عروبة الإخباري – كانت كرة القدم الألمانية محط أنظار العالم في عطلة نهاية الأسبوع، بعدما باتت الـ”بوندسليغا” أول بطولة محلية كبرى تستأنف نشاطها منذ التوقف الرياضي الكامل في آذار/مارس بسبب تفشي فيروس كورونا الجديد، وقد تكللت العودة بنجاح في ما يخص الالتزام بالقواعد الصحية الصارمة.
وعلى الرغم من أن المباريات التسع التي أقيمت خلف أبواب موصدة في المرحلة السادسة والعشرين، آخرها الإثنين حيث عاد باير ليفركوزن بفوز كبير من ملعب فيردر بريمن 4-1 عزز به مركزه الخامس بفارق نقطة عن لايبزيغ الرابع بفضل ثنائية لكاي هافرتز (28 و33) وهدفين لميتشل وايزر (61) والتركي كريم ديميرباي (78) مقابل هدف للتشيكي ثيودور جبريسيلاسي (30)، لم تشهد أي مخالفات كبيرة للقواعد الصحية، شدد مسؤول كبير في الدوري اليوم الإثنين على ضرورة تذكير اللاعبين بالتزام التباعد الاجتماعي حتى وهم يحتفلون بتسجيل الأهداف.
وتمهيدا لاستئناف الموسم الذي توقف في 11 آذار/مارس بعد مباراة مؤجلة من المرحلة الحادية والعشرين بين بوروسيا مونشنغلادباخ وكولن (2-1)، خضع اللاعبون والطواقم بانتظام لفحص “كوفيد-19” في الأسابيع التي سبقت العودة، في حين تم فحص درجة حرارة العدد القليل من المسؤولين والصحافيين المسموح لهم بحضور المباريات قبل إدخالهم الملعب.
وخشيت الشرطة بأن يتجمع المشجعون خارج الملاعب خلال وبعد المباريات، إلا أن هذا الأمر لم يحصل في المرحلة الأولى بعد العودة (المرحلة 26 من أصل 34).
وأعرب الرئيس التنفيذي للذراع الدولية لدوري الـ”بوندسليغا”، روبرت كلاين، لوكالة فرانس برس ووسائل إعلام أخرى الاثنين عن “شعور كبير بالارتياح”، مضيفا “نريد إنهاء الموسم، لكننا ندرك بأنه تترتب علينا مسؤولية كبيرة لإتمام ذلك بشكل صحيح”.
وتابع “كان هناك حماس لرؤية دوري النخبة الكروي مرة أخرى. قال لي أحدهم “يبدو أن عيون العالم على البوندسليغا”، وأعتقد أن ذلك كان صحيحا. كنا محط متابعة في كولومبيا، غانا، جنوب إفريقيا وآسيا”.
وأظهر المهاجم الجديد لبوروسيا دورتموند النروجي إيرلينغ هالاند أنه لم يفقد أي شيء من قوته خلال أشهر التوقف، وافتتح العودة بتسجيل الهدف الأول للمرحلة السادسة والعشرين ليقود فريقه الى الفوز على جاره اللدود شالكه بنتيجة كبيرة 4-صفر يوم السبت.
وأفادت شبكة “سكاي” المشفرة، أن جمهورا قياسيا بلغ ستة ملايين مشاهد في ألمانيا لمباريات السبت، بعد إتاحة بعضا منها مجانا أمام المشاهدين، وذلك بانتظار أن يصدر هذا الأسبوع العدد الإجمالي للذين تابعوا المباريات التسع لمرحلة بعد العودة.
ومع تعطش مشجعي كرة القدم حول العالم للمباريات الحية التي توقفت بسبب جائحة “كوفيد-19″، كانت أرقام المشاهدة المسجلة لمباراة دورتموند وشالكه في المكسيك والبرازيل وإيطاليا والأرجنتين أعلى بكثير من المعتاد.
في المملكة المتحدة، وصل عدد متابعي المباراة ذاتها على شبكة “بي تي سبورتس” وقت الذروة إلى 652 ألفا، وهو رقم محترم جدا مقارنة مع الرقم القياسي لأكبر عدد مشاهدين لمباراة واحدة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وقدره 1.7 مليون مشاهد في كانون الأول/ديسمبر 2018 للقاء ليفربول وأرسنال.
