لقد انعقد المؤتمر الأول لحركة عدم الانحياز في بلغراد عام 1961، حيث حضر هذا المؤتمر ممثلو 25 دولة مختلفة. بعد ذلك تم عقد المزيد من المؤتمرات حيث كان المؤتمر الأخير بطهران في شهر أغسطس من عام 2012. وقد وصل عدد الأعضاء في هذه الحركة 118 دولة وذلك بحسب احصائيات عام 2011م. فريق الرقابة لهذه الحركة مكون من 18 دولة و10 منظمات أيضا. لقد تأسست حركة عدم الانحياز بعد انهيار النظام الاستعماري ، حيث ناضلت شعوب إفريقيا وأمريكا اللاتينية وآسيا وغيرها من المناطق في العالم من أجل الحصول على الاستقلال. قد أدت حركة عدم الانحياز دورا أساسيًا في عملية تصفية الاستعمار، وهذا ما أدى إلى نجاح كثير من الدول في الحصول على الحرية وتحقيق استقلالها. وساهمت ايضا في تأسيس دول جديدة ذات سيادة ، كما وقد ساهمت في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.
وإنه بالرغم من عقد العديد من المؤتمرات قبل عام 1955م ، إلا أنه هذه الحركة قامت بانعقاد مؤتمر باندونجالأفرو-آسيوي وفي هذا المؤتمر تم الإعلان عن “مبادئ باندونغ العشرة” وهي المبادئ التي تحكم العلاقات بين الدول جميعها ، و يعتبر تحقيق هذه المبادئ العشرة هو المعيار الأساسي للعضوية في حركة عدم الانحياز ، أما فيما يخص الآباء المؤسسين للحركة ورموز قادتها فهم جمال عبد الناصر من مصر، وأحمد سوكارنو من إندونيسيا، وشري جواهرلال نهرو من الهند، وجوزيف بروز تيتومن يوغوسلافيا ، وكوأمينكروما من غانا ، وقد اتفق مؤسسوا هذه الحركة على إعلانها كحركة وليس كمنظمة وذلك تجنبا لما ينطوي على المنظمة من آثار بيروقراطية ، وقد بذلت دول عدم الانحياز جهودًا جبارة منذ قيام الحركة بهدف ضمان حق الشعوب الواقعة تحت الاحتلال والسيطرة الأجنبية.
وتعتبر حركة عدم الانحياز إحدى نتائج الحرب العالمية الثانية ، وقد نتجت أيضا بشكل مباشر نتيجة الحرب الباردة والتي حدثت بين المعسكر الغربي (الولايات المتحدة الأمريكية وحلف الناتو) وبين المعسكر الشرقي (الإتحاد السوفيتي وحلف وارسو) وذلك بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ، أما فيما يخص هدف هذه الحركة فهو الابتعاد عن سياسات الحرب الباردة ، وقد تأسست هذه الحركة من تسعة وعشرين دولة، وهذه الدول هي الدول التي حضرت مؤتمر باندونغ المنعقد عام 1955، ويعتبر هذا المؤتمر هو أول تجمع منظم لدول الحركة.
وتضم حركة عدم الانحياز حاليا 120 دولة كأعضاء و17 دولة و10 منظمات دولية مشاركة بصفة مراقب ومن المبادئ الأساسية للحركة البعد عن المشاركة في التحالفات السياسية والعسكرية وتكريس مبدأ التعايش بين الشعوب القائم على أساس مبادئ الاستقلال والمساواة في الحقوق الذي يشكل أساس السياسة الخارجية لهذه البلدان.
لعبت حركة عدم الإنحياز دائما ومنذ نشأتها دورا رئيسيا في تعزيز السلم والأمن الدوليين، وهي تعتبر أكبر منصة دولية بعد منظمة الأمم المتحدة حيث تضم في عضويتها 120 دولة، وقد انضمت أذربيجان الى عضوية حركة عدم الإنحياز عام 2011 ومنذ لحظة عضويتها، أعلنت التزامها بمبادئ ومقاصد الحركة الأساسية، ومنها احترام وحدة أراضي الدول وسيادتها واستقلالها السياسي وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
لقد حظيت جمهورية أذربيجان بدعم حركة عدم الانحياز في مجال دعم سيادة الجمهورية ووحدة أراضيها وحرمة أرضيها المعترف بها دوليا منذ انضمام أذربيجان الى عضوية حركة عدم الانحياز ، وقد دعت المنظمة الى تسوية نزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا واذربيجان من خلال المجلس الوزاري لحركة عدم الأنحياز الذي أنعقد في كاراكاس عاصمة فنزويلا خلال شهر يويليو من العام الحالي. وبناء عليه فسوف ينظم اجتماع القمة الـ18 لرؤساء الدول والحكومات للبلدان الأعضاء لدى حركة عدم الانحياز في باكو فترة 25-26 أكتوبر القادم في موضوع “ضمان الإجابة معا وبالمثل عن تحديات العالم الحديث بالاسترشاد بمبادئ باندونغ”. وتؤكد أذربيجان بأن اجتماع القمة يأتي احد أهم الفعاليات السياسية المنظمة في أذربيجان بعد إعادة الاستقلال. كما أن هذا الحدث سوف يسجل تاريخيا في الوقت ذاته بصفته أول اجتماع قمة ينظم في أوروبا بعد قمة بلغراد عام 1989م.
