عروبة الإخباري – قال وزير الثقافة، الدكتور باسم الطويسي، إننا بأمس الحاجة اليوم لإحداث استدارة نحو الثقافة المجتمعية من خلال الاهتمام الفعلي بالطريقة التي يتشكل فيها وعي المجتمعات وسلوكهم الفردي والجماعي، والطريقة التي يحكم من خلالها الأفراد والجماعات على الآخرين والأشياء والظواهر.
وأوضح الطويسي، خلال لقائه ممثلي الهيئات الثقافية في محافظة الزرقاء في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي ضمن برنامج الحوار الوطني حول الأولويات الثقافية للأعوام 2020- 2024، أن الاشتغال الثقافي الرسمي بقي لعقود طويلة يركز بشكل مباشر على الاهتمام بالنخب المثقفة على حساب المجتمع؛ حيث تركزت الجهود الرسمية على التنظيمات والكيانات الثقافية وعلى منتجي المحتوى الثقافي في الآداب والفنون والفكر.
وأكد، خلال اللقاء الذي حضره محافظ الزرقاء الدكتور محمد السميران ومدير الثقافة وصفي الطويل، ضرورة إدماج الشباب في الفعل الثقافي والعمل على اكتشاف المواهب والموهوبين من الشباب الأردنيين وتوفير منصات لعرض إبداعهم، ما يتطلب جعل مهمة دمج الشباب في الحركة الثقافية مهمة أساسية في التخطيط لمستقبل الثقافة الوطنية.
وأشار إلى أهمية إدماج الثقافة في التكنولوجيا الرقمية، إذ تحتل التكنولوجيا الرقمية المعاصرة مساحة واسعة من السيطرة على واقع ومستقبل اقتصادات العالم؛ حيث سيكون للأدوات الرقمية الدور الحاسم في تشكيل الثقافات وفي الإنتاج الثقافي.
وبين أن الوزارة ستعقد مؤتمراً ثقافياً وطنياً في عمان خلال شهر نيسان المقبل لعرض ما تم التوصل إليه من نتائج لهذه الحوارات، فيما ستنظم ملتقى خاصا للمديريات الثقافية بشكل دوري في المحافظات كافة بهدف تحفيز التبادل وتحقيق التشاركية الثقافية ووضع برنامج للتبادل الثقافي فيما بينها.
وأكد ضرورة التخطيط للثقافة في الأردن بمنطق جديد وأدوات جديدة لأن ما يخطط له اليوم في الحقل الثقافي سوف يحصد قريبا في المجتمع والاقتصاد، وسوف نلمس نتائجه غدا في السياسة وفي الطريقة التي يعبر فيها الأردنيون عن خياراتهم.
ولفت إلى أن الهوية الثقافية الوطنية تعتبر الأساس المتين الذي يمدنا بالاستقرار والاستمرار في مواجهة التحولات والتحديات، ونحن بأمس الحاجة إلى تطوير أدوات جديدة تجعل الأجيال قادرة على استيعاب ثوابت الهوية وقادرة على التعبير عن هذه الثوابت من خلال أدوات العصر وانشغالاته.
وتحدث ممثلو الهيئات الثقافية عن ضرورة زيادة الدعم المخصص من قبل الوزارة للألوية التي تم اختيارها ضمن مشروع المدن الثقافية للعام الحالي، مشيرين إلى أن تخصيص مبلغ 75 ألف دينار لكل لواء لا يكفي، وكذلك ضرورة اهتمام مديرية الثقافة بتنسيق الأنشطة والبرامج الثقافية بين الهيئات المتواجدة في المحافظة.
الطويسي يؤكد أهمية الاستدارة نحو الثقافة المجتمعية
26
المقالة السابقة