لقد سخّرت الدولة الأردنية كل إمكاناتها من اجل سلامة سكان الأردن، وعملت الدولة الأردنية من اجل صحة أبنائها وسلامة أجوائها على حساب كل الفرضيات الاقتصادية مقدمة بذلك نموذجا يحتذى في التعاطي مع الإسقاطات البيولوجية، التي عجزت عنها أعتى الدول والمجتمعات العالمية، والدولة الأردنية وإذ تقوم بمسؤوليتها المباشرة من اجل السلامة العامة وفي المحصلة والسلم الدولي، فإنها بحاجة إلى دعم شعبي كبير لا يقف عند حد الاستجابة الايجابية للقرارات الحكومية في استراتيجية الحجز المنزلي فحسب لكنها بحاجة أيضا إلى إسناد شعبي يغطي مسألة جيوب العوز وعمال المياومة كما بعض القضايا المعيشية في الطور الإنساني .
فان حالة الحجر المنزلي كما لها ايجابياتها أيضا لها انعكاسات على الحالة المعيشية اليومية التي لا تستطيع الحكومة وحدها الإيفاء بها و إيصال دعمها إلى بعض القطاعات التي بات بحاجة ضرورية لهذا الإسناد في ظل مناخات التوقف عن الحركة السائدة، وهذا ما يضع المواطن الأردني أمام مسؤولية أخري تستوجبها مسؤولية الفرد تجاه المجتمع وتجاه أسره الأردنية الكبيرة، في ظل اشتداد الأزمة على المجتمع الأردني وعلى طبقة المياومة على وجه الخصوص.
الأمر الذي يتطلب إطلاق مبادرة شعبية مأطرة حكوميا تحت عنوان دينار من اجل سلامتك على أن تكون بالتعاون والتنسيق مع شركات الاتصالات والوسائل المرئية من رسالة يتم خصم دينار منها لصالح دعم برنامج الدولة الصحي والمعيشي، على أن تكون هذه المبادرة على مدار الأيام القادمة، وعلى الهواء مباشرة ومشاركة الجميع من أجل الجميع ، وهذا ما سيشكل مرودا ايجابيا ليس ماديا فقط.
بل سيكون له مردود آخر لصالح تنمية أواصر نسيج الأسرة الأردنية الواحدة وهذا ما سيزيد حالة اللحمة الوطنية والشعور بالمسؤولية تجاه الغير، ويعزز من حالة الوئام بين الكل الأردني في إطار مجابهه الأردن لجائحة كورونا ، كما سيكون لها مردود آخر في تعظيم دور الفرد في متابعة النشرات الوطنية الموجهة وكذلك متابعة شؤونه العامة والمشاركة البناءة وليس النقدية فقط في القضايا المطروحة هذا إضافة إلى مساهمة المواطن كل حسب قدرته ومن كل الفئات العمرية في حرب الأردن ضد كورونا الوباء وهو بظني ما سيشكل إضافة للدولة ونهجها الذي امتازت به في قيادة المشهد الدولي في محاربة هذه الجائحة.
والأردن الذي بات يشكل نموذجا يحتذى بقيادة ملك الإنسانية وقائد الحرب ضد وباء كورونا وبنموذجه الأردني الريادي فانه حري بالأردن تقديم مثل هذه المبادرة الايجابية المستنبطة من وحي فكر جلالة الملك ورسالته والتي ستشكل فارقة جديدة للأردني وبرنامجه الإنساني الوقاني الاستدراكي الذي بات يشكل أيضا نموذجا للإنسانية، لذا فان الواجب القيمي والإنساني والوطني يحتم علينا المساهمة في حماية
صحة أبنائنا والمشاركة في النموذج الملكي في الحرب ضد هذه الجائحة بتقديم دينار من اجل سلامتك، وهي مبادرة ستقوم بدعم استراتيجية الدولة ومسيرتها العميقة والمشاركة الفاعلة مع الأردن ورسالتها الذي يحمل نموذجها واستراتيجية عملها للإنسانية جمعاء جلالة الملك والتي تحمل عنوان»حياة الإنسان تأتي أولا».(الدستور)