في السابع من شباط صادفت الذكرى الحادية والعشرين للوفاء والبيعة، الوفاء للمغفور له الحسين الباني طيّب الله ثراه والبيعة للملك المعزّز عبدالله الثاني إبن الحسين حفظه الله ورعاه، والتي تُشكِّل إستمراراً لمسيرة الهاشميين المظفّرة، ونحن إذ نفتخر بالهاشميين وملوكهم فإننا كأردنيين نؤكد بأننا على العهد ماضون.
الوفاء والبيعة ميزة ونكهة أردنية هاشمية بإمتياز من منظومة سيرة الهاشميين والأردنيين من شتّى المنابت والأصول، وإمتداد لحكم رشيد أساسه إحترام كرامة الإنسان، وما زالت آثار إنجازات الحسين رحمه الله تعالى ماثلة على الأصعدة المحلية والإقليمية والعربية والإسلامية والدولية والأممية، وتوارثها وأكمل عليها أبا الحسين حفظه الله.
فالأردن الوطن يشكل قصّة نجاح لبلد محدود الموارد جُلّها فوق الارض لا تحتها، فإستثماره بإنسانه العارف والمتميز يفوق موارده الطبيعية، وتنمية موارده البشرية ديناميكية صوب مواءمة مخرجاته التعليمية وسوق العمل، والعلاقة الحميمة بين القيادة الهاشمية والشعب أساسها إحترام وصون كرامة الانسان وإنسانيته وقُرب القيادة من الشعب وتلمّس حاجاتهم وهمومهم وتقديم الخدمات المثلى لهم وتحويل التحديات إلى فرص.
والملك بين صفوف شعبه في كل زمان ومكان وحدث، فيلتقي الناس ويحضر بينهم ويتابع أوضاعهم ويتحسس همومهم ومشاكلهم ويسعى لخدمتهم، فهو منهم وإليهم وبينهم، ونشعر بالفخر بأنه بالرغم أن الاردن بلد لا يوجد فيه موارد طبيعية ومع ذلك هو من أنظف البلدان ويمتلك نظام تعليمي قوي ونظام صحي متميز وفيه السكن والمأوى والامان والاستقرار وإحترام الانسان وحضوره العالمي كبير.
والإصلاحات الشاملة السياسية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية والأكاديمية وغيرها والتي يتبناها الاردن وقيادته الهاشمية تعزّز فينا التطلع للمستقبل بنظرة أمل وتفاؤل خدمة للأجيال القادمة ولتحويل التحديات لفرص، كما أن صمود الاردن رغم ظروفه الاقتصادية الصعبة جداً في إقليم ملتهب بالصراعات الاقليمية والدولية وحركات الارهاب مؤشر على دولته العميقة الضاربة جذورها في التاريخ، والمواءمة بين الأمن والديمقراطية والمواطنة صمّام أمان الدولة المدنية العصرية التي يسعى جلالة الملك لترسيخها والتي أخرجت الأردن من عنق الزجاجة رغم الإقليم الملتهب وقوى الإرهاب والتطرّف المحيطة.
ودعوات جلالة الملك للمحافظة على الطبقة الوسطى ودعم مناطق جيوب الفقر وتوجيهه للحكومات المتعاقبة لتطبيق ذلك على الأرض مؤشر على سعي جلالته لرفاه المواطن، وإنتماء الأردنيين لوطنهم وولائهم لقيادتهم الهاشمية نابع من القلب ويعزّزونه بالمواطنة الصالحة خدمة لهذا الوطن الأشم.
وموقف جلالة الملك والأردنيين كافة مع القدس ووقوفهم ضد صفقة القرن وفي خندق القضية الفلسطينية دوماً يؤشر لأبعاد عروبية وقومية ودينية وإنسانية وأخلاقية وقانونية وتاريخية راسخة وأكيدة، فالاردنيون يلتفون حول قيادتهم الهاشمية وجيشهم وأجهزتهم الامنية وفي خندق الوطن كالبنيان المرصوص، وجبهتهم الداخلية حصينة ومنيعة، ونسيجهم الاجتماعي ووحدتهم الوطنية أكيدة.
وأخيراً، نعتز بقيادتنا الهاشمية التي تمتلك همّة الشباب وحكمة الشيوخ، ونفتخر بإنسانيتها وحضورها العالمي، ونتباهى بحزمها في حماية الوطن، فالاردن بلد عزيز ومنيع بالرغم من التحديات الاقتصادية الجسام.
وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق – رئيس جامعة جدارا
في ذكرى الوفاء والبيعة / د. محمد طالب عبيدات
13
المقالة السابقة