وتكمن أهمية القمة ال18 للحركة التي ستستضيفها أذربيجان في باكو عام 2019 بموافقة جميع الاعضاء بالاجماع على ترأس أذربيجان للحركة خلال الفترة 2019 – 2022 ، في توصيل الحقائق والوقائع المتصلة بالصراع الأرمني الأذربيجاني حول قارباغ الجبلية ونقل الصورة الحقيقية الى المجتمع الدولي .
وإنه بمناسبة انعقاد المؤتمر ال 18 لحركةعدم الانحياز ما بين 25-26 أكتوبر2019 في باكو على مستوى وزراء الخارجية للدول الأعضاء فمن شأنه أن يسهم جذريا في تعزيز الأمن والسلام الدولي من خلال حركة عدم الانحياز،حيث أنه من المتوقع أن يحضر المؤتمر ما يزيد عن 800 مشارك و150 ممثل عن وسائل الاعلام المحلية والدولية لتسليط الضوء على فعاليات هذا المؤتمر.
ولا بد هنا من القول بأن موقع جمهورية أذربيجان الجيوسياسي يوفر العديد من الفرص الناتجة عن موقعها الاستراتيجي فإذا ألقينا نظرة على الخارطة العالمية فسنرى أن أذربيجان هي الملتقى الجغرافي الفريد الذي تعبره ممرات الطاقة والنقل ذات الأهمية الاستراتيجية للعالم ، ولا شك بأن الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي تنعم به أذربيجان، والنظرة السائدة إلى أذربيجان كشريك موثوق فيه عالميا، تزيد من مكانته على الساحة الدولية وتلفت انتباه اللاعبين العالميين الرئيسيين وتكرس لأرضية خصبة للمشاركة في تنفيذ الكثير من المشاريع العالمية .
وإذا نظرنا من منطلق مبادئ وروح حركة عدم الانحياز فإن السياسة الخارجية التي تنتهجها جمهورية أذربيجان والتي ترتكز على مبدأ تطوير وتنمية العلاقات والتعاون مع جميع الدول القائمة على سياسة الاتزان وعدم الانضمام الى أي كتلة او تحالف عسكري ،حيث أنه باستضافة أذربيجان لاجتماع القمة الحالية بعد مضي 30 سنة على اجتماع بلغراد الذي انعقد عام 1989. فإن هذه القمة سوف تكتسب الأهمية الكبرى بالنظر الى نطاق المنظمة وإمكانياتها السياسية والاقتصادية وتأثيرها على السياسة العالمية خصوصا ما سوف يعتبره المحللون السياسيون أن قارة أوروبا تستقبل من جديد رؤساء الدول والحكومات للبلدان الأعضاء لدى ثاني أكبر المنظمات الدولية بعد منظمة الأمم المتحدة.
رغم أن منظمة حركة عدم الانحياز تأسست خلال الحرب الباردة فإنها لا تفقد من أهميتها في العالم الحالي اليوم بل تكتسي ببالغ الأهمية من حيث حل المشكلات العالمية والإجابة عن التحديات التي يواجهها العالم في هذه الحقبة من الزمن . إن منظمة حركة عدم الانحياز تعتبر أكبر مؤسسة سياسية تضم 120 بلد بعد الجمعية العامة للأمم المتحدة. وهذا يدل على مدى أهمية هذه المنصة الدولية متعددة الجوانب التي تشارك في تسوية العلاقات الدولية الحديثة. كون أن المسائل المطروحة للبحث في اجتماعات هامة للمؤسسة تشمل على ثلثي دول العالم و تؤثر دون شك في تشكيل جدول أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة أيضا. والسؤال الأن حول كيفية قيام الحركة بتحقيق المزيد ويتطلب هذا مراجعة الاعضاء لاولويات بلادهم ، والتركيز الحاد على القضايا الجديدة الأخذه بالظهور . قضايا مثل حقوق الإنسان ، الارهاب ، تجارة المخدرات ، غسيل الأموال ، تجارة الأسلحة وانتشار أسلحة الدمار الشامل ، كلها قضايا بارزة في الأجندة الدولية يجب أن يكون لدول عدم الانحياز صوت قوي لما فيه مصالح العالم
وفي هذا السياق فقد أشار الرئيس إلهام علييف رئيس جمهورية أذربيجان في كلمة ألقاها في المؤتمر الوزاري المنعقد في باكو نيسان عام 2018م أن “حركة عدم الانحياز مشغولة منذ اكثر من نصف القرن بدعاية القيم العالمية ، وبانها احدى اكبر المنظمات الدولية العالمية ، و تلعب دورا هاما في إحلال الاستقرار والسلام والامن في العالم وهي ملتزمة بمعايير القانون الدولي وسلامة الأراضي وسيادة جميع الدول الأعضاء واستقلالها.”
ولا بد من الاشارة هنا إلى أن أذربيجان تربطها عرى مختلفة بعدد كبير من البلاد المتمثلة لدى المنظمة تاريخيا بأي شكل من الأشكال ولديها روابط تاريخية ودينية ببلدان المنطقة العربية والاسلامية . وقد كان آلاف من الناس من الجغرافيا العملاقة الممتدة من فيتنام إلى كوبا متعلمين في المعاهد العليا في أذربيجان في عهد الاتحاد السوفييتي البائد وقد بلغ عدد المعلمين من قارة افريقيا ما يقارب 15 الف معلم.
إن عضوية أذربيجان لدى حركة عدم الانحياز قد فتحت إمكانايات مناسبة امام ضمان المصالح الوطنية للبلد والنفع القومي وتطوير علاقاته مع مختلف الدول على الصعيد الثنائي ومتعدد الأطراف أيضا. إلى جانب حصولها على دعم اكثر لموقفها العادل من نزاعها مع ارمينيا على إقليم قراباغ الجبلي الّأذربيجاني ، حيث أن جميع وثائق حركة عدم الانحياز الختامية تعبر تعبيرا لا مواربة فيه ولا لبس عن ضرورة حل نزاع قراباغ الجبلي القائم بين أرمينيا وأذربيجان في اطار سيادة جمهورية أذربيجان وسلامة أراضيها وداخل حدودها المعترف بها دوليا ، وعن وجوب تنفيذ قرارات مجلس الامن الدولي في هذا السياق.
كما وقد أحرزت أذربيجان بسياستها الخارجية الحكيمة التي تستند على مبادئ وأسس القانون الدولي نفوذا كبيرا بين الدول الأعضاء لدى الحركة وفي خلال مدة قصيرة من عضويتها ونتيجة لهذا النفوذ والثقة اتخذ قرار بالاجماع خلال اجتماع القمة الـ 17 لرؤساء الدول والحكومات للدول الأعضاء لدى الحركة عام 2016م ، نص على الموافقة باستضافة جمهورية أذربيجان لاجتماع القمة 18 في باكو للفترة ما بين 2019-2022م.
لقد تم تأسيس لجنة تنظيمية تتألف من رؤساء المؤسسات الحكومية ذات الصلة في فبراير العام الحالي بغية تنظيم اجتماع القمة بمرسوم رئاسي ، وجاءت تفاصيل جميع الاعمال الواجب تنفيذها بشأن تنظيم اجتماع القمة في خطة الفعاليات المصدق عليها في مارس. وخطة الفعاليات وثيقة مفصلة عبارة عن 39 مادة.
ومن الجدير بالاشارة الى أن اذربيجان استضافت في السنوات الأخيرة عددا كبيرا من الفعاليات السياسية والاقتصادية والرياضية والموسيقية الكثيرة وبأن أذربيجان واثقة بان اجتماع القمة يأتي “حكاية نجاح” بكل معنى الكلمة للتعبير عن دعم المؤسسات الحكومية ذات الصلة. ولا شك في أن اجتماع القمة وكذلك رئاسة الحركة يساهمان في تبليغ إنجازات احرزها البلد عبر العالم تبليغا كبيرا ، وتشجيعها من جهة وزيادة نفوذ أذربيجان لدى المنظمة وعلى الصعيد العالمي عموما من جهة أخرى.
ها هي أذربيجان اليوم تستعد لاستضافة هذا الحدث العالمي العظيم وتعلن بأن وتيرة إعداد الأولويات لرئاسة حركة عدم الانحياز هي الان في مراحلها النهائية ، أن “مبادئ باندونغ” التاريخية التي تشكل أسس فعاليات حركة عدم الانحياز هي ذاتها التي تتضمن مبادئ الاحترام بسيادة جميع البلاد ، وسلامة أراضيها واحترام وحدة وسيادة البلاد الأخرى ووحدة أراضيها ، وعدم تطبيق القوة ضدها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ، وتشجيع المصالح والتعاون المتبادل والاحترام بالعدالة والالتزامات الدولية ، بشكل يتطابق مع النهج الرئيسي لسياسة أذربيجان الخارجية ، وإن فعاليات أذربيجان خلال رئاستها لحركة عدم الانحياز واولوياتها ترتكز على هذه المبادئ الأساسية. وعلى حد قول فخامة الرئيس الأذربيجاني الهام علييف ” غرضنا رفع وزيادة دور ونفوذ المنظمة بشكل اكبر في نظام العلاقات الدولية ، وعلى صعيد مساهمتنا في تعزيز السلام والأمن والتنمية المستدامة عبر العالم .
ومن الممكن التطرق هنا إلى العوامل التي أدت إلى تنظيم اجتماع القمة لحركة عدم الانحياز في أذربيجان بالذات وهي كالتالي :
– إن أذربيجان بلد يدعم مبادئ هذه المنظمة بالكامل ويشارك فيها ويبدي تمسكه بها،
– تنتهج باكو سياسة مستقلة كفيلة بموقف يبتعد عن مراكز القوة الأساسية العالمية ابتعادا متساويا ، كما تحافظ أذربيجان على علاقات جيدة تستند إلى الاحترام المتبادل والمصلحة والنفع المتبادل مع جميع البلاد .
– يعتبر أذربيجان بلد اقتصادي من الدرجة الاولى في منطقة جنوب القوقاز ولأذربيجان اكثر من 80 في المائة من اقتصاد المنطقة بجانب كونها مركزا سياسيا للمنطقة،
– أذربيجان مشارك فعال ومحترم للعلاقات الدولية والدليل انتخابه عضوا غير دائم لدى مجلس الأمن الدولي للفترة ما بين 2012-2013م عام 2011م ، وقد لعب دعم دول حركة عدم الانحياز دورا هاما في انتخاب أذربيجان عضوا غير دائم لدى مجلس الأمن الدولي والحصول على أصوات 155 بلد.
– أذربيجان احدى البلدان الأكثر أمانا في العالم ولها خبرة كبيرة في مجال تنظيم واستضافة الفعاليات الكبيرة السياسية والثقافية والإنسانية والرياضية.
– وإنه يوجد لمشاركة أذربيجان في حركة عدم الانحياز عائدات في مجال السياسة الخارجية لاذربيجان ، فكما جاء في مرسوم الرئيس إلهام علييف الصادر في 11 فبراير 2019م بشأن استضافة اجتماع القمة القادم ، أن هذه المشاركة قد أنشأت ظروفا ملائمة للبلد لجذبه إلى وتائر السلام والأمن والتعاون الدولية جذبا فاعلا ، ولأجل تنمية العلاقات الثنائية ومتعددة الأطراف مع الدول المختلفة ومن جملتها مع كثير من بلدان أمريكا اللاتينية وآسيا وإفريقيا.
ومن وجهة نظر الرئيس الهام علييف فإن الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز تختلف عن بعضها البعض اختلافا كبيرا. فمنها دول نالت الاستقرار السياسي والإنجازات الاقتصادية ، ودول أخرى ما زالت ضحية النزاعات المزمنة وتعيش حالة عدم الاستقرار ، ودول أخرى فقيرة وبلدان اخرى تعاني من عوائق التغيرات المناخية ولكل من هذه الدول اهتمامات وأولويات وتوقعات ، و من الممكن التوصل إلى ذلك من خلال تفهم جميع بلاد العالم مشكلات بعضها البعض وتقديم الدعم والتضامن العالمي واتجاهنا في هذا السياق انه يكون من المفيد والمثمر إقامة وتطوير الاتصالات والحوار وتوسيع جغرافيا التعاون مع سائر المؤسسات والاقاليم خلال رئاسة أذربيجان لحركة عدم الانحياز بالاستفادة لامتيازات تملكها أذربيجان كونها بلدا عضوا لدى منظمة التعاون الإسلامي ومجلس أوروبا ، كما أنه من الواجب تحديد مجالات جديدة للتعاون بين البلاد الأعضاء لدى حركة عدم الانحياز وعلى سبيل المثال مجال الاستفادة من الطاقة الشبابية والتركيز على هذه الفئة المهمة في تنمية وتطوير مجتمعاتها.
ومن المعلوم بأن بلاد حركة عدم الانحياز قد خصصت بصفة دائمة أهمية كبيرة للمسائل الاجتماعية الاقتصادية وبتبني جدول أعمال عام 2030م من اجل التنمية المستدامة فقد بدأ مقياس التنمية في الأمم المتحدة يتعزز تعززا كبيرا. ومن الجدير بالذكر بأن أذربيجان هي احدى البلاد الـ14 التي قدمت تقريرا متطوعا خلال مدة قصيرة بشأن تنفيذ أغراض التنمية المستدامة وبأن مسائل التنمية هي الأخرى يجب عليها أن تدرج في جدول اعمال حركة عدم الانحياز لهذه الفترة ، كما وأنه هناك حاجة إلى اجراء تبادل الآراء ووجهات النظر بمشاركة البلاد الأعضاء خلال فترة رئاسة المنظمة من اجل تكيف حركة عدم الانحياز بسرعة ممتازة اكثر مع متطلبات العالم المتغير السريع ،حيث أن حركة عدم الانحياز تمثل تضافر الجهود والتعاون ، في وقت تكون فيه الشراكة العالمية للسلام أهم الأن من أي وقت مضى، وإن الأمم تمثل نماذج هامة للتنمية والنمو ، في وقت يستصرخ العالم فيه طالبا حلولا جديدة.
كما وإننا نود التأكيد والإشارة إلى إن المملكة الاردنية الهاشمية من مؤسسي حركة عدم الانحياز ، كما ويعد من البلدان الملتزمة بمبادىء الحركة التي جاءت ذات يوم لوضع حد للحقبة الاستعمارية وانهاء مخلفاتها ” وانه من الدول السباقة للمشاركة في كل محفل دولي يخدم الامن والسلم الدوليين والقضايا القومية والعربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. وقد حرص الأردن – وما يزال – على حضور مؤتمرات قمّة دول عدم الانحياز، ودعم القرارات التي تُتّخذ لصالح الحركة والعالم. لا سيما وانه يؤمن بأن العالم الآن يمرّ بفترة تزداد فيها التوتّرات؛ فالحرب الباردة قد انتهت، ونظام الكتلتين، الذي يسيطر على العالم اضمحلّ ، وظهرت مفاهيم جديدة في مجال العلاقات الدولية، وهذا بشأنه يؤكد بأن حركة عدم الانحياز لا يمكنها البقاء بعيدة عن حفظ الأهداف الأساسية الأولية للمؤسّسيين.
ومن وجهة نظر جمهورية أذربيجان فإن مشاركة الاردن بالقمة 18 التي ستعقد في باكو لهي مصلحة قطرية وعربية ولها دور في صناعة الاحداث والتأثير فيها ,خاصة وأن الأردن دولة تتميز بسياستها الخارجية الحكيمة والمعتدلة ولها علاقاتها المتوازنة مع جميع الدول خاصة مع الدول التي لها حضور اقليمي فاعل ,كما وأن الأردن دوما تدعم جمهورية أذربيجان في قضيتها المصيرية مع جارتها جمهورية أرمينيا وتدعو الى ضرورة الاعتراف بوحدة أراضي أذربيجان وانهاء احتلال على اقليم ناغورني كارباخ وسبعة اقاليم أذربيجانية أخرى ، ووقف العدوان على الأراضي الأذربيجانية وعودة المشردين من ديارهم التي هجروا منها وهم الان يعيشون في ظروف معيشية صعبة في أطار قرارات المنظمات الدولية المعتمدة.
وفي الختام اود القول بأن رئاسة جمهورية أذربيجان لحركة عد الانحياز التي تضم البلاد الخاصة بمختلف القارات واللغات والأديان والتقاليد والعرف والنظم السياسية ، سوف تأتي على الأرجح بثمارها ونتائجها المميزة ، وتشكل حدثا هاما فاعلا بالنسبة لجمهورية أذربيجان التي استطاعت وتمكنت من خلال نهج سياسة قادتها الحكيمة من تشجيع الحوار بين اتباع مختلف الأديان والثقافات والتوصل إلى تفاهم ووئام بين مختلف الحضارات ، ومما لا شك فيه بأن رئاسة المنظمة التي تضم 120 دولة وحكومة تتطلب إرادة سياسية كبرى ومسؤولية وقوة وحنكة دبلوماسية ، معتمدة على المصالح الوطنية للشعب الاذربيجاني وإمكانيات مهمة تنجزها الجمهورية في جميع القطاعات ، وإن أذربيجان بلد جاهز وقادر على اخذ هذه المسؤولية على عاتقه خلال مدة 3 سنوات مقبلة بقيادة الرئيس إلهام علييف .