عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب
نقرأ الخطوة الرائدة التي قامت بها شركة البوتاس أمس الأول، حين قدمت (60) منحة دراسية، لطلبة جامعة الحسين التقنية، قراءة مختلفة في سياقها الاجتماعي والاقتصادي وحتى الأمني والسياسي ، فهذه الشركة النشطة إنما تصب ماء الحياة على مواقع جغرافية وبشرية وحضارية في مجتمعنا، لينهض هذا الجزء الذي تصيبه المسؤولية الاجتماعية بواجباته، ويدرك ان أذرع التنمية تصله، وأنه مهما ابتعد عن العاصمة فإن الاستدامة التي تؤمن بها الشركة ستعم لتساهم بدورها الى جانب أذرعة الدولة الاخرى، في اسناد الكثير من شرائح مجتمعنا وشعبنا وخاصة في هذا المجال الذي أحسنت شركة البوتاس اختياره وهو التعليم.
إنها ضربة معلم حين أقدمت الشركة ممثلة في رئيس مجلس إدارتها معالي جمال الصرايرة وفي رئيسها التنفيذي الدكتور معن النسور بتوقيع اتفاقية مع مؤسسة سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ، وقد جاء ذلك على هامش المؤتمر الثاني للجامعة، لتعطي هذا المؤتمر عمقا ودلالة وترجمة حقيقية تتخطى المناسبات المجردة والنظرية.. ويشهد على ذلك معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي إذ تمكنه بذلك من أداء خطوات عملية لصالح الجامعة، عبر مؤسسة الأمير الحسين ولي العهد، وهي مؤسسة جديدة نشطة تترجم التوجهات الملكية وتستفيد من الفرص التي يوفرها التفاعل الاجتماعي، إذ تنهض بعملية تشبيك واسعة ليس على مستوى التعليم فقط وانما على مستويات اجتماعية واقتصادية أخرى عديدة.
لم أر الصرايرة مستبشرا ومتفائلا كما اللحظة التي قدم باسم الشركة هذا العدد الكبير من المنح الدراسية، لطلاب يحتاجونها ولجامعة تؤهلهم ليكونوا أيد فتية متعلمة ومدربة عبر هذه الجامعة ولصالح سوق العمل، وتحديدا لشركة البوتاس التي تنهض بهذا الدور الايجابي والملموس..
استبشار الصرايرة الملموس يومها مرده إدراكه أن المسؤولية الاجتماعية التي حرصت عليها الشركة منذ سنوات صبت في المكان الاساس، وأصابت نفعاً ملموساً ومباشراً، فلقد ظلت برامج المسؤولية الاجتماعية في البوتاس تتوخى أن تصيب اهدافها، وان لا تتجاوزها وأن تُعظم الفائدة من الانفاق الذي بلغ على مدى عدة سنوات حوالي (70) مليون دينار ،انفقت في مجالات اجتماعية وإنسانية وتنموية عديدة..
البوتاس قدمت نموذجا.. وهي تتطلع أن يبنى عليه، وأن يقلد، وأن تنهض الشركات الوطنيه الأخرى، وكذلك المؤسسات الاقتصادية والمالية من شركات وبنوك وروافع اقتصادية بدورها في نفس المجالات التي ترود فيها البوتاس، نظراً للحاجة لمثل هذا الدور في مجتمعنا الذي يعاني اقتصاديا واجتماعيا وتساهم برامج المسؤولية الاجتماعية في حل عديد من مشاكله.. وهذا ما جسده الصرايرة في كلمته بالمناسبة بقوله :”إنه في كل التحديات الاقتصادية والاجتماعية فإن شركة البوتاس العربية قد أولت أهمية قصوى لتعزيز دورها في المساهمة في نهضة التعليم من خلال العديد من البرامج والمشاريع التعليمية.
في مختلف المجالات والقطاعات من بينها بناء عدد من المدارس، وفق افضل النماذج العالمية، ودعم وإنشاء العديد من المختبرات لعدد من المدارس والجامعات، واطلاق مشاريع برامج التقوية في المناطق الأقل حظا، وبكلفة اجمالية بلغت أكثر من (15) مليون دينار، علما بأن شركة البوتاس كما يقول الصرايرة تخصص (8)% من الارباح للمسؤولية الاجتماعية، وقدمت ما مجموعه ( 1050) بعثة دراسية جامعية لأبناء الموظفين والاغوار الجنوبية.
