يأتي اليوم العالمي للكتاب هذا العام في ظروفٍ استثنائية على العالم أجمع، ظروفٌ لم يسبق للعالم الحديث أن شهد مثيلاً لها، ظروفُ تفرض على العالم ومجتمعاته أن توقف عجلة الحياة التي اعتدنا عليها.
رغم ذلك، يقف الكتاب بقوته التي يعرفها الكثيرون للحد من صعوبة العزل الاجتماعي، وتقوية الروابط الإنسانية، وتوسيع الآفاق، وتحفيز قدراتنا الذهنية والإبداعية، يقف محتفلاً هذا العام دون فعالياتٍ ثقافية، دون معارض وإصدارات جديدة، ولكنه صامد.
يقف الناشر صامداً أيضاً أمام هذه الجائحة كما وقف أمام العديد من العقبات والتحديات التي سبقته، إيماناً بقداسة المهنة والمجال، ودفعاُ لعجلة التقدم الثقافي والاجتماعي التي رضي الناشر أن يتحملها في كل الظروف وفي كل المحافل المحليو الاقليمية والدولية.
لقد نادى قطاع صناعة النشر، كما نادى العديد من القطاعات الثقافية والاقتصادية من أجل وقوف الدول والحكومات من أجل دعمها خلال هذه الظروف الاستثنائية، وقد استجابت العديد من الدول والحكومات وبادرت في دعم قطاعات اقتصادية مهمة، وهو مما يجب شكره والثناء عليه، إلا أن قطاع النشر والقطاعات المرتبطة به بقيت بعيدةً عن هذا الدعم رغم تكرار النداء وشرح ما يعانيه هذا القطاع والعاملين فيه من ضرر.
النشر ليس قطاعاً ثانوياً، والكتاب ليس سلعةً ثانوية، ودورهما يعلمع القاصي والداني في التصدي للكثير من القضايا التي واجهت العالم، ونحن كناشرين لم ننسى ذلك وننسى، ولا يجب أن نسمح لهذا القطاع أن ينهار وكلنا أمل أن تعي الحكومات ذلك.