عروبة الإخباري – فرض القضاء التركي، الأحد، الإقامة الجبرية على رجل قام بصفع طفل يحمل الجنسية الأردنية خلال خلاف بين أطفال في ولاية مرسين، جنوبي البلاد.
وإثر تداول مشاهد للحادثة التي تسببت بردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، سارعت فرق الأمن بإلقاء القبض على الشخص الذي ظهر في المقطع المصور.
وأفاد مراسل الأناضول، نقلا عن مصادر أمنية، بأن خلافا نشب، السبت، بين أطفال كانوا يلعبون في أحد المجمعات السكنية بمنطقة مزيتلي في مرسين.
وتفاقم الخلاف مع دخول الأسر على الخط؛ حيث هرعت الشرطة إلى الموقع عقب تلقيها بلاغا، وقامت بالفصل بين المتشاجرين.
وانتشرت مشاهد يبدو أنها ملتقطة من إحدى الشرفات عبر كاميرا هاتف محمول، تظهر قيام رجل يدعى “ن.ك” وهو من سكان المجمع، بصفع الطفل الأردني “أ.ك” البالغ من العمر 5 أعوام، بشدة؛ ما أسقطه أرضا.
كما قام الشخص بدفع الشقيقة الكبرى للطفل، وحاول طردها من المجمع.
ووفق بيان النيابة العامة في مرسين، فإن الخلاف نشب بين 4 أطفال أتراك وأردنيين.
وأوضحت النيابة أن المشاجرة تسبب في كسر سن أحد الأطفال الأتراك، وإصابة آخر بجروح طفيفة.
وعقب ذلك، جاء “ن.ك” وهوو والد أحد الأطفال الأتراك، كما يظهر في مقطع الفيديو، وصفع أحد الأطفال الأردنيين وطرحه أرضا، كما قام بركله وتسبب بإصابته بجروح.
وأوضح البيان أن الشخص المذكور قام بدفع الشقيقة الكبرى للطفل الأردني مرتين.
ولفت البيان إلى أنه جرى توقيف الشخص الذي قام بصفع الطفل، بتعليمات من النيابة، ليتم في وقت لاحق إحالته إلى القصر العدلي.
وقررت محكمة الصلح والجزاء في مرسين فرض الإقامة الجبرية على التركي “ن.ك”، دون تحديد المدة الزمنية.
في سياق متصل، نفت السلطات التركية صحة الشائعات القائلة بأنه تم البدء بإجراءات ترحيل الطفل الأردني مع أسرته.
وأكدت مصادر في المديرية العامة لإدارة الهجرة أن الادعاءات المتداولة عقب الحادثة لا تعكس الحقيقة.
وشددت على أن إدارة الهجرة قدمت الدعم اللازم للأسرة المتضررة.
ومن المقرر أن يتم تقديم الدعم النفسي للطفل وأسرته من قبل مديرية الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية في مرسين.
وأجرى مدير الأسرة والعمل والخدمات الاجتماعية ويسل طوب قايا، ومديرة الهجرة نالان يتيم، زيارة إلى الأسرة، واهتما عن قرب بالطفل.
طوب قايا، قال إنهم يتخذون إجراءات لمساعدة الطفل على تجاوز الصدمة التي تعرض إليها بسبب العنف.
وشدّد على أن الدولة التركية تقف بجانب الأسرة المتضررة.
من ناحيتها عبّرت مديرة الهجرة عن دعمها ومساندتها للأسرة، نافية الادعاءات التي تناولتها وسائل إعلامية حول “الترحيل”.
وفي حديث للأناضول، قال طراد عقلة، والد الطفل، إنه كان خارج المجمع السكني عندما وقعت الحادثة، ووصلته مشاهد مما تعرض له ابنه.
وأوضح أنه عندما جاء إلى المجمع، شاهد جمعًا من الناس، ثم ذهب ليسأل المعتدي عن سبب ضربه للولد، ليتعرض هو الآخر للضرب.
وبيّن أنهم تقدموا بشكوى إلى الشرطة التي جاءت إلى المجمع، مؤكًدا أن تركيا ليست مسؤولة عن ما حدث، ولا يمكن تحميل دولة بكاملها مسؤولية ما قام به شخص واحد.
وأشاد بالأخوة بين الشعبين التركي والأردني.
بدورها، قالت محامية الأسرة هبة غوك ألب، إن الحادثة التي جرت داخل المجمع مؤسفة، وأنهم تقدموا بشكوى إلى السلطات.
وأضافت: “سنتابع العملية القضائية، ولا صحة للمعلومات التي تتحدث عن ترحيل الأسرة في الإعلام”.
ولفتت إلى أن الطفل لا يريد الذهاب إلى المجمع والمنزل بسبب الاعتداء الذي تعرض له وأثر عليه نفسيا.