رامي مخلوف من التعامل مع الدولة لمدة خمس سنوات”.
فرض الحجز: كان نظام بشار الأسد بفرض حجز احتياطي على أموال الملياردير ورجل الأعمال رامي مخلوف، في خطوة تصعيدية غير مسبوقة من قبل النظام تجاه ابن خال الأسد الذي بنى إمبراطورية اقتصادية في سوريا على مرأى من الرئيس نفسه، كما يُعد هذا الإجراء مؤشراً على عمق الخلافات بين الرجلين.
وكالة رويترز قالت الثلاثاء 19 مايو/أيار 2020، إنها اطلعت على وثيقة تحمل توقيع وزير المالية في سوريا، مأمون حمدان، تتضمن قراراً بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة لرامي مخلوف وزوجته وأولاده.
تنصّ الوثيقة على أن “الحجز الاحتياطي يأتي ضماناً لتسديد المبالغ المترتبة على رامي مخلوف لصالح الحكومة السورية”.
مُطالب بدفع الملايين: يُطالب نظام الأسد مخلوف بدفع ما يقرب من 130 مليار ليرة، وتقول الحكومة إن هذا المبلغ هو ضرائب على شركة الاتصالات التي يملكها الملياردير والمُسماة “سيرتيل”، لكن مخلوف تحدّى النظام في مقاطع فيديو، وقال إنه يدفع ضرائبه، وإن الحكومة تريد الحصول على هذا المال بفرضها للأمر وليس لكونه مبلغاً مستحقاً.
مخلوف ومؤسسة الاتصالات في سوريا دخلا في حرب كلامية، الإثنين 18 مايو/أيار 2020، وقال مخلوف إن شركته وافقت على دفع المبلغ المطلوب منها، بينما اتهمته مؤسسة الاتصالات بالخداع.
اعتقالات بشركات مخلوف: يأتي الحجز الاحتياطي على أموال مخلوف وعائلته ليُضاف إلى سلسلة من الإجراءات العقابية التي فرضها النظام عليه، إذ صعّد النظام عبر مواصلته شن اعتقالات موظفين ومديرين في شركات تابعة له، وكان آخرها الأحد 18 مايو/أيار 2020، الذي تزامن مع نشر مخلوف فيديو جديداً أعلن فيه رفضه عدداً من المطالب التي حددها النظام.
عناصر من الشرطة العسكرية الروسية شاركوا في مداهمة مكاتب ومقرات تابعة لشركات مخلوف، ووصل عدد الموظفين والمسؤولين المعتقلين إلى 60 شخصاً يعملون في شركة “سيرتيل” وجمعية “البستان” التي أسسها مخلوف، قبل أن تضع أسماء الأسد زوجة بشار يدها عليها.
هذه الاعتقالات واتساعها يؤشران إلى تصعيد كبير غير مسبوق داخل عائلة الأسد، ويبدو أنه في تزايد مستمر، وفقاً لما حمله الفيديو الأخير لمخلوف من مؤشرات على ذلك.
مخلوف نشر الأحد 17 مايو/أيار 2020، مقطع فيديو هو الثالث له خلال شهر، وهاجم فيه أجهزة النظام التي قال إنها تمارس ضغوطاً عليه، وإنها تطلب منه دفع أموال بـ”غير وجه حق” تحت مسمى الضريبة.
كشف الملياردير الذي يسيطر على 60% من الاقتصاد السوري، تفاصيل عن مفاوضات يجريها مع النظام، قائلاً إن الأخير أعطاه مهلة للتخلي عن رئاسة شركة الاتصالات الضخمة التي يملكها، وإلا فإنه سيسحب ترخيصها، مشيراً أيضاً إلى استمرار اعتقال قوات الأمن لموظفيه.
وعلى خلاف مقطع الفيديو الأول الذي ظهر فيه مخلوف، فلم يستنجد الأخير في ظهوره الجديد بالأسد، بل حمل الفيديو نبرة تهديد، إذ حذّر من أن استمرار الإجراءات بحق شركته سيؤدي إلى كارثة في الاقتصاد السوري.
تهديد مبطن: كذلك، وفي تهديد مبطن، أشار مخلوف إلى ما تسبّبت به الحملة ضده من انهيار في قيمة الليرة السورية، وعاد بالزمن إلى منتصف عام 2019، واكتفى بالقول: “أنتم تعلمون ما حدث حينها”، مشيراً بذلك إلى استيلاء أسماء الأسد زوجة بشار على جمعية البستان الخيرية التابعة لمخلوف.
قال مخلوف في هذا السياق إنه منذ ذلك التاريخ ارتفعت قيمة الدولار أمام الليرة 30 ضعفاً، واصفاً ذلك بأنه انهيار للاقتصاد السوري.
وتأتي إشارة مخلوف هذه لتدهور قيمة الليرة بعدما شهدت الأخيرة خلال الأسبوعين الماضين انخفاضاً حاداً في قيمتها، فقد وصل سعر الدولار إلى 1900 ليرة سورية، الأمر الذي يزيد من سخط الشارع السوري المُوالي والمعارض.
كانت تقارير قد أشارت إلى دور مخلوف في زيادة انهيار سعر الليرة خلال الأيام الأخيرة، من خلال تحكّمه بأسعار الصرف في السوق السوداء، بحُكم شبكة علاقاته المالية الضخمة التي يمتلكها في سوريا.