عروبة الإخباري – أشاد سفير دولة فلسطين في عمان عطاالله خيري بخطاب جلالة الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي ، والذي تجلت فيه الحكمة والشجاعة وبعد النظر والرؤيا الثاقبة واستشراف المستقبل والحرص على مستقبل الانسانية جمعاء.
كذلك الإشارة إلى مواطن القلق وبؤر الخطر التي يمكن أن تؤثر على العالم خلال السنوات القادمة إن لم تتم معالجتها في الوقت والشكل المناسب.
وقال خيري في تصريح صحافي اليوم الخميس، إن جلالة الملك ركز في خطابه كالعادة على القضية الفلسطينية والصراع الفلسطيني الاسرائيلي والقدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وربط بين تحقيق السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي واستقرار المنطقة والعالم .
وأضاف أن صوت جلالة الملك الذي يحظى باحترام وثقة أوروبا والعالم ، مسموع ومؤثر ويتمتع بمصداقية عالية جدا، وأن تحذير جلالته من أن فقدان شعوب ودول الشرق الاوسط الأمل بحياة هادئة ومستقرة وآمنة سوف يؤثر على الأمن العالمي أيضا لأن شرق أوسط مستقر يعني عالم مستقر .
وأشار إلى التحذير المهم جدا الذي أطلقه جلالة الملك ايضا ، والمتعلق بمدينة القدس المحتلة ،التي وصفها جلالته بأنها غالية وعزيزة على قلبه شخصيا وذات أهمية تاريخية كبيرة لعائلته ، وكأن جلالته يتحدث عن أقرب وأعزّ الأماكن والناس على قلبه ،منبها إلى أن العالم يجب أن يتدارك ويدرك بأن استمرار بقاء القدس المحتلة موضع نزاع ،سوف يترتب عليه مخاطر كثيرة في المنطقة والعالم .
وقال خيري إن جلالة الملك أطلق خلال خطابه السامي التأكيدات التي لا تقبل الشك، الالتزام الشخصي والمسؤولية الخاصة تجاه القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها ،وما تعنيه أهمية الروحانية والسلام والعيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين على حد سواء والعواقب الناجمة عن أي زعزعة أو انتزاع لهذه العوامل وفيما إذا كان بمقدور المجتمع الدولي أن يتحمل ذلك .
وأضاف خيري أن جلالته اشار في خطابه السامي إلى أن طول انتظار الشعب الفلسطيني للحل المنشود للاحتلال الاسرائيلي المستمر منذ سبعين عاما، وتواصل الصراع الفلسطيني الاسرائيلي بسبب هذا الاحتلال الأطول والأخير في العالم ،قضى على أي أمل يمكن أن يحقق العدالة الانسانية للشعب الفلسطيني.
وزاد خيري أن جلالته كان واضحا جدا في تشخيص بعض معيقات وموانع حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي التي تتمثل في محاولة البعض فرض حل الدولة الواحدة الذي لا تقبله المنطقة ولا العالم ولا يمكن مجرد التفكير به،وكذلك الاستمرار في التوسع الاستيطاني وتجاهل القانون الدولي بكل تأكيد يزيد من مخاطر العنف وتفاقم الكثير من المخاطر الاخرى الناجمة عن ذلك.
وبين أن تأكيد جلالته على أن صنع السلام هو الطريق الأصعب لكنه الأسمى كما تعلم من والده المغفور له الحسين بن طلال ،يحمل رسالة للمجتمع الدولي مفادها أن الجهود من أجل تحقيق السلام يجب أن تتواصل وتستمر وأن لا يصل العالم إلى اليأس والاحباط مهما بلغت الصعوبات .
وقال خيري إن القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني يقدرون ويثمنون عاليا مواقف جلالة الملك من القضية الفلسطينية الثابتة والمبدئية التي لا تتغير ودفاعه المستمر عن الحقوق الفلسطينية المشروعة في حله وترحاله وفي جميع المناسبات والمحافل الدولية.