ووصف كلاين الأسابيع القليلة الماضية بأنها “مثيرة، مليئة بالتحديات والتقلبات”، في إشارة الى الخطة المفصلة الدقيقة التي وضعتها رابطة الدوري من أجل الحصول على الضوء الأخضر من السلطات لاستئناف الموسم.
ضرورة الالتزام بالقواعد الصحية
ومع ذلك، كانت هناك بعض الثغرات يوم السبت، حيث انتقد وزير الدولة لمقاطعة بافاريا ماركوس سويدر طريقة احتفال لاعبي هرتا برلين بالتسجيل في مرمى هوفنهايم (3-صفر) ومعانقة بعضهما البعض.
كما تعانق عدد من لاعبي بوروسيا مونشنغلادباخ بعد تسجيل هدف في مرمى مضيفهم اينتراخت فرانكفورت (3-1)، والأمر ذاته حصل الإثنين في مباراة ليفركوزن ومضيفه بريمن الذي واصل تقهقره في المركز قبل الأخير بتلقيه 59 هدفا حتى الآن.
وعلّق سويدر بالقول “لم أحبذ ذلك على اللاعبين احترام القواعد”.
وأفادت رابطة الدوري إلى أنها لن تفرض أي عقوبات على المخالفين، لكن كلاين شدد على ضرورة أن يُرفَعَ الصوت عاليا في ما يخص الالتزام بالقواعد الصحية، موضحا “في مفهوم النظافة، هناك مبادىء توجيهية للاحتفال ضمن معايير التباعد الاجتماعي”.
وأضاف “يمكن للمرء أن يتخيل” أنه في خضم اللحظة “قد يقتربون (اللاعبون) من بعضهم بعد تسجيل هدف. لكني أعتقد أنه، بشكل عام، تم احترام المبادىء التوجيهية بشكل جيد في عطلة نهاية الأسبوع. إنها (القواعد) موجودة من أجل أن تنفذها الأندية. أنا أتحدث مع الأندية يوما بعد يوم للتذكير بما يجب القيام به”.
وبعد فوز بايرن ميونيخ المتصدر وحامل اللقب على مضيفه أونيون برلين 2-صفر الأحد، ذكّر مهاجم النادي البافاري توماس مولر نظراءه المحترفين بواجبهم كقدوة لأنه “بحسب ما أعتقد، نحن الآن تحت مجهر باقي ألمانيا أكثر من أي وقت مضى”.
من المؤكد أن الجميع يحتاج إلى بعض الوقت للاعتياد على الاحتفال بالمرفق، احتياطيين يرتدون كمامات على مقاعد البدلاء، سماع كل ما يتلفظ به اللاعبون في أرضية الملعب الخالية مدرجاته من المشجعين.
وتطرق كلاين الى ذلك بالقول “أعتقد بأن الواقع الجديد سيكون الطابع الجديد لفترة. سنكون بدون مشجعين حتى نهاية الموسم ومن المحتمل أن ندخل الموسم المقبل من دونهم أيضا”.
ورأى “إلى أن تتم السيطرة على فيروس “كوفيد-19″ بشكل كبير، من المحتمل ألا يحصل ذلك إلا عندما نجد اللقاح سيبقى الوضع على ما هو عليه”.
يريد الدوري الهولندي الذي أنهى موسمه مبكرا من دون أن يعلن عن بطل له، اتباع المسار الألماني عندما يعاود نشاطه الموسم المقبل، في حين وصف رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس بطولة الـ”بوندسليغا”، بأنها “مثال يحتذى بها”.
وأكد كلاين أن الدوري الألماني سيكون سعيدا بمساعدة الدوريات الاحترافية الأخرى، مضيفا “نحن سعداء ليس بمشاركة البروتوكول الطبي وحسب، بل أيضا بالعمل الأوسع المتمثل بالتمكن من الحصول على دعم السلطات المحلية والحكومة من أجل تطبيقه”.
وختم “إنه نهج شامل مطلوب، وبدون مشاركة جميع الأطراف، لن يكون الأمر ممكنا”.