عروبة الإخباري – قال بنيامين نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، إنه أشرف بنفسه على عملية جلب الأرشيف النووي السري الإيراني.
وكشف نتنياهو، خلال كلمته التي ألقاها في إطار مراسيم منح جائزة “إسرائيل” الأمنية لسلسلة من المشاريع الأمنية التي زعم أنها ساهمت في تعزيز الاستقرار الأمني، تفاصيل جديدة عن العملية التي نفذها الموساد الإسرائيلي في أواخر يناير/ كانون الثاني من عام 2018.
وبحسب موقع “عكا” للشؤون الإسرائيلية، قال نتنياهو إن الموساد نجح في تنفيذ العملية والحصول على الأرشيف النووي السري من قلب إيران، كاشفا أنه قام بالإشراف على العملية بنفسه “لما فيها من مخاطر كبيرة قد يكون لها تداعيات كارثية في حال فشلت المهمة”.
وكشف نتنياهو لأول مرة أنه “أخذ الموافقة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتنفيذ العملية”.
وأوضح أنه كان قد اقترح عليه تنفيذ العملية خلال أحد اللقاءات التي جمعت الاثنين في مؤتمر دافوس.
وتابع “قلت لترامب بأني أعتزم إرسال قواتنا إلى قلب طهران لسحب الأرشيف النووي الإيراني… وقد سألني إذا كان الأمر مرتبطًا بخطر ما. فأجبته أنه مرتبط بخطر لا يستهان به إلا أن النتيجة تبرر المجازفة”.
وأضاف نتنياهو “حينما أتيت إليه للغرفة البيضاوية في البيت الأبيض بعد العملية بالتفاصيل الرئيسية التي كشفنا عنها في الأرشيف، عبّر عن تقديره للجرأة وللإنجاز”.
وقال نتنياهو “إنه كان يحرص على تنفيذ العملية لما لها من تأثير كبير على ترامب من خلال إقناعه بالانسحاب من الاتفاق النووي الخطير مع إيران”.
وأضاف: ولا يساورني أي شك بأن ذلك قد ساعد على تأكيد قراره الانسحاب من هذه الاتفاقية الخطيرة.
وأعلن نتنياهو، في أبريل/ نيسان 2018 حصول تل أبيب على 55 ألف وثيقة لبرنامج إيران النووي تثبت وجود برنامج سري، مؤكدا أن “طهران تكذب عندما تقول إنها أوقفت أنشطتها النووية”.
وقال نتنياهو في مؤتمر صحفي: “لدينا أكثر من 55000 وثيقة سرية تم الحصول عليها بعمل استخباراتي حول أنشطة إيران النووية السرية”.
وشدد نتنياهو قائلا: الوثائق التي بحوزتنا تثبت أن إيران تكذب عندما تقول إنها أوقفت أنشطتها النووية وسعيها لامتلاك الأسلحة النووية”.
وأضاف نتنياهو أن طهران “تعمل على تطوير رؤوس نووية لصواريخها”، متابعا “الوثائق تثبت أن إيران ما تزال مستمرة على تطوير برنامجها النووي سرا”.
وتابع نتنياهو “سننقل جميع الوثائق الخاصة بأرشيف إيران النووي إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والحكومات الغربية”.
مضيفا:”أعتقد أن الرئيس الأمريكي سيتخذ القرار الصائب إزاء الاتفاق النووي بعد أيام”.
وكان تقرير تلفزيوني في شبكة “حداشوت” الإخبارية، أذيع في مايو/ أيار 2018 استند إلى إحاطات من قبل مسؤولين إسرائيليين، أن عملاء وكالة التجسس الإسرائيلية “الموساد” هربوا مئات الكيلوغرامات من الأوراق والملفات الرقمية حول برنامج الأسلحة النووية السري الإيراني خارج الجمهورية الإسلامية في الوقت الذي كان عملاء إيرانيون يعملون على تعقب العملية، بحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
وذكرت القناة أن العملية تطلبت بنى تحتية عملياتية واسعة داخل الأراضي الإيرانية، حيث قالت الشبكة العبرية إن موقع المستودع الذي تم تخزين الملفات فيه كان في ضواحي شوراباد جنوبي طهران في منطقة صناعية، مشيرة إلى أن الموساد اكتشف المستودع في عام 2016، ووضعه تحت المراقبة منذ ذلك الحين.
وأضافت أنه قبل الوصول إلى الموقع، تم نقل المواد الأرشيفية السرية من قبل السلطات الإيرانية عدة مرات للتكتم على مكان وجودها، إلا أنه وفي أواخر يناير من عام 2018، حصل عملاء الموساد على معلومات دقيقة تشير إلى بعض الخزائن في حاوية محددة داخل المستودع، حيث قام الفريق باقتحام المكان واستخراج الملفات وتحويلها إلى موقع آخر.
وتابعت القناة العبرية قائلة إن عملية استخراج معقدة بدأت من تلك اللحظة.
ووفقا لـ”حداشوت”، أدرك المسؤولون الإيرانيون أن المعلومات سُرقت قبل أن يتم تهريب الملفات إلى خارج البلاد، ومع ذلك نجح عملاء الموساد بتهريب الوثائق خارج إيران في الوقت الذي كانت فيه السلطات الإيرانية تقتفي أثرهم، وتبحث عنهم.