منذ أن انتشرت جائحة الكورونا في أنحاء العالم والجميع يعمل جاهداً للوصول إلى مسلمة واحد فقط، وهي كيف نحمي صحة الإنسان؟ وهذا أهم ثابت من ثوابت ديننا الحنيف الذي أكد على الضرورات الخمس، وأهمها حفظ النفس.لذلك كانت الإجراءات الوقائية والصحية هي على رأس الأولويات التي فرضت نفسها، وبالتوازي بدأ التفكير بسبل ووسائل استمرار التعلم بوصفه الحق لأي إنسان؛ وهذا ما قامت به وزارة التربية والتعليم التي جندك كل إمكاناتها في سبيل استمرار تعلم الطلبة والحفاظ على هذا الحق بشتى الوسائل.
إن هذا الوباء الذي أنشب أظفاره بين ظهرانينا ينبغي أن يواجه بسبل ابتكارية وآليات تحافظ على استمرارية التعلم، والتواصل مع الطلبة في شتى مواقعهم:المدينة،الريف،البادية،والمخيم. وهذه المواجهة تتطلب من الجميع أن يستجيبوا مع متغيراتها، وأن يسهم كل طرف بالواجب المناط به في هذه الظروف الاستثنائية. فالطالب ينبغي عليه تنظيم وقته و برنامج تعلمه حسب المستجدات وواقع الحال،والمعلم ينبغي عليه بذل جهود مضاعة لضمان استمرار عملية التعلم والتواصل مع المتعلم بشكل عام أو خاص ، وبشكل متزامن أو غير متزامن.
كذلك ولي الأمر ينبغي عليه استمرار المتابعة والتأكيد المستمر على الأبناء/الطلبة بضرورة التعلم والتواصل مع المعلمين من خلال الوسائل المتاحة، والعمل على تذليل العقبات أمام تعلمهم بتوفير كل مستلزمات التعلم المطلوبة، وفي ظل هذا الوقت الكبير المتاح لولي الأمر ؛فإنه ينبغي المتابعة الحثيثة بشكل يحقق أهداف التعلم السلوكية والمعرفية، مع ضرورة مراعاة الحالة النفسية العامة لأفراد الأسرة و المتعلمين قبل وأثناء وبعد عملية التعلم.
إن أبرز مهارات القرن الحادي والعشرين التي تنتظركم أيها الطلبة هي مهارات التعلم الذاتي والبراعة في الوصول إلى المعرفة اللازمة والمهارة المطلوبة في مختلف المجالات، فالوقت متاح لكم و بوفرة و الأدوات متيسرة بأبسط الأشياء وبسهولة محببة لكم، وتتواءم مع أدوات عصركم الذي يشهد ثورة غير مسبوقة في عالم التكنولوجيا الذي تواكبونه بكل حرفية.
فيا طلبة الأردن، استمروا في تعلّمكم… وبشتى الوسائل والوسائط المتاحة، ولا تتركوا هذا الوباء المتوحش أن ينال من عزيمتكم الصلبة، وأحلامكم التي سطرتموها منذ مطلع هذا العام الدراسي المستبشر بكم وبمقدرتكم الجامحة على خوض كل الصعاب، وفي مختلف الظروف. و كي تظلوا مصدرَ فَخْرٍ لذويكم ووطنكم…استمروا.