نادية سعد الدين
عروبة الإخباري – اعتقلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 16 ألف امرأة فلسطينية منذ عدوان العام 1967، بينما تقبع اليوم 43 أسيرة في سجون الاحتلال تحت ظروف قاسية، وذلك بحسب وزارة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية.
وقالت الوزارة، في تقرير أصدرته أمس بمناسبة يوم المرأة العالمي، الذي يصادف الثامن من آذار من كل عام، أن “سلطات الاحتلال لا تتورع عن انتهاك حقوق المرأة الفلسطینیة، واغتیال حقوقها الإنسانیة من خلال الممارسات القمعیة التي تنتهجها في التعامل مع الأسيرات الفلسطينيات”.
وبینت الوزارة، أن “الاحتلال اعتقل منذ العام 1967 أكثر من 16 ألف امرأة فلسطینیة في ظروف سیئة، حيث یمارس بحقهن أقسى وأبشع أنواع التعذیب الجسدى والنفسي، فیتعرضن لاعتداءات وحشیة سواء بالإیذاء اللفظي الخادش للحیاء، أو الاعتداء الجسدى من السجینات الجنائیات الإسرائیلیات، فيما لا يفصلهن عن قسم الجنائيات سوى باب بلاستیكي، حيث تضطر الأسيرات لسماع الشتائم البذيئة والصراخ المزعج والطّرق على الأبواب والنوافذ”.
وأفادت بأن “عدد حالات الاعتقال لدى الاحتلال العام الماضي في صفوف النساء بلغ 128 فلسطينية، فيما سُجل منذ مطلع العام الحالي اعتقال 29 فلسطينية، بدون مراعاة للحالة الإنسانیة التي تتمتع بها المرأة”.
وأشارت إلى “الأسيرة إسراء الجعابيص، التى تعاني من حروق فى كافة أنحاء جسدها، حيث لم يتم مراعاة ظروفها، أسوة بسبع أسيرات جريحات، أُصبن أثناء الاعتقال وعایشن ظروف تحقیق جسدیة ونفسیة صعبة، ومنهن من يتعرضن للعزل الانفرادي، ضمن زنازين ضيقة ومعتمة وقذرة”.
وأضافت الوزارة الفلسطينية أنه “ما يزال هناك أربع أسيرات رهن الاعتقال الإداري، فيما 27 من إجمالي الأسيرات يقضين أحكاما مختلفة، وأعلاهن حكما أسيرتان من القدس وفلسطين المحتلة العام 1948، المحكومتان بالسّجن 16عاماً، فضلاً عن أسيرات محكومات بمدد تتراوح بين 15عاماً و10 سنوات، فيما ما تزال 12 أسيرة موقوفة”.
وقالت أنه “تقبع حالیاً 43 أسیرة فلسطينية داخل سجني “هشارون والدامون”، بينهن 16 أسيرة أم، كما بينهن أمهات مريضات”.
وطبقاً لتقرير الوزارة الفلسطينية؛ فإنه من بين الأسيرات هناك 13 أسيرة من القدس، و6 أسيرات من فلسطين المحتلة العام 1948، وأسيرتان من قطاع غزة، و22 أسيرة من الضفة الغربية.
وطالبت الوزارة “كافة المؤسسات الدولية، التي ترعي حقوق المرأة، بضرورة محاسبة الاحتلال على جرائمه، التي ترتكب بحق الأسيرات بشكل يومي، عدا التحرك العاجل من أجل إنقاذهن وتقديم قادة الاحتلال إلى محكمة الجنايات الدولية، ونيل حقوق المرأة العادلة، وفق القرارات الدولية”.
بدوره؛ أكد المجلس الوطني الفلسطيني أن “المرأة الفلسطينية تشارك الرجل في النضال والبناء، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وعاصمتها مدينة القدس”.
واستحضّر “الوطني الفلسطيني”، في بيان أصدره رئيسه سليم الزعنون بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، دور واسهامات المرأة الفلسطينية في تاريخ وحاضر النضال الوطني الفلسطيني للتحرر من الاحتلال ونيل الاستقلال، إلى جانب دورها الأصيل في بناء المجتمع ومؤسسات الدولة.
وحيا المجلس الوطني نساء فلسطين في الوطن والشتات، وخاصة زوجات وأمهات وأخوات وبنات الشهداء والأسرى والجرحى اللواتي صبرن وصمدن وتحملن بكل اقتدار المسؤولية بعد فقدان المعيل، مقدرا عاليا “صمود الأسيرات المناضلات في سجون الاحتلال الإسرائيلي”.
وأضاف أنه “في الوقت الذي يحتفي فيه العالم بالمرأة وبإنجازاتها في مختلف مناحي الحياة، فإن المرأة الفلسطينية ما تزال تعيش المعاناة وظلم الاحتلال والاعتقال والحرمان من حقوقها، وما تزال تشعر بألم فقدان الزوج والإبن والأخ سواء كان شهيداً أو معتقلا”.
ودعا “المؤسسات الدولية والحقوقية ذات الصلة لتوفير الحماية للمرأة الفلسطينية من انتهاكات وجرائم الاحتلال، وضمان تمتعها بكافة حقوقها في العيش بحرية وكرامة”.
وطالب المجلس الوطني “المؤسسات الرسمية الفلسطينية إيلاء المرأة الفلسطينية المزيد من الرعاية والتمكين في مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع تقديراً لمكانتها وتضحياتها المستمرة”.