نتنياهو وما يمثل … عدو للديمقراطية. …عدو للإنسانية …؟ !
د فوزي علي السمهوري
اود ان اسلط الضوء على جانب آخر من جوانب جرائم القيادة الصهيونية ورمزها نتنياهو إضافة إلى الجرائم المستمرة بحق فلسطين أرضا وشعبا ووطنا منذ عام 1948 والتي باتت معلومة للأحرار في العالم سواء كانوا أفرادا أو قوى سياسية أو مؤسسات مجتمع مدني او قيادة أو دولا .
فالمتتبع لمواقف وسياسة مجرم الحرب نتنياهو بما يمثله وسعيه للاستيلاء على السلطة يجد أنها غنية بالأفكار والاستراتيجيات والممارسات المناقضة لما يزعم كذبا وخداعا للراي العام ولبعض زعماء العالم من إيمانه بالسلام والديمقراطية والنزاهة من حيث :
▪ انها لا تختلف نهائيا وبمجملها عن مواقف وسياسات القادة الديكتاتوريين الذين لا يريدون سماع سوى صدى صوتهم لإدامة استئثارهم بالسلطة.
▪ كما أنها تتوافق وتتطابق مع سياسة الإنقلابيين والإنتهازيين والعملاء الساعين للوصول لسدة الحكم أو المحافظة عليها خدمة لمصالحهم الذاتية وخدمة لمصالح من يدعم إيصالهم للحكم بغض النظر عن الوسيلة وتحقيقا لأهداف من يكفل لهم الديمومة باسم الدين تارة وباسم ديمقراطية ديكورية الجوهر التي هي أقرب للأنظمة الشمولية منها للانظمة الديمقراطية التي تحترم مبادئ الديمقراطية المتوافق عليها عالميا .
▪سياسة تمثل تناقضا وإنتهاكا صارخا للإعلان العالمي لحقوق الانسان وللعهود والمواثيق الدولية مما يجعل منها عنوانا للعنصرية واللإنسانية .
عدو الديمقراطية :
لقد كشفت سياسة نتنياهو بل عرت امام العالم الحر بما يمثله من رمز وعنوان وقائد لقوى وتكتلات يمينية عنصرية متطرفة زيف الديمقراطية التي زعمت وخدعت الكثير من دول العالم بأنها ” دولة “تجسد واحة الديمقراطية الوحيدة في قلب الوطن العربي منذ إغتصاب فلسطين عام 1948 ذلك للاعتبارات التالية :
■ تمسكه بدعم مطلق من حزبه ومن تكتل يميني متطرف عمل على تغذيته على مدار سنوات برفض الموافقة على تحديد ولاية رئيس الوزراء بدورتين متتاليتين عملا بمبدأ اساس من مبادئ الديمقراطية القائم على تداول السلطة .
■ الرفض لنتائج الإنتخابات التي لا تضمن له الغالبية لضمان الإستمرار بموقع رئاسة الوزراء وما تصريحاته وتلويحه بعصيان مدني عبر تحريك الشارع المؤيد لنهجه رفضا لتكليف صدى صوته غانتس بتشكيل حكومة قبيل إنقلاب الأخير على نفسه وعلى حلفاءه عبر تفكيك تحالفه ” أزرق ابيض ” ونكثه بالتفاهمات التي توافق عليها مع القائمة المشتركة والتحاقه بنتنياهو كظل والذي جعل منه ومن سذاجته اضحوكة سياسية ليس أمام المجتمع الصهيوني فحسب بل أمام العالم .
■ التعبير عن رفضه لاستقلالية القضاء ورفض تنفيذ وإحترام قراراته وما محاولة إصدار قانون أساس جديد يكفل له تشكيل حكومة عبر إبطال سمو قرار قضائي يقضي بمنعه من تشكيل حكومة بسبب إتهامات الفساد الموجهة له إلا تأكيد لذلك .
■ التهديد بقيادة حركة تمرد وعصيان عبر سلسلة من الفعاليات ” سلمية وغير سلمية ” رأس حربتها “متطرفين وميليشيات المستوطنين” تحت ذريعة مواجهة وإحباط ” مؤامرة ” الدولة العميقة التي تستهدف تصفيته سياسيا حسب زعمه .
■ التهديد بقيادة عصيان مدني في حال مصادقة الكنيست على قانون يمنع تكليفه مستقبلا بتشكيل حكومة على خلفية قضايا فساد .
■ إصدار قوانين سادية وغاية في العنصرية موظفا الديانة اليهودية لتحقيق أهداف شخصية وسياسية عنصرية متطرفة تهدف لإقصاء وحرمان غير اليهود ” بغض النظر عن ديانتاهم او مذاهبهم ” من حقوق المواطنة التي يكفلها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والقانونين الدولي والإنساني .
عدو الإنسانية :
أما مظاهر عداءه للإنسانية فهي ساطعة وتتمثل في عدد من الأمور والقضايا والممارسات منها :
● تغليب مصلحة حفنة صغيرة من اصحاب رؤوس الاموال وتجار الحروب على حق الإنسان أي إنسان في الحياة والتمتع بالصحة مقتديا بإدارة ترامب وجونسون في مواجهة تفشي الوباء في مراحله الأولى .
● إتباع سياسة التمييز باولوية تقديم العلاج للمصابين وفق تصنيف طبقي وديني ومذهبي وعرقي ووفق العمر .
● العمل على إفشاء وباء فيروس كورونا في المناطق العربية وفي اوساط العمالة الفلسطينية وفي أراض السلطة الفلسطينية في سياسة عنصرية لا إنسانية بل تندرج تحت تصنيف جرائم ضد الإنسانية .
● إلاهمال المتعمد وعدم إتخاذ الإجراءات الوقائية اللازمة وفق المعايير التي اعلنتها منظمة الصحة العالمية لحماية أسرى الحرب الفلسطينيين من وباء الكورونا وللإضطلاع بمسؤولياتهم وفق اتفاقية جنيف الثالثة كسلطة إحتلال وسلطة آسرة إتجاه الأسرى مناضلي الحرية .
● تعميم وزارة الصحة الإسرائيلية الذي لا يمكن وصفه إلا بأنه عمل لا إنساني بل جريمة ضد الإنسانية ” وفقا لوسائل إعلام ” بتحديد الفئة التي تتطلب حالتهم الصحية من مصابي وباء كورونا في حال إرتفاع اعداد المصابين وضعهم على جهاز تنفس اصطناعي وبيان من يجب حرمانهم من فئات كبار السن ومن ذوي الإعاقات وممن يعانون من أمراض مزمنة معينة أي قتلهم وهذه تعتبر أيضا جرائم إعدام خارج القانون .
بناءا على ما تقدم :
• هل من المعقول أن تستمر وتسمح دول في العالم للكيان الصهيوني العنصري ان يستمر في خداعه وقلب الحقائق والذي ثبت بما لا يدع مجال للشك انه كيان عدواني لا يقيم للصداقة ولمبادئ الديمقراطية ولقيم الإنسانية وحقوق الإنسان بال. ..
آن للمجتمع الدولي أن ينبذ ويحاسب نتنياهو وما يمثله من خطر على الإنسانية وبالتالي على الأمن والسلم الدوليين. ….؟
نتنياهو وما يمثل … عدو للديمقراطية. …عدو للإنسانية …؟ ! د فوزي علي السمهوري
12
المقالة السابقة