تتجه أنظار العالم في الأيام المقبلة إلى الانتخابات الإسرائيلية التي تحتدم وتشتد فيها المنافسة بين الأحزاب الإسرائيلية وتحديدا حزب الليكود بقيادة بنيامين نتنياهو الذي يمارس كل أشكال الدعاية والترويج وإطلاق الوعودات المتطرفة والعنصرية لاستقطاب المزيد من الأصوات من أقطاب اليمين واليمين المتشدد في المجتمع الإسرائيلي من خلال كل تصريحاته العدوانية بدءا بزيارته المرفوضة لمدينة الخليل وصولا لوعوده بضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية فور فوزه في الانتخابات المقبلة .
وفي الوقت نفسه تتجه أنظارنا وقلوبنا إلى أهلنا ( ملح الأرض ) والصامدين في الجليل والنقب والمثلث الذي يسطرون أروع أشكال الصمود والبقاء والتحدي منذ ثباتهم عام 1948 ولغاية اليوم وهم يجسدون نموذجا مشرفا للمجتمع العربي المتميز بحفاظه على هويته وتماسكه بل وتقدمه العلمي والتجاري والفكري والأكاديمي ، ولا أريد أن أجعلها مقالة للتغني بأهلنا في الداخل وهم يستحقون كل الثناء والاحترام ولكنني أريد ان أجعلها صرخة ونداء لشحن الهمم لرفع نسب التصويت في الانتخابات المقبلة وتحديدا في هذه الفترة العصيبة التي تمر بها قضيتنا وشعبنا الفلسطيني في مختلف مناطق تواجده .
بداية يتساءل الكثيرون حول جدوى رفع نسبة المشاركة والسبب لذلك ، واول هذه الأسباب هي مصلحة مجتمعنا الفلسطيني في الداخل وأهمية تعزيز تماسكه ووحدته وإعادة الثقة بين كل أفراده وتحديدا في ظل إعادة بناء القائمة المشتركة التي ما زات تشكل نموذجا مشرفا للوحدة الوطنية والعمل السياسي الواعي الذي يجمع الشيوعي والقومي والإسلامي في قائمة واحدة في رسالة تستحق كل التقدير والثناء والتعلم منها في ظل عالم عربي يزداد انقساما وتشتتا وتفتتا ، ومما لا شك فيه بأن القائمة المشتركة لن يقف أثرها عند المعركة الإنتخابية فقط بل ستبقى رسالتها راسخة في النهوض في مجتمعنا في الداخل في كافة المجالات وبناء مستقبل أفضل لابناءنا وتعزيز الصمود العربي في وجه العنصرية والتطرف الإسرائيلي وغير ذلك من الأسباب الهامة التي تحتم على الجميع الالتفاف حول المشتركة .
وعلى صعيد آخر ومع إدراكنا التام بأن معسكر الوسط الإسرائيلي ليس محبا أو مناصرا للحقوق الفلسطينية ولكن ومما لا شك فيها بأن إسقاط نتنياهو وفكره المتطرف غدا واجبا وضرورة وتحدي لن ينجح إلا برفع نسبة التصويت في الوسط العربي بعد تجارب عدة استطاع فيها نتنياهو تشكيل حكومته نتيجة تدني نسبة التصويت في الوسط العربي وعلى سبيل المثال لا الحصر نعود بالذاكرة لعام 1996 حيث استطاع نتنياهو تشكيل حكومته بفارق 1% نتيجة تدني نسبة التصويت في الوسط العربي .
ولعل أكثر من يعي هذه المعادلة هو نتانياهو نفسه الذي غدا يحرض بعنف على المجتمع العربي وترهيبهم وتحفيزهم لمقاطعة الإنتخابات بشكل جنوني فزج بالاف المراقبين وحاول تمرير قانون الكاميرات على الصناديق العربية ولا يوفر جهدا في تحذير أنصاره من الخطر الناتج عن ارتفاع نسبة التصويت في المجتمع العربي .
وهنا نطلق رسالتين لأهلنا في الداخل الرسالة الاولى رسالة اعتزاز وفخار بهم وبصمودهم على ارضهم و في القائمة المشتركة التي تجسد المعنى الحقيقي للعمل الوحدوي في مواجهة العنصرية والتطرف ، أما الرسالة الثانية فهي بأهمية النفير العام لأجل أوسع مشاركة في الوسط العربي في الانتخابات المقبلة ليكونوا كما عهدناهم رقما صعبا في هذا الزمن الصعب الذي يهدد وجودنا في ظل صفقة القرن وتداعياتها ، وليكونوا صمام أمان لمواجهة التطرف والإرهاب الإسرائيلي المتزايد في حقهم أولا وفي حق إخوانهم في الأرض المحتلة .
المزيد من قوة القائمة المشتركة يعني المزيد من التأثير ، والمزيد من إثبات الوجود والمزيد من الحد للامتداد اليميني المتطرف ، والمزيد من العمل لأجل مستقبل وهوية ابنائنا في المستقبل ، ونتنياهو الذي حرض على أصحاب وملح الأرض وأهلنا في النقب والجليل والمثلث، والذي انتهك بشكل سافر كل القوانين والأعراف الدولية والأخلاق الإنسانية ، لا بد وأن يهزم ومن خلال أهلنا في الداخل الذين لن يقصروا في تلبية النداء وإثبات أنهم كالعادة الرقم الصعب في المعادلة الصعبة في الزمن الصعب .