عروبة الإخباري – توفي صباح الإثنين، الفريق أحمد قايد صالح قائد الأركان الجزائري والرجل القوي في البلاد خلال المرحلة الانتقالية، عن عمر ناهز 79 عاما، إثر أزمة قلبية.
جاء ذلك في خبر مقتضب نشرته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية.
فيما قال بيان للرئاسة الجزائرية نقله التلفزيون الرسمي، إن رئيس البلاد قائد القوات المسلحة وزير الدفاع الوطني عبد المجيد تبون، “عين اللواء سعيد شنقريحة قائد القوات البرية قائدا لأركان الجيش بالإنابة” خلفا لقايد صالح.
وكان آخر ظهور لصالح خلال حفل تنصيب الرئيس الجديد عبد المجيد تبون، الخميس، بقصر المؤتمرات غربي العاصمة، حيث تم منحه وسام “صدر” وهو الأعلى بالبلاد، لجهوده بالمرحلة الانتقالية منذ رحيل الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة في أبريل/ نيسان الماضي إثر انتفاضة شعبية.
وكان قايد صالح وهو نائب وزير الدفاع أيضا أكثر شخصية في البلاد حضورا خلال المرحلة التي أعقبت رحيل بوتفليقة وكان له “دورا حاسما في تنحيته بعد إعلانه أياما قبلها دعمه للحراك الشعبي” في مطلب رحيل بوتفليقة، وفق مراقبين.
وطيلة أزمة سياسية عمرها 10 أشهر كان صالح يتنقل بين المناطق العسكرية في البلاد ويدلي بخطابات فاق عددها الخمسين حول تطورات الأزمة وموقف الجيش منها.
وحسب معارضين، كان صالح “أقوى رجل في النظام، يعرقل التغيير الجذري”، فيما يقول أنصاره أنه الرجل الذي “حمى وحدة واستقرار البلاد ووفى بعهده بقيادتها إلى غاية انتخاب رئيس جديد”.
والفريق قايد صالح، من مواليد 13 يناير / كانون ثاني 1940، بمحافظة “باتنة” (شرق)، وشارك مجاهدا في ثورة التحرير (1954 ـ 1962) ضد الاستعمار الفرنسي.
وبعد استقلال البلاد في 5 يوليو/تموز 1962، واصل مسيرته في صفوف الجيش الوطني الشعبي.
وتدرج في مراتب ومناصب بالجيش، لتتم ترقيته عام 1993 إلى رتبة لواء، ويعين عام 1994 قائدا للقوات البرية، في عز الأزمة الأمنية أو ما يعرف بـ “العشرية السوداء”.
وبعد رئاسيات أبريل / نيسان 2004، عين الرئيس بوتفليقة، صالح قائدا لأركان الجيش، خلفا للفريق محمد العماري، الذي أحيل على التقاعد بعد دعمه منافس بوتفليقة في تلك الانتخابات، وهو رئيس الحكومة الأسبق علي بن فليس.
وتمت ترقية قايد صالح إلى رتبة فريق، في 5 يوليو / تموز 2006، وكانت مؤشرا على قربه من الرئيس بوتفليقة، وقوة علاقة الرجلين.
وظل في منصبه قائدا لأركان الجيش إلى 11 سبتمبر / أيلول 2013، ليصبح أيضا عضوا في الحكومة بصفته نائب وزير الدفاع، علما أن وزير الدفاع هو رئيس الجمهورية منذ 1999.
ويعتبر قايد صالح حاليا (قبل وفاته) المسؤول العسكري الوحيد الذي يحمل صفة “مجاهد”، كما يحمل رتبة فريق في الجيش إضافة إلى قائد الحرس الجمهوري (الرئاسي) الفريق علي بن علي (قليل الظهور إعلاميا).