عروبة الإخباري – كتبت سمية أبو عطايا
بعد مرور ما يقارب من أربعة شهور على إنتشار فيروس كورونا المستجد، لم تفلح جهود العلماء والأطباء ومراكز الأبحاث حول العالم من إيجاد علاج ناجع أو لقاح مضاد يوقف هجوم المرض أو يحد من انتشاره.
ولكي تصنع اي دواء أو لقاح جديد يستغرق هذا وقتا طويلا ولقد جرب الأطباء العديد من الأدوية التي استخدمت في السابق لعلاج بعض الأمراض المعدية وعلى رأسها عقارات الملاريا والإيبولا والإيدز بعضها حقق نجاحا والبعض الآخر لم يحقق وبسبب تباين نتائج العلاج في البلدان المختلفة لم يتم التمكن من إعتماد إي برتوكول علاجي دولي.
وفي خضم إستمرار محاولات البحث لم يكن أمام الأطباء إلا الرجوع إلى دفاترهم القديمة والإهتداء إلى العلاج ببلازما الدم أو ما يعرف بالبلازما المناعية أو بلازما النقاهه.
حيث بدأت العديد من دول العالم باستخدام هذا العلاج وتجربته على المرضى والذي أعطى بحسب دراسات علمية نتائج جيدة في كل من إيطاليا والصين
حيث سجل تعافي عدد من الحالات الحرجة خلال فترة تراوحت بين 3 إلى 12 يوم من بدء العلاج.
فيما سجلت حالات شفاء لمرضى آخرين في تركيا وكوريا الجنوبية
ويعود تاريخ العلاج بالبلازما إلى أكثر من مئة عام حيث سبق وإن أستخدم في علاج الإنفلونزا الإسبانية والحصبة في ثلاثينيات القرن الماضي، وأثبت نجاعته قبل سنوات قليلة ضد فيروسات السارز وميرز والتي تنتمي إلى سلالة الفيروسات التاجية.
هذا يعني أن البلازما سلاح وخيار الأطباء الإحتياطي الذي يلجأون إليه حال إجتياح البشرية وباء أو فيروس جديد ولا يعرفون علاجا له.
والبلازما هي مادة سائلة شفافة صفراء اللون تشكل 55٪من إجمالي حجم الدم في جسم الإنسان وتعمل على نقل الماء والأملاح والعناصر الغذائية إلى جميع أعضاءالجسم وتقوم فكرة العلاج على أساس التحصين السلبي عبر نقل بلازما محتوية على أجسام مضادة للفيروسات من أشخاص تعافوا من فيروس كورونا المستجد إلى آخرين مصابين.
ويتم الحصول على البلازما من خلال التبرع بالدم بالطريقة المعتادة وذلك بعد مرور 14إلى 28يوم على تعافي المريض ويشترط لذلك أن تكون نتيجة فحص فيروس Sars _cov2 في جسمه سالبا وان يكون خالي من أي أمراض معدية وأن يكون لديه الحد الأدنى َمن الأجسام المضادة المحايدة والتي يمكن إعتبارها كافيةللعلاج، كما ويفضل ان يكون هناك تطابقا بين فصيلة دم المتبرع والمستقبل.
ويعطي الدواء داخل المستشفى لمرضى كورونا الذين حالتهم متوسطة وصعبةبواقع وحدة واحدة إلى أربعة وحدات_حسب البروتوكولات العلاجية لكل دولة كل منها تحتوي على 200مل بلازما.
في الملخص هذا العلاج يعتبر آمن وسريع ولا توجد له أي آثار جانبية خطيرة ولكن بالرغم من نتائجه الجيدة الا انه وبسبب قلة عدد المشاركين وقصر الفترة الزمنية التي أجريت الدراسات عليه لا يوجد دليل حول نسبة نجاحه وفعاليته وبذلك يظل علاجا بديلا عله يساعد في شفاء المرضى وإنقاذ حياتهم حتى يتم إنتاج لقاح مضاد للفيروس.
العديد من المستشفيات وبنوك الدم في ألمانيا وأوروبا بدأت بتجميع البلازما من آلاف المتبرعين في مختبراتها وهي من المرضى الذين من الله عليهم بالشفاء، وعلى هؤلاء أن لا يترددوا بالتبرع بالدم حتى يمنحوا المصابين أملا بالشفاء خاصة الحالات الحرجة وهذا واجب وطني وإنساني.