عروبة الإخباري – تحت عنوان ”تحية من جبل القمامة“، نشرت مجلة ”فورين بوليسي“ الأمريكية، تقريرًا استقصائيًا عن تفاقم مشكلة القماقة في لبنان، وكيف تحوّلت بيروت إلى تلال للقمامة تهدد ليس فقط السياحة، وإنما أيضًا الصحة العامة للمواطنين في بلد قالت المجلة إنه ”بات يستوجب تدخلًا أمريكيًا لمنعه من أن ينهار“.
وفاة ملكة الجمال ”ميشال حجل“
وأشارت الصحيفة، الى أن خبر وفاة ملكة جمال لبنان السابقة، ميشال حجل، مؤخرًا بالسرطان، تحول في وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحذير من العيش في بلد يتفاقم فيه تلوث الهواء والماء والتربة، علمًا أن أحدًا لم يقل أن السرطان الذي قضى على هذه الفتاة (25 سنة) هو من آثار تلوث البيئة، ما يعني أن الرأي العام اللبناني والأجنبي بات مهيئًا لتصعيد المطالبة والضغط على الحكومة لإعطاء موضوع التلوث ما يقتضيه من الاهتمام.
وينقل التقرير بيانات رسمية عن تفاقم التلوث والقمامة، كان نشطاء البيئة قد استخدموها في المسيرات والاعتصامات التي توالت خلال العامين الماضيين، تُحذّر من جبال القمامة وتتهم السياسيين بالتغاضي عن هذه الموبقات البيئية.
نسب ارتفاع السرطان
ففي عام 2018، أعلن وزير الصحة بالوكالة ارتفاع عدد المصابين بالسرطان خلال السنوات 2005 إلى 2016 بمعدل 5.5% سنويًا ليصل 80%، في مقابل نسبة عالمية هي 33% لنفس الفترة.
وتنقل الدراسة عن تقارير منظمة الصحة العالمية، أن 4% من إجمالي الوفيات في لبنان سببها أمراض الجهاز التنفسي، في مقابل 16% سببها السرطان.
الفساد واللامبالاة
ويضيف التقرير، أن في لبنان واحدة من أعلى النسب العالمية للإصابة بسرطان المثانة المعروف بعلاقته باستنشاق الملوثات، مضيفًا أن تراكم الملوثات في لبنان على مدى السنوات الماضية سببه اللامبالاة والكسب غير المشروع.
ويتوسع النداء في الإشارة إلى الفساد كسبب رئيسي في ”معضلة التلوث“، وكيف أن أوضاع الكهرباء في لبنان تعتبر الرابعة عالميًا بين أسوأ الدول في هذه الخدمة، رغم ارتفاع حجم الإنفاق عليها، مضافًا إلى ذلك، اختناق الشوارع بتوليدات الديزل المستخدم لإنتاج الكهرباء، حيث أظهرت إحصائيات عام 2011 أن 93% من سكان بيروت يتعرضون لنسب تلوث عالية من هذه المحروقات.
المكبّات والكسارات
وتنقل مجلة ”فورين بوليسي“، عن تقرير صادر عن الجامعة الأمريكية في بيروت، أن ”77% من المخلفات يجري إلقاؤها في العراء لتتحول إلى تلال للقمامة“.
وقد أحصت منظمات حقوق الإنسان، في ديسمبر 2017، أكثر من 150 مكبًّا مكشوفًا يتم فيها حرق القمامة بأبخرة وغازات من التي توصف علميًا أنها ذات صلة بالسرطان وأمراض الجهاز التنفسي.
هذا فضلًا عن وجود أكثر من 1200 كسارة حجارة تنثر الأغبرة، ليس بينها سوى كسارتين مستوفيتين للترخيص البيئي والقانوني.
وأشارت الدراسة الى أن بلدًا مثل الأردن، يرتبط تجاريًا مع لبنان بشكل تقليدي، توقف عن استيراد المنتجات الزراعية اللبنانية خشية أن تكون تشرب من المياه الملوثة.
تلوث المسابح
وتتضمن أرقام الدراسة، إشارة الى أن 14 مسبحًا فقط، من إجمالي 26 مسبحًا جميلًا في لبنان، هي التي حصلت هذه السنة على شهادة رسمية بأنها آمنة.
وتخلص إلى أن الدول المانحة للبنان، وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية، تتحمل مسؤولية الضغط على لبنان ليجعل من محاربة القمامة والتلوث جزءًا من برامجه للإصلاح الاقتصادي ولمنع مؤسسات الدولة من التفكك، وفق تعبير مجلة ”فورين بوليسي“.