الدفاع المدني الأردني مؤسسة متطورة بقياده كفؤة

عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب-
كنت على الطائرة عائدا من اديس ابابا، وقد ناولتني المضيفة واحدة من الصحف الأردنية التي انقطعت عن قراءتها لأسبوعين بسبب السفر، فوقعت عيناي على خبر استوقفني وهو منح المنظمة الدولية للحماية المدنية المدير العام للدفاع المدني اللواء مصطفى عبدربه البزايعة الوسام الدولي للحماية المدنية بمرتبه (الآمر) تقديرا للجهود الانسانية الكبيرة التي يقوم بها في سبيل توفير الأمن والسلامة لأبناء الوطن كافة من خلال جهاز الدفاع المدني وذلك في اجتماعات المجلس التنفيذي في دورته الثانية والخمسين التابع للمنظمة وقد انعقد في لبنان .
ازحت الصحيفة قليلا ودخلت في تداعيات رأيت فيها أنه لم يكن ممكنا منح هذه الجائزة عالية الشأن لجهاز دفاعنا المدني لولا ما تراكم لديه من خبرة ظلت تنتقل بامانة الى ايدي من صانوها وأضاف اليها وسوقوها ليظهروا وجه الاردن الانساني المشارك عبر شبكة العلاقات الدولية في هذا المجال.. فقد رأى العالم الأردن ماثلا وجاهزا ومبادرا في كثير من المحافل الدولية وفي شبكة العلاقات والمساعدات الانسانية ابتداء من قوات حفظ السلام الدولية التي انفرد الاردن بين كثير من دول العالم في الانخراط فيها ترجمة لايمانه بدوره الانساني وأهليته واستعداده لذلك ومرورا بمساهمات منظمات وجمعيات اهلية ورسمية اردنية في أدوار عديدة في المساعده والانقاذ والحماية ولعل صورة الدفاع المدني الأردني في سنواته الأخيرة وخاصة العام الماضي كانت الابرز والاسطع ولذا كان التكريم من نصيبه…
لقد جرى اختيار قيادة كفؤة ونشطة لجهاز الدفاع المدني الأردني باستمرار وظلت تقوده كفاءات مميزه وذات خبرة وجاء اسم الدفاع المدني الاردني مشاركا في قوائم يتصدرها اسم الأردن على المستوى الاقليمي والعربي بعد ان قام الدفاع المدني الاردني بواجباته على المستوى المحلي اولا وبالدرجة الاولى و إلا ما كان له أن يصعد على المستويات الأخرى لولا بروزه على المستوى الوطني فقد كنا نراه في المواقف العديدة التي يحتاجها الوطن لجهازه (الدفاع المدني)وفي العديد من المواقف الأساسية وحتى الثانوية فقد تمددت خبراته وتنوعت وتوسعت بعد ان أولاه القائد العام اهتمامه وأمر بتزويده بما يلزمه وحرص على توفير كافه مناخات نجاحه بما في ذلك اختيار قيادته الحالية.
كان سباقا للمشاركة في كل دول الجوار وقدم نموذجا على كفاءة الأردني وإقدامه وحرصه على حمل اسم بلده.
عدت اقرأ في الصحيفة التي لم أنهي خبرها انذاك تأكيد رئيس المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية للحماية السيد نور بولوت خيمدوف جنرال منح اللواء البزايعه الوسام الدولي على ان جهاز الدفاع المدني الأردني يحظى بسمعة طيبة على مستوى العالم حيث وصل مصاف اجهزه الدفاع المدني والحماية المدنية في الدول المتقدمه لما يتمتع به من احتراف..
اللواء البزايعة رد في كلمه عميقة ومختصرة انه لولا العناية الملكية من لدن جلالة الملك عبد الله الثاني ما كان جهاز الدفاع المدني أن يكون على ما كان عليه من دور انساني استحق عليه الوسام العالي.
واعتبر قائد الدفاع المدني التكريم حافزا لجهاز الدفاع المدني لتقديم المزيد من الانجازات والمساهمات المهمة في العمل الانساني والحمائة المدني.
والوسام وهو برتبة “الآمر” هو الأعلى بين أوسمة المنظمة الدولية للحماية المدنية.
الوسام الذي جرى منحه من جانب روسيا ذات الباع الطويلة في أعمال وتطوير أعمال الدفاع المدني على المستوى الدولي هو ما يبرز أهميته وذلك لتعزيز قدرات الكوادر الأردنية من خلال مزيد من الدورات التأهيلية والتدريبية المميزة.
لقد عادت بي الذاكرة الى ما قرأته قبل عدة سنوات عن نشأة وتطور جهاز الدفاع المدني والذي بدأ بعد عام ،1948 حيث عصفت الحرب بالمنطقة وأصبحت الحاجة ضرورية لجهاز دفاع مدني..
ففي عام 1954 صدر عن وزاره الدفاع في المملكة أمرا بتأليف لجان الدفاع المدني في العاصمة عمان والألوية والأقضية.
وفي عام 1956 ظل الدفاع المدني جزء من مهمات الأمن العام حتى عام 1970 حيث انفصل عن جهاز الأمن العام وفي عام 1978 انفصلت دائرة الدفاع المدني كليا عن مديرية الامن العام ماليا وأصبحت لها موازنة واستقلالا وتطورت التشريعات التي كانت عام 1959 بأخرى صدرت عام 1999.
لقد أصبح جهاز الدفاع المدني ضمن المنظومة الشاملة للأمن الوطني وتم دعمه واسناده بالآليات والمعدات والدورات ليتمكن من اداء واجباته وبدأت دوائر متخصصة فيه وكذلك فرق في مجالات المواد الخطرة وحرائق الغابات والانقاذ المائي والجبلي وتكون اول فريق عربي في مجالات البحث والانقاذ.
اليوم مدير عام الدفاع المدني لا يوفر فرصة سانحة لتأهيل طواقم الدفاع المدني او تدريبها الا انتهزها واستفاد من الاتفاقيات المعقودة في مجال البحث والانقاذ.
كما اشاعت مديرية الدفاع المدني في الناس وعبر خطة يشرف عليها المدير العام ثقافة الوقاية والصيانة والسلوك الحضاري حين وقوع الحوادث والأحداث والكوارث..
وكانت كل الوقائع التي تمت وقع فيها ضحايا مجال دراسات ودروس مستفادة لطواقم الدفاع المدني ومبادراته العديدة ولذا فان العمل في الدفاع المدني تحول الى عمل مؤسسي مبرمج يوظف في كل الطاقات.

شاهد أيضاً

مجلس الأعيان يقر مشروع قانون العفو العام

عروبة الإخباري – أقر مجلس الأعيان الخميس، مشروع قانون العفو العام لسنة 2024، ومشروع قانون …