كتب محمد موسى المرقطن
يشهد العالم هذه الأيام جائحة مرضية و وباء خطيراً انتشر و لايزال ينتشر في مختلف مناطق المعمورة، و قد أربك هذا الوباء الجميع و بدأ يعطل الحياة بشكلها المعتاد و بإجراءات تتخذ من قبل الجهات الحكومية للعمل على مواجهة التحديات التي نتجت عن تفشيه و انتشاره السريع.
هذا الوباء أربك الجميع و عطل سير العمل التقليدي، و عليه ينبغي علينا أن نفكر بطرق وأساليب غير تقليدية تتناسب مع التغييرات التي فرضتها طبيعة الإجراءات اللازمة للحد من انتشاره، في مختلف القطاعات، ومن أبرزها قطاع التعليم.
إن تعليق الدراسة في المدارس والمؤسسات التعليمية بالشكل التقليدي فرض نفسه كأحد إجراءات الوقاية من خطر انتشار فايروس كورونا؛ لكن العملية التعليمية مستمرة و يجب أن لا تتوقف، فقد تطول فترة المواجهة و التعليق للدراسة التقليدية لذلك ينبغي علينا أن نتوجه بشكل مباشر نحو التعلم عن بعد.
هذا البديل الأكثر أهمية الآن لضمان استمرارية عملية التعلم، و خبراء تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم لديهم المقدرة على تفعيل هذا النمط، فهم يملكون الكفاءة والخبرة لتصميم الدروس و تنظيمها بما يضمن تحقيق أهداف التعليم و استمراره.
وفي حقيقة الأمر، فإن تقنيات التعليم الإلكتروني موجودة منذ فترة طويلة، لكنها لم تشهد حالة كهذه تتطلب الاستخدام الكبير لمثل هذه التقنيات مما رافقها عدداً من الصعوبات التي يمكن تذليلها. و نعلم منذ زمن بعيد، ونتيجة التطور الهائل في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أن التعليم أصبح يتشكل أيضاً خارج أسوار المدرسة والمؤسسات التعليمية، نتيجة لما أحدثته ثورة الاتصالات في العالم، ودخولنا في مرحلة الثورة الصناعية الرابعة و عصر الرقمنة، الأمر الذي ينبغي علينا التّكيف معه و التعامل مع متغيراته بشكل يضمن لنا استمرار حق التعليم في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
مهما يكن من أمر، فإننا اليوم أمام خيارات فرضت نفسها بخاصة في مجال التعليم من خلال الوسائط المتعددة: تعليم متلفز، تعليم إلكتروني، تعلم عن بعد.. إلخ، و ينبغي أيضاً أن نمتلك مهارات التعامل مع مثل هذه التقنيات الحديثة، و أن نفعّلها بشكل إيجابي من خلال توجيه الطلبة وإرشادهم وتشجيعهم على استخدامها، واستثمار الهواتف الذكية ومختلف أجهزة الحاسوب ومرفقاتها، والتطبيقات:”واتس آب، يوتيوب، تلجرام”لغايات التواصل المعرفي-المهاري، وبما يعود على المتعلم بالنفع والفائدة. ف”الحكمة ضالة المؤمن أنّا وجدها التقطها ” .
وهنا تبرز الحاجة الماسّة لإعداد وتنفيذ برامج تدريبية عصرية و متطورة غير تقليدية للمعلمين والمعلمات، في مختلف مواقعهم، على كيفية استثمار هذه التقنيات في التعليم، وكيفية التعامل معها، وآليات التواصل مع الفئة المستهدفة “المتعلمين” و تمكينهم من تحقيق التعلم عبر هذه الوسائط. وهذا الواجب يقع على عاتق وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين، و بشكل عاجل لوقف هدر الوقت، واستثماره بالطريقة المثلى التي تحقق الهدف المنشود.