أحداث تتوالى تعصف بوطننا العربي الكبير في ظل سبات او تجاهل رسمي او استسلام لما يخطط له من قبل قوى دولية إما بفعل مباشر او عبر ادوات اقليمية تستهدف :
—- الجغرافية العربية ووحدة أراضيها.
—- الأمن والإستقرار القومي العربي.
—- الثروات الطبيعية والمالية والاقتصادية.
—- الإنسان العربي بأفكاره ومعتقداته.
—- السيادة بمفهومها الواسع.
—- تدمير التفكير بالعمل الجمعي المشترك.
ما كان للواقع الرسمي العربي أن يعاني ويتعرض لسيل من الأطماع والعدوان والانتهاكات لولا توفر عوامل منها :
أولا : الخلافات والنزاعات البينية بين القيادات العربية بشكل عام والتي تفوقت في مستواها أحيانا مستوى العداء للعدو الحقيقي ممثلا بالكيان الصهيوني .
ثانيا : قناعة دول كبرى باستحالة اتخاذ قرار عربي موحد رادع ” سياسي أو اقتصادي أو دبلوماسي أو عسكري ” يرى سبيله للتنفيذ” الأمثلة لا حصر لها ” بحق اي قوى خارجية دولية كانت ام اقليمية تستهدف او تخطط لاستهداف الامن القومي العربي بابعاده المختلفة .
ثالثا : عدم تنفيذ أي من العهود والاتفاقيات المشتركة الصادرة عن الجامعة العربية منذ تأسيسها.
رابعا : غياب الديمقراطية بمعاييرها الدولية وما تؤدي إليه من زرع فجوة واسعة مع جماهيرها.
خامسا : ضعف الجبهات الداخلية نتيجة لغياب المواطنة وسيادة القانون واستشراء الفساد ” وإن بنسب مختلفة” .
سادسا : الإعتماد شبه الكلي للاقتصاد على الخارج وغياب استراتيجية اقتصادية وصناعية خاصة العسكرية منها وانتاجية وتنموية قائمة على مبدأ التكامل والشراكة مما أدى إلى ارتفاع منسوب الأطماع بثروات وأسواق المنطقة على إمتداد مساحتها بل وادى إلى استباحة عملية لأمنها الشمولي .
إذن الوطن العربي الكبير باقطاره معني بالدفاع عن أمنه واستقراره وعن ثرواته ومصالحه ونموه على الصعيد القطري والجمعي بالعمل على مغادرة مربع الضعف والشرذمة والنزاعات إلى مربع القوة الفاعلة المؤهلة للتصدي واجهاض كافة أشكال العدوان والأطماع والاستباحة من قبل قوى كبرى تعمل على ترسيخ تقاسم نفوذها حماية لمصالحها المناقضة للمصالح العربية عامة لعقود قادمة .
هذه المرحلة قد تكن الأخيرة أمام النظام العربي الرسمي للاستيقاظ من غفوة طال أمدها علها تكن بداية لصحوة شاملة ترفض :
—- الهيمنة والتبعية للقوى الخارجية بأشكالها وألوانها.
—- مصادرة حقنا بالتصرف الحر بثرواتنا والسيادة الحقيقية على حدودنا.
—- التعامل مع القوى العالمية من منطلق الموقف التوافقي العربي المشترك وفقا للمصالح العربية على قاعدة تبادل المصالح المشتركة .
بداية الصحوة والانطلاقة نحو مستقبل آمن مزدهر مستقر يفرض إحترامه على الساحة العالمية يكمن في :
● الحرص على تنفيذ كافة الاتفاقيات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية والعسكرية المشتركة وتطويرها بما ويتلاءم مع التهديدات والتحديات الآنية والمستقبلية.
● بناء قوة عسكرية عربية مستقلة عبر المبادرة إلى بناء صناعة استراتيجية عسكرية متطورة وما تتطلبه من انشاء مؤسسات بحثية ومن استقطاب علمائنا المنتشرين في دول العالم ومن الدول الصديقة المؤمنة بمناهضة الإستعمار بأشكاله.
● النهوض بمستوى التعليم على مختلف مستوياته فالتعليم يشكل العامل الأهم والأساس لرفعة وازدهار وقوة الأمم.
● إيلاء جل الإهتمام بمناعة وقوة ووحدة الجبهة الداخلية لكل قطر التي تشكل الصخرة والسد المنيع لصد واجهاض أي قوة تسعى للنيل من الأمن القومي العربي الذي يشكل الوحدة القطرية أساسها .
أمام هذا الواقع يبقى سؤال هام ما العمل ؟
الإجابة واضحة :
— توفر إرادة سياسية عليا والايمان بان التوافق على رؤية واضحة يتضمنها مشروع عربي للنهوض بمستقبل الوطن العربي يمثل الخطوة الأولى على طريق البناء .
— البدء بتحديد أولويات العمل المشترك ووضع خطة عمل لتنفيذه.
— مواجهة التحديات في الساحات الساخنة بقوة عملية بعيدا عن البيانات المشتركة الإنشائية التي في حال استمرارها تؤدي إلى نتائج عكسية.
— اتخاذ إجراءات رادعة عاجلة على الأصعدة السياسية والاقتصادية والدبلوماسية في حال تعرض أي دولة لأي اعتداء أو عدوان مهما كان مصدره أو شكله.
— العمل الجاد لوقف كافة أشكال النزاعات والاقتتال الداخلي القائم في بعض الدول للحفاظ على وحدته الجغرافية واستعادة أمنه واستقراره الذي يعني أمن واستقرار الجميع.
إن التصدي الموحد في مواجهة مشروع الكيان الصهيوني التوسعي الذي يستهدف الدول كافة وخاصة فلسطين التي تواجه مؤامرات متسلسلة لتصفية الحقوق الفلسطينية المكفولة بالشرعة الدولية تمهيدا لبسط هيمنته ونفوذه على أرجاء المنطقة إنما يمثل تحديا أساسيا من شأن العمل به أن يضع حدا للتحديات والتحديات الإقليمية التي تسعى لمد نفوذها وهيمنتها خدمة لمصالح دولة او اكثر من الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن بل وسيدفع بدول اقليمية ودولية لإقامة علاقات قائمة على الاحترام .
هكذا إجراء سيؤدي إلى نتائج سريعة وبشكل ملموس أما في حال استمرار غيبوبة العمل الجمعي دون صحوة فالمستقبل ينبئ بإخطار حقيقية تشمل الجميع.
الإعتماد على قوانا الذاتية بما نملكه من أدوات وعناصر قوة هو الحل. ……؟ !
هل من صحوة عربية ؟ ! د فوزي علي السمهوري
13
المقالة السابقة