هذا كلام مهم نتوقف عنده، لنرى مدى اسهام هذه الشركة الوطنية في التنمية المستدامة، وفي نشر الرضى الاجتماعي الذي يجلب الأمن والاستقرار، ويشكل رافعة أساسية فيه.
أعرف الوزير الصرايرة منذ سنوات بعيدة، وأعرف حرصه وتدقيقه في هذا الجانب، وهو “المسؤولية الاجتماعية”، فالشركة تبذر بذار المسؤولية الاجتماعية وتنصرف حتى ترى ثمار ذلك، وهاهي بهذه الخطوة الجديدة مع مؤسسة ولي العهد تستثمر في خططها وتطلعاتها، وتأهيل كوادرها حين تمكن جامعة الحسين التقنية، من تقديم خريجين مؤهلين ومدربين ليعملوا في الشركة.
لو أن الشركات الأخرى سواء على مستوى القطاع الخاص، أو العام أو المشترك، أخذت بهذا النهج في صناعتها أو خدماتها بالتنسيق والتدريب، مع جامعاتنا الاردنية العامة والخاصة، بالتشبيك مع المصانع لخدمة الصناعة والإنتاج، وتدريب الايدي العاملة لكسب مهارات فنية عالية، لتغيير وجه صناعتنا، و أصبحت أكثر قدرة على التنافسية ولكانت أيضا خدمت الجامعات وأخرجتها من مجال التعليم النظري، الذي افرطت فيه جامعاتنا، وبدت كما لو انها معزولة عن الواقع الذي يحتاج لدورها، بدل الانخراط في دعم البحث العلمي لصالح اقتصاديات الواقع والمساهمة في تطوير الصناعة والخدمات والمهارات، كما جامعات العالم المتقدم الأخرى.
لقد تظافرت جهود خيّرة، لانجاز هذه الخطوة لصالح بيئة جنوبية أكثر حاجة للتنمية والاسناد المعرفي، حيث البوتاس في الجنوب وحيث جامعة الحسين التقنية في الجنوب، حيث إدراك المسؤولين في مؤسسة ولي العهد و في جامعة الحسين التقنية و في شركة البوتاس لما تعنيه هذه الخطوة ..
لا تستعرض البوتاس عضلاتها في هذا المجال، ولا تكلف نفسها فوق أو أقل من طاقتها، بل تحسن الاختيار.. وهي تقدم ما تقدمه في سياق انجازات أعلنت عنها في النصف الأول من هذا العام 2019، وذلك بـ 78.2 مليون دينار من الأرباح، وهذه تشكل نسبهة 113 % نمواً في الأرباح التشغيلية من عمليات بيع و إنتاج البوتاس مقارنة بالنصف الاول من العام 2018 .
النجاح يقود إلى النجاح .. والأرباح تقود إلى الأرباح.. والحس الوطني يترجم ذلك ايضا عبر انفاذ المسؤولية الاجتماعية التي غطيت بكرم يصيب مفاصل أساسية في بناء المجتمع وخاصة في مجال التعليم والصحة، وهما الخدمتان اللتان تتركان بصمات اجتماعية نابضة.
فهنيئا للبوتاس بما قدمت، وللجامعة بما سدت به حاجات مهمة للتعليم الجامعي التقني، ولمؤسسة ولي العهد هذه المظلة الواصلة التي تربط بين المكونات الاقتصادية والاجتماعية، لانهاض مجتمعنا وتخفيف المعاناة والحاجة والعوز في مجالات تتقدم فيها مؤسسة ولي العهد بشكل لافت.
الذين كانوا من قبل قد عابوا على البوتاس طرق توزيعها للمسؤولية الاجتماعية، عليهم أن يتاملوا اليوم هذا العمل، لإدراك أن سهم البوتاس لا يخطىء هدفه،ومستندة إلى خبرة ورؤية وطنيه، لا يؤثر فيها الشغب أو الحسد أو محاولات النيل، سيما وأن قافلة البوتاس ماضية لأهداف وطنية وأنها تسعى لخير الوطن وأهله!!