لم تتمكن إدارة ترامب من فرض إرادتها على الشعب الفلسطيني وقيادته الحكيمة الشجاعة للمشاركة في مؤتمر تآمري يهدف إلى :
—- ترسيخ الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة .
—- تحويل القضية الفلسطينية من بعد سياسي وطني تحرري إلى بعد إنساني معيشي.
—- فرض حل لا يلبي الحدود الدنيا من الحد الأدنى لحقوق الشعب الفلسطيني الاساسية وخاصة الحق بتقرير المصير.
—- إدماج الكيان الصهيوني العنصري بالجسد العربي سياسيا واقتصاديا خلافا لقرارات القمم العربية وآخرها قمة الظهران وقمة تونس.
أمام هذه الأهداف لم يكن بوسع الشعب و القيادة الفلسطينية إلا التصدي ورفض أهداف المؤتمر المؤامرة ” المؤامرة الصهيوترامبية” الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية وتقويض حق الشعب الفلسطيني بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
نعم يمكن القول أن ورشة البحرين فشلت فشلا ذريعا بتحقيق أهداف تنظيمها وعقدها لعوامل عديدة منها :
● رفض منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بالتعامل من حيث المبدأ مع أي مبادرة أو مشروع يهدف إلى ترسيخ الإحتلال وما صفقة القرن أو ورشة المنامة إلا نماذج لذلك.
● الانتفاضة الجماهيرية العربية والصديقة على إمتداد الوطن العربي وساحات عالمية رفضا لاهداف المؤتمر ودعما للموقف الفلسطيني ولحقوق الشعب الفلسطيني الاساسية.
● الالتفاف والدعم الجماهيري داخل الأرض المحتلة وخارجها لقرار قيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني برفض المؤتمر ومخرجاته.
● هجمة فريق ترامب على القيادة الفلسطينية لعدم مشاركتها في أعمال الورشة من جانب ولتعبئتها ضد المؤتمر من جانب آخر.
● محاولة تملص مسؤولين لبعض الدول العربية المنظمة والمشاركة من تداعياته وتبعاته عبر إعادة التأكيد على التمسك بالمبادرة العربية .
إن فشل ورشة البحرين هو فشل للسياسة الأمريكية مما يستدعي من الرئيس ترامب إعادة تقييم سياسته المنحازة لصالح العدوان وإعادة التموضع وفقا للقرارات الدولية المتعلقة بالقضية الفلسطينية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن الدولي.
بإمكان الرئيس الأمريكي ترامب ان يخلد إسمه في التاريخ كرئيس أنجز اتفاق سياسي عادل عجز عنه رؤساء سابقين اذا ما :
—- تحرر من قيود الحركة الصهيونية.
—- إذا اضطلع بمسؤولياته كرئيس دولة عظمى تقود العالم بمتابعة تنفيذ القرارات الدولية وتعمل من أجل ترسيخ الأمن والسلم الدوليين.
—- الإلتزام الفعلي بمبدأ قوة الحق ونبذ مبدأ حق القوة.
—- إلزام دولة الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ اتفاق أوسلو ضمن جدول زمني قصير كخطوة أساس على طريق إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة تنفيذا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 .
—- تنفيذ قرار 194 القاضي بتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
ما تقدم أعلاه ليس حلما وإنما خارطة طريق أمام أي قيادة امريكية او دولية تسعى لإنجاز تسوية سياسية عادلة.
المطلوب إذن تنفيذ القرارات الدولية وبدأ مفاوضات عبر إطار دولي للاتفاق على جدول زمني يلزم الكيان الصهيوني بإنهاء الإحتلال للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة منذ عدوان حزيران 1967 على طريق تنفيذ باقي القرارات الدولية المتعلقة ذات الصلة.
الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي لن يركع ولن يستكين حتى التحرر والحرية وإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة على يد العصابات الصهيونية والقوى الاستعمارية.
إذن مؤتمر المنامة فشل أمريكيا ولكن إرادة الشعب العربي وطليعته الشعب الفلسطيني انتصرت وستنتصر على إرادة المتآمرين بإذن الله ……! ؟