عروبة الإخباري – قالت صحيفة جارديان البريطانية أن الشق السياسي مما يسمى بـ”صفقة القرن” يكتنفه الغموض، في ظل عدم وجود خارطة طريق تضع حلولا للصراع الذي يمتد لسبعة عقود، فضلا عن أن الورشة الاقتصادية التي أقيمت في العاصمة البحرينية المنامة لم تجد الصدى المأمول من الدول العربية التي خفضت مستوى الوفود التي حضرت الورشة، إلى جانب غياب الجانبين المعنيين بالقضية، الفلسطينيين والإسرائيليين.
ووجهت جارديان في افتتاحيتها سهام نقد مدببة إلى الورشة الاقتصادية، ووصفتها بأنها “تمثيلية” و”غير منطقية”، في ظل غياب الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، وحديث صاحب الفكرة جاريد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ورشة عمل دون أن ترتقي لتكون مؤتمرا، وتأكيداته على أنه يملك رؤية بدلا من خطة لحل الصراع.
وأوضحت الصحيفة أن فكرة المحفزات الاقتصادية طُرحت من قبل مع وجود خارطة طريق واقعية أكثر ثقة، لكنها رغم ذلك لم تنجح، في إشارة إلى المرحلة التي تلت اتفاقيات أوسلو، لكنها لم تلجب السلام. واعتبرت الصحيفة أن الفجوة بين “أوهام” كوشنر وحقائق هذا الصراع واضحة جدا، لكن تم تغليفها بوثيقة “السلام من أجل الازدهار” وهو كتيب أكثر منه مخطط.
وترى الصحيفة أنه من الواضح أن إدارة ترامب تأمل أن تحل الحوافز الاقتصادية محل الحقوق الأساسية، وحتى لو تم التفكير في قبول الفلسطينيين لمثل هذه المقايضة- ومقاطعتهم للورشة يثبت أنهم ليسوا كذلك- فإن معظم هذه الحوافز وهمية. وقالت جارديان: “هذه خطة خيالية بقيمة 50 مليار دولار، وغير ممولة، ولقد تم اقتراح العديد من هذه المبادرات من قبل، لكنها غير قابلة للتطبيق في ظل الظروف الحالية، لأنها ترفض ببساطة الاعتراف بأن أكبر عقبة أمام التنمية الاقتصادية هي احتلال الضفة الغربية والحصار المفروض على قطاع غزة”.
وربطت الصحيفة بين آفاق تحقق “صفقة القرن” وبين ما سبقها من أحداث عكست “الحب الغامر” بين بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل والرئيس ترامب، وتجلى ذلك في نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وإغلاق البعثة الدبلوماسية الفلسطينية في واشنطن، والاعتراف بضم إسرائيل لمرتفعات الجولان السورية، مشيرة إلى أن جميع هذه المواقف دمرت إمكانية أن يُنظر إلى الولايات المتحدة كوسيط نزيه.
ويشكك كثيرون في أن الهدف الحقيقي لجهود كوشنر هو إقناع الفلسطينيين، لكن على النقيض هو يسعى لإلقاء اللوم عليهم باعتبارهم حجر عثرة على الطريق السلام.
فقد شكك كوشنر قبل فترة قليلة في قدرة الفلسطينيين على الحكم الذاتي، بينما قال السفير الأمريكي ديفيد فريدمان إن إسرائيل لها الحق في الاحتفاظ ببعض أجزاء الضفة الغربية.
وقالت جارديان إن الإدارة الأمريكية رفضت مرارًا الالتزام بحل الدولتين، وقال المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط جيسون غرينبلات إنه لا يوجد سبب لاستخدام ذلك المصطلح، معللا ذلك بأن “كل طرف يرى ذلك بطريقة مختلفة”.
واختتم الصحيفة قائلة إن ثمة طريق واحد فقط لرؤية البديل عن حل الدولتين، وهو قيام دولة واحدة لا هي يهودية ولا هي ديمقراطية، وأن الأوهام التي تم عرضها في المنامة لن تتمكن من إخفاء هذه الحقيقة.