عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
ما زال البنك العربي يحلق عالياً في نتائج ربع السنوية بعد أن سجل نتائج غير مسبوقة عن العام الماضي، بفضل ربانية قيادته التي استطاعت دائماً أن تجنبه الانواء والأعاصير، وأن تحميه بقدراتها الفنية والإدارية وبما تختزنه مسيرة البنك العربي من مصداقية وحسن تعامل..
لم يبرع البنك العربي في التميّز كبنك يدير اقتصاداً واسعاً يتمثل في عملياته المصرفية في الداخل والخارج، بل أنه قدم ولأول مرة في المملكة نموذج انعقاد هيئته الادارية عبر التواصل الالكتروني في نموذج رائد، وهو بذلك يقدم لخبرات المملكة إضافة نوعية بعد أن تكيفت بلادنا في مواجهة جائحة الكورونا وأبدعت في التعليم الالكتروني..
لقد أجرى البنك العربي تمريناً الكترونياً حياً لاجتماع هيئته العامة، وكان الربط بين مجلس ادارته وبين قاعدة المساهمين الذين سجلوا بدورهم بطريقة الكترونية سهلة، و طرحوا اسئلتهم واستمعوا للاجابات..
لقد استمرت الانطلاقة المتجددة للبنك العربي الذي احتل صدارة المتبرعين لمواجهة وباء الكورونا ، كما احتل صدارة البنوك في حجم نسبة الأرباح، وفي انتزاع اغلفة المجلات المتخصصة التي تعكس ريادية البنوك ليكون الأول، و يحصد جائزة أفضل بنك في الشرق الاوسط للعام 2020 وللعام الخامس على التوالي في مجلة جلوبال فاينانس العالمية في نيويورك، كما أخذ نفس الدرجة الأولى أيضا كأفضل بنك في الشرق الاوسط عن عام 2019 من “مجلة يوروموني” العالمية في لندن..
والأرباح هي الأخرى لم تستطع الكورونا ان تكبحها فمنعة البنك العربي قوية، ولذا جاءت أرباح مجموعة البنك بعد الضرائب والمخصصات 846.5 مليون دولار أمريكي عن السنة الماضية وبنسبة بلغت 302% و هذا الرقم كان قبل الضريبة قد وصل الى مليار و 150 مليون دولار، وهو أعلى من رقم العام الذي سبقه والذي سجل مليار و120 مليون دولار.
أما إيرادات البنك العربي ما شاء الله فقد تجاوزت الملياين و 220 مليون(2.220.000.000) في نهاية عام 2019 وبنسبة بلغت 4.6% وكانت النسبة الأعلى في نتائج البنك وأرباحه، وقد تحققت من فروعه الخارجية وعملياته عبر القارات الخمس إذ بلغت النسبة منها 70% لتبقة 30% للداخل هنا..
وقد أصاب النمو أيضا محفظة التسهيلات الائتمانية لتصل الى 26.1 مليار دولار أمريكي وبنسبة زيادة 1.2% مقارنة مع العام الذي قبله..
في جانب آخر ارتفعت ودائع العملاء و كيف لها أن لا ترتفع أمام مصداقية التعامل وحرص الادارة ومثابرتها وسمعة البنك الراسخة والعميقة والمتوارثة، لتصل هذه الودائع من مختلف العملاء عبر العالم الى 36.2 مليار دولار أمريكي ، وقد صاحب ذلك ارتفاعاً في حقوق الملكية تجاوز مبلغ (9) مليار دولار امريكي وهذه نسبتها (5%) على الرغم مما وزع البنك من أرباح نقدية استثنائية في عام 2018 ، حين استعاد اموالا كانت مخصصة لقضايا مرفوعة عليه.. أوصلت العوائد على حقوق الملكية الى (9.3%).
أما الأرباح وهي التي تسري العين سريعا للوصول إليها من السادة المساهمين الذين تشكل أرباح أسهمهم اسناداً فعلياً لحياة صغار المساهمين الذين ينتظروا موسم حصاد البنك العربي وهو موسم خصب دائماً فهي ما ذكرناه بداية..
يبقى أن حجز الأرباح عن التوزيع هذا العام لم يكن قرار البنك العربي، وإنما قرار محافظ البنك المركزي الذي استجاب له البنك العربي وسائر البنوك الاردنية الأخرى، لما أملته الظروف الطارئة من اجراءات هي برسم أن تتغير في أي لحظة لتعود هذه الارباح واصلة لأصحابها كما يتفاءل الكثيرون..
لقد كان القرار الحكومي الذي ترجمه البنك المركزي الى تعليمات ، قد جاء في 9/4/2020 أي قبل أقل من شهر من انعقاد الجمعية العامة للبنك، وهذا التحفظ على الأرباح لا يعني مصادرتها كما فهمنا، وإنما أنقطارها لخدمة الحالة الطارئة التي ندعو أن لا تستمر طويلا، و أن تخرج بلادنا منها بأقل الخسائر.
يبقى أن ندعو الى تعليق خرزة زرقاء على جبين البنك العربي، لتظل غلاله وفيرة وإدارتة صائبة ومكانته التي حققها مصانة..
البنك العربي.. نتائج ساطعة رغم الغيوم ..
13
المقالة السابقة