عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
كنت من الذين حظوا بمجالسة وزير الدولة للشؤون الخارجية العُماني يوسف بن علوي أكثر من مرة، فقد التقيته حوالي خمس مرات، كنت في كل مرة أحاول أن أكسب الوقت في الاستماع، فالجلوس مع معالي يوسف بن علوي بن عبد الله.. الشخصية العمانية المميزة والمخضرمة في السياسة العمانية، وأحد أبرز راسميها و مجسدي فكر السلطان الراحل فيها تستدعي الكاتب ان يستمع وان ينصت بعمق وببصيرة منفتحة، وان لا يدخل في جدالات تضيع الفرصة على كسب المزيد من المعلومة القائمة من خبرة ودراية وممارسة.. ولأنه يأخذ على الشرقيين العرب وتحديدا اهل بلاد الشام المجادلة والمناكفة وعدم اتاحه الفرصة لقبول الرأي الى ان ينتهي مقدمه، فقد وجدت كما يقول الوزير بن علوي ان الشخصية العمانية ربما تنفرد بالاستماع وعدم الجدل و قبول وجهة النظر و حتى الاكتفاء بما يعطي او يقال، والصدور بعد ذلك برأي يحمل رأي المستمع، فالعُماني لا يجادلك وإنما يعطيك الفرصة ان تقول ما عندك، ولديه بعد ذلك ادواته في الاختبار، ولعل المثال الواضح الذي يقدمه معالي بن علوي على ذلك وهو مثال منتزع من التاريخ يتمثل في دعوة العمانيين للدخول الى الاسلام، حين ارسل لهم الرسول صلى الله عليه وسلم عمرو بن العاص يدعوهم اليه، وقد حمل رسالة الرسول الى “الجلندى” ملك عمان وأخيه وبشر بها، حتى اذا فرغ من ذلك وانصرف، قام “الجلندى” ومن معه من مستشارين بتشكيل مجموعة لم يعلن عنها تتوجه الى المدينة المنورة وتصل حتى إقامة الرسول لتطرح عليه اسئلة مستفسرة عن دعوته وتتأكد منها ومن توجه موفد الرسول لها، ثم تعود بحصيلة ما علمت وعرفت واستفسرت لملك عمان انذاك وفي هذه القصة التي قدمها بن علوي والمستلهمة من التاريخ العماني نموذجاً على ميل العمانيين الى التمحيص والبحث عن الحقيقة و استقصائها و عدم التسليم بما يقال على علاتة، والوزير بن علوي يقول انه كان يعلم الجزء الاساس من القصة مما توارثته اجيال العمانيين من معرفة، لكنه فوجئ وهو يزور دمشق ذات يوم وحين ذهب يصلي في الجامع الاموي ان خطيب الجامع، وقد ادرك ان وفدا عُمانيا رفيع المستوى جاء للصلاة في الجامع، فقد أورد استكمالا للقصة في معلومة قال بن علوي انه لم يكن يعرفها، وهي المتمثلة في أن الوفد العماني الذي جاء الى المدينة المنورة يستفسر عن الدعوة النبوية، ويتعرف على جوانبها وحقائقها وربطها بما كان قاله عمر بن العاص في عُمان.
فالعُمانيون الذين بنوا حضارة راسخة عميقة الجذور ومتشعبة و قائمة من معرفة و تجارة واقتصاد و تبادل سلع عبر البحر، من خلال المنافذ الصحراوية، كانوا على صلة بمصر، وبأطراف الجزيرة، وان طلائعهم الاقتصادية وصلت غرب الجزيرة العربية، حيث يقيم “سليمان الحكيم” الذي استقبل “بلقيس” ملكه سبأ وهضبة الحبشة، وحيث كان سليمان تاجرا وحكيما وملكا ونبيا، وان الوفد العماني الذي قال الوزير انه ربما زار موقع سليمان في غرب الجزيرة على شاطئ البحر الاحمر، وربما كان في فلسطين وقد غادر بعد أن اهداه “الملك سليمان الحكيم” مجموعة من الجياد العربية الاصيلة، وان ذلك كان واردا ذكره في كتاب المؤلف العربي القديم “الكلبي” صاحب كتاب “أنساب العرب” وخاصة الجزء المتعلق منه بالخيول وسلالاتها، وسجل اصالتها، حيث كان العرب يحرصون على ذلك، ويتفاخرون به، وان هذه الهدية لأهل عُمان وسادتها انذاك أسست للخيل العربية الاصيلة التي رباها العُمانيون وعرفوا بها في معاركهم وفتوحاتهم وبناء امبراطوريتهم، وانهم ظلوا ابدا يحافظون عليها حتى آلت عنايتها الى السلطان قابوس الذي ظل حريصا على المعرفة بها وحفظ اسرارها ومعرفة مميزاتها ..
