عروبة الإخباري – كتب سلطان الحطاب –
عرفته مؤمنا عميق الإيمان .. مطلعاً عميق الاطلاع .. تمكن أخيرا من وضع فاصلة ما بين الحزن والفرح .. عندما استقبل بفرح غامر أصدقاءه وأقاربه ومعارفه ومحبيه ليحتفل معهم ويحتفلوا معه بزواج نجله “يزن” ..
ولأن الفرح يجب ما قبله فقد بدا نديم المعشر فرحا وقد ارتسم الفرح الطبيعي العميق على وجهه حين كان يمسك بيد ابنه “يزن” في رقصة عند وصول العروسين إلى ساحة الاحتفال .. وقد فعل ذلك مع العروس.
كانت الساحة المكشوفة القريبة من البحر قد ضمت أكثر من ألف شخص جاءوا من أنحاء المعمورة ليشهدوا هذا الفرح الذي تأجل طويلا ليأتي في وقته مقترنا بمناسبة مفرحة..
