عروبة الإخباري – توفي الأديب والشاعر التركي الكبير، نوري باكديل، أمس الأول، عن عمر ناهز الـ 85 عاما في مستشفى المدينة الطبية بالعاصمة أنقرة، حيث كان يتعالج فيه من التهاب بالجهاز التنفسي.
ويلقب الأديب التركي بشاعر القدس، بسبب دفاعه المستمر عن القدس وقضيتها العادلة منذ عقود طويلة، وولد باكديل عام 1934 في ولاية قهرمان مرعش جنوبي تركيا، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة إسطنبول لكنه رفض العمل محاميا لتعارض ذلك مع مبادئه.
في ديوانه «الأمهات والقدس» يتحول باكديل لشاعر غاضب، ويفتتح الديوان قائلا «عملي القيام بثورة»، ويرى أن القدس هي رمز لأي ظلم يقع على المسلمين في أي مكان بالعالم، واهتم باكديل في السبعينيات بشكل مكثف بقضية مسلمي الفلبين ودعم حق الأفارقة في مواجهة الاستعمار الغربي للقارة.
وضم ديوان «الأمهات والقدس» أعماله الشعرية وحركته الفكرية والأدبية على حد سواء، وقال في أحد الأبيات «أحمل القدس كما أحمل ساعة يدي»، وفي بيت آخر يقول «امشِ أخي، ولتُهَب قوة القدس».
واشتهر بأنه يأخذ معه دائما ثلاث صور أثناء السفر هي صورة القدس وآلة كاتبة وحقيبة يد، وفي ديوانه يتناول القدس بصفتها أُما، ومعراج النبي والمنطلق للعالم الميتافيزيقي، وكذلك قلب الحضارة الإنسانية، معتبرا أنها قِبلة تركيا «التي انكسرت رقبتها وهي تنظر إلى الغرب».
ورغم رمزية باكديل الشعرية المفرطة فقد ترجم الأكاديمي التركي حر محمود يوجر بجامعة العلوم الصحية التركية مقاطع من أشعاره في ديوان «القدس والأمهات»، يقول في بعض أبياتها:
«عِش جبل الطور/ أين قبلتك يا قدس/ أحمل القدس مثل ساعة في يدي/ إن لم تضبط الوقت وفق القدس/ يضيع الوقت هباء/ تتجمد/ وتعمى عينك/ تعال/ كن أُما/ لأن الأم تبني قدسا من طفل/ عندما يصبح المرء أبا/ يحيي القدس في قلبه/ كيف فقدنا عشرة ملايين متر؟».
وفـــاة «شاعـــر القــدس» التركـــي نـــوري باكديـــل
7
المقالة السابقة