اذن كانت عمان على صلة بالملك سليمان وعلى صلة من قبل بالفراعنة الذين تبادلت معهم تجارة “اللبان” حيث كان “اللبان العماني” يشعل كبخور في معابد الفراعنة وفي المذابح المقدسة ومن خلالهم لاحقا الى حضارات اخرى، وقد ظل الامر ساريا الى حمل هذا اللبان متعدد الاستعمالات الى اوروبا وكنائسها حيث كانت “ايلة” على شاطئ البحر الاحمر الشمالي والمسماة الآن العقبة، وقد كان يستقبل تلك التجارة قبل الاسلام اسقف العقبة العربي “حنة بن رؤبة” الذي كان يحتفي بالبخور واللبان العماني ويعيد تصديره الى اوروبا لاستعماله في كنائسها..
وقد ظلت تلك العلاقات متصلة قبل الاسلام وبعده وقد امتدح الرسول (ص) اسلام اهل عُمان بقوله: “آمنوا بي قبل أن يروني” اي قبل وصول وفدهم الذي جاء يتأكد من نبوته. وقد لعبوا اي أهل عُمان وهم من “الازد” اكبر واكثر القبائل العربية رسوخا دورا كبيرا في نشر الاسلام السمح والدفاع عنه وبناء دولة مترامية الاطراف من غرب افريقيا في زنجبار وما حولها (دار السلام) وعلى امتداد الساحل الشرقي الافريقي وحتى ميناء جوادر جنوب الباكستان، ومرورا بساحل عمان الذي يمتد على ساحل الخليج حتى البصرة.
حين تكلم يوسف بن علوي في محاضرته في معرض الكتاب الخامس والعشرين في مسقط بحضور جمهور غفير، كان يتكلم عن عمان وعن سلطانها الراحل الذي ارسى قيما ومفاهيم ونماذج للسلام بالمعنى الشمولي التابع من الذات والممتد في مصالح البشر والشعوب، مبينا ان هذا السلام يتجاوز المعنى التقليدي والمألوف الذي يدركه الكثيرون الى معنى اكثر عمقا و فلسفة قد لا يدركه الا من ادرك ان السلام هو من صفات الله، وانه ابعد من لحظته القائمة وتجلياته المتمثلة في النماذج التي سعت سلطنة عمان لتحقيقها لنفسها ولجوارها وللآخرين وللبشرية، حين عممت المفهوم ووسعته، وحين جعلت من مفهوم التآلف والائتلاف بين الشعوب حالة وبيئة خصبة للسلام وانباته واثماره.
فكانت دعوة السلطان ورسالته في الائتلاف او ما اسمي بالمؤتلف السلطاني وهي دعوة تتخطى الاديان، وتحتوي ما جاء فيها من قيم ودعوة ومحبة الى تشاركية واسعة غفل عنها الكثيرون في بناء اللحمة الانسانية، التي جاء على ذكرها القرآن في مفهوم التعارف الذي يسبق التآلف “وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا”، فماذا بعد التعارف سوى البناء والتشارك والتعاون من اجل خدمة النوع البشري وتجسيد الحضارة المدنية التي تحدث عنها ابن خلدون في مقدمته كرائد عالمي في علم الاجتماع الذي يستهدف الجنس البشري حين قال: “ان الانسان مدني بالطبع” وهو يحتاج الى الاجتماع لبناء الحضارة الانسانية التي تُكون العمران القائم من السلام ومن اجل السلام .
لم يكن حديث بن علوي عن مفهوم السلام عند السلطان مفهوما تقليديا بل اراده اعمق من ذلك، وكشف عن مكنون معناه عند السلطان وضرب على ذلك امثلة مذكرا ان السلطان كان “هبة الله” لعمان وان عمان مكنت السلطان بطبيعة اهلها وجغرافيتها وترابها الوطني وموقعها وتاريخها من ان يقدم فيها ومن خلالها مفهومه للسلام والعمل من اجل البشرية جمعاء
فالسلام العماني كان بالسلطان ومعه ابتداءا في انطلاقة النهضة فقد كرسه منذ اليوم الاول وهو يخاطب العمانيين ويعدهم ان يرتقي بهم وان يمكنهم من سلام داخلي لنفوسهم ويحيط بهم للوصول الى اهدافهم ز
قدم بن علوي فلسفة السلطان للسلام باسلوب بسيط ومباشر وبدون تعقيد في اللفظ او المعاني وجعله في متناول السامعين على مختلف مستوياتهم ليفهموه كما تقودهم مرجعياتهم وذكر ان البداية كانت حين شكل السلطان وفود الصداقة لتجوب الجوار والمحيط وبعدها الى العديد من دول العالم ليبشر برسالته وموقفه ونهضته .
لقد كانت فكرة السلام في ذهن السلطان ضاغطة ولازمة وكامنة عبر عنها “بوفد الصداقة” كما يقول بن علوي:
اليس هذا ما يعكس الرغبة السلطانية في استنبات الفكرة اولا لتجسيد اهداف السلطان ورؤيته فنشر رسالة السلام هي الأولى وهي الأُولى في مكونات النهضة العمانية التي اشرقت شمسها في الاول من تموز عام 1970 ز
ففكرة السلام ان تعمل وان تبدأ بالبلاد العربية التي كانت بحاجة الى ان تصلها رسالة عمان لتشهد على نفسها وان هذا البلد الذي يتولاه السلطان في تلك اللحظة يؤمن بالسلام وقيمه ويبشر به ويدعو اليه و يشهد العالم انه سيكون مهبطاُ لرسالة السلام ومنطلقاً له
كانت رسالة السلام السلطانية التي تلخصت حين نضجت معطياتها في مفهوم المؤتلف السلطاني اخيرا و قبل رحيل السلطان و كثمرة فكرية لخلاصة سعيه .
وقد احسنت السلطنة بترجمه ذلك المؤتلف الى اللغات الحية ونشر ذلك في الناس ومجتمعاتهم يقول بن علوي: تشرفت انني كنت احد ناقلي هذه الرسالة رسالة الصداقة والسلام لاكثر من عاصمة وموقع وبلد وقد كان الهدف الكشف والتعريف بهوية عمان الجديدة وملامح نهضتها وما ستكرسه في سعيها وهي تبني دولة السلام التي عرفت الحرب وويلاتها وخلصت الى ضرورة ان يكون للسلام موقعاً ومنارة ووسائل ودعاة وهكذا بدأت النهضة في احد وجوهها المبشرة.
كان السلطان قد اشهد وبلّغ وهو الرائد الذي لا يكذب اهله فقد كان شاهدا على ما يجري في منطقته انذاك وكان مبشرا لما يريد ان تكون ولذا كان اللقاء الاول مع سفراء الدول العربية في مسقط لابلاغهم رسالته في السلام من خلال بناء الصداقات وتصفير الخلافات فلا خوف مع احد ولا عداء او استعداء على احد وإنما تعاون ومحبة والفة وتشارك.
ومن الاطار العربي اراد التعميم للاطار الدولي وقد سعى الى ذلك وجسده في عدة مراحل وامثلة وفي كل المراحل كان السلطان يشهر رسالة السلام ويتمسك بها ويعليها فوق اي اعتبارات اخرى مهما تعقدت الظروف وتشابكت ومهما استغلقت المراحل فقد كان يعالج المشاكل بالسلام، وقد رأى ان مصر لا يجوز ان تعزل بعد معاهدة كامب ديفيد وان السلام واجب ان يحل محل الخصام وان الوئام هو ما يجب ان يكون وان مصر التي أسماها الوزير بن علوي “عكازة الأمة” جديرة أن تبقى على صلة ومشاركة وتعاون ومحبة مع اخواتها العربيات وشريكة بل وقائدة لا ينازع أحد في حقها في ذلك…
ولان رسالة السلام رحبة فيها المحبة والعطاء والتنمية والبناء, فقد جعل السلطان من عمان منبرا لها و منصة وحاضنة وراعية فأمتها الوفود وجاءها المبعوثون وقصدها كل صاحب حاجة في السلام او متعطش له أو حتى اولئك الذين كانوا يروا ان السلام قد يكون الاداة الامثل للوصول الى اهدافهم…
وقد مضى السلطان قابوس في مسيرة البناء وظل يؤمن ان السلام يصنع الحق والعدل و يتنافى مع الظلم والجور وانه يحتاج الى الصراحة والوضوح والصدق وليس البهرجة والشعارات المستهلكة…
ولنفس السياق وبه تحدث بن علوي في مصر و لمصر التي احبها وكانت في هواه دائماً, وظل يرغب ان يفرغ في جنباتها افكاره في التضامن والود والعرفان والوفاء فهي عنده “عكازة الامة” وهي عنده “الأمة الثابتة” أيضاً, وقد تحدث عن ذلك فيها في السادس من اذار 2020 منطلقا من رسائل ارساها السلطان قابوس ولم ترحل برحيله, بل بقيت تصلح للتبشير وتهدي من رأى فيها رؤية يؤخذ بها …
فالسياسة الخارجية التي ما زال يهندسها بن علوي ويواصل فيها البناء منطلقاً من خرائط السلطان قابوس لها وتصميمه لمكوناتها وقواعدها هي سياسة ثابتة لا تتغير بتغيير القيادات وهي بعيدة عن الهوى قريبة للحقيقة اخذة بالحكمة التي هي ضالة المؤمن يدركها حيث وجدها, وهذه السياسة الخارجية لا تقوم على ردة الفعل ولا تؤمن بالثأرية والانتقام ولا تنهتل من العصبة و لا تسوغ المصالح الأنانية والسريعة ولا تنتهز المواقف ولا تسوق الخديعة والمُكر, بل إنها تتجلى في أنها “لا تقطع علاقاتها مع أي دولة حتى لو قطعت تلك الدولة علاقتها بالسلطنة وتأخذ بالشعار” لا يضرنا من اختلف معنا” منطلقا بذلك من رحابة القاعدة التي تقول: “الخلاف لا يفسد للود قضية”, وهذه القاعدة قد تكون نبتة غريبة عن الأرض العربية لكن السياسة العُمانية استنبتتها وزرعتها ومازالت تؤمن بتكثيرها والعناية بتعميمها لعل الكثيرين يهتدون بها او اليها ليروا فيها وسيلتهم لبناء سياساتهم…
على هامش زياراته الأخيرة لمصر في اذار 2020 أحب بن علوي وان يتحدث وأن يضع الافكار ويصوغها ويعممها وهي افكار لا يستهدف تصديرها للآخر للنيل من مواقفه أو معارضته أو التأثير عليه وإنما يريد منها أن يعكس الرسالة العمانية في السلام والمحبة والحرص..
لقد ظلت الوصفة العمانية مطلوبة وقد اهتدى لها الكثيرون ممن رأوا أنها عالجت أمراضا مستعصية في الخلافات أو ردمت فجوات اتسعت بالصراعات او ضمدت جراحات وشقوق سوء الفهم أو جاءت لإغاثة ملهوف او أسير او معتقل …
وهي وصفه ظلت عمان تقدمها مجانا وتحرص على توفيرها من فائض قدراتها ومخزونها كما ظلت تضعها برسم الطلب او غب الطلب كما يقولون….
وهذه الوصفه العمانية للسعي بالخير أو الوساطة او التسيير أو المصالحة أو تمكين الأطراف من ابصار مصالحهم بصورة أفضل أو تقديم المكان لهم أو إختيار الزمان المناسب…. ظلت مقصدا للمغلوب ليخفف عليه وللغالب للخروج من غلبته التي لا تمكنه من أن يحظى بالاحترام كما ظلت تصلح للكبير من الدول وحتى للصغير منها وكذلك في زمن الحرب وزمن السلام.
نعم ادرك الكثيرون ان فائض السياسة الخارجية العمانيه فيه نفع وان نماذجها المقدمة التي مورست وأخذ بها كانت نافعة وهذا ما اقر به لعمان الصديق وغير الصديق والقريب والبعيد ومن امتلك عين الرضا او حتى من كان يعيش بعين السخط.
كانت مصر دائما في السياسة الخارجية العمانية مقدمة, و كانت السياسة الخارجية العمانية لا ترى في مصر إلا قائدة في امتها ولها دورها المحفوظ في كل المراحل والذي لا يستطيع احد ان يحجبه او يقلل من قيمته وأهميته..
فقد كسر السلطان جليد العلاقات العربية عن مصر حين كان اول من وصلها وابقى علاقة عُمان بها ساخنة بعد القطيعة العربية لمصر والتي لم يقبلها السلطان الراحل ولم يبررها, وفي هذا يقول بن علوي أمام الصحفيين المصريين في اذار عام 2020 وعمان تشهد مرحلة جديدة ويقودها سلطان نابه جديد يواصل حمل الراية العمانية ليعلو بها مداميك اخرى.
أن العلاقات بين السلطنة ومصر اخوية وحميمية وموقفهما واحد ، ولا يوجد شيء نختلف عليه، وان مصر دولة مهمة مركزية ليس فقط في العالم العربي وإنما مع كافة دول العالم …
بن علوي قال : “مصرأمة ثابتة” كيف لا تكون كذلك وهي وريثة حضارة ممتدة لأكثر من “سبعة آلاف” سنة وقد قدمت حضارتها للعالم ليشار اليها بالبنان في تميزها ورسوخها..
مصر ليست دولة جاهزة أو مصطنعة والذين يتطاولون على مصر قد لا يعرفونها أو قد يحاولون النيل من هرم مصر… بل أهرامات مصر دون أن يدركوا أنهم لا يصلحون أن يكونوا حتى خيالاً إلى جانب قامتها..
بن علوي يقرأ في صفحة لم نهتد لها بعد وهو يقول أن عام 2020 هو عام الفتح من الله على لم الشمل العربي ووضع اليات جديدة للعمل العربي المشترك في ضوء المستقبل وليس الماضي..
يقول ذلك ونتقبله بصدر مفتوح و أمل و لكن نسأل من أين للوزير كل هذا التفاؤل والأمل؟ وكيف يقرأ في هذا النفق العربي المظلم بالصراعات والخلافات والاستلاب والتمزق الذي تعيشه اكثر من عاصمة عربية وبلد…
ويشير بن علوي وهو يخاطب المصريين ومن خلالهم كل عربي مهتم أو كل من له عناية بالعالم العربي ان القمة العربية ستعقد في الجزائر، وهو متفائل بها مع الوصول الى منتصف هذا العام حيث تأتي دورية وإن تأخرت فبسبب الوباء المسمى كورونا المستجد…
بن علوي متفائل لأنه مؤمن وتفاؤله يوسع دائرة الأمل وهو يرى الحماسة الجزائرية للم الشمل العربي الذي حان الأوان ان ينتظر التئامه وأن تتحقق لحمته حتى وإن كانت هناك خلافات باقية…
أراد بن علوي مصر ليعلن فيها أمله، ويعلن فيها أن التضامن العربي حان له أن يقوم من الضرورة لأن التحديات كثيرة سواء التي تواجهها مصر في سد النهضة, حيث يسند العالم الموقف المصري في حقوق مصر الثابتة والتاريخية في حصتها المائية من النيل وقال:” نتفهم موقف مصر بل العالم كله يسانده, ومصر في موقف حساس، وهي لن تتخلى عن حقوقها, ومبادئ الحياة التي تمثلها هذه الحقوق وفي التحديات المأمول ان تنتهي اوتحل او تواجه بوعي وحلول تبرز أمام القمة القادمة أيضاً”..
التحديات التي تواجه المجموعة الخليجية, حيث الخلافات كما وصفها ليست قطعية مع قطر وأن دولاً خليجية كالكويت تسعى وتقوم بجهود كبيرة لحل الخلافات وان الامور اخذة في التحسن..
بن علوي يربط في المتاح من الوقت وفي استراحة الفكر التي يبني فيها ما بين عهدين السلطان الراحل الذي اشاد البناء والسلطان القائم الذي يرفع المداميك ويعلي البنيان، وهذه المساحة تولد أفكاراً يستشرف فيها بن علوي المرحلة ويأخذ من النموذج المصري الذي يعقله بن علوي ويفهمه ويدرك اعماقه ومغزاه ليعيد التأكيد أن عكازة الأمة هي التي تهدي من يستعملها سواء السبيل وانها هي التي تمكن من يحملها من الثبات على الخطّي فمصر الثابتة هي المراهن عليها ان تقدم نموذج الثبات الذي تمتعت به تاريخياً كدولة عميقة الجذور, ولعل اختيار صفة الثابتة لمصر من جانب بن علوي هو تميز لها عن غيرها من دول لا تتمتع بالثبات او بتاريخ راسخ الجذور كما مصر التي ستبقى تحمل لون الأمة ورسالتها وتسعى بها…
بن علوي من مصر: يشرح مفهوم السلام عند السلطان قابوس
14
المقالة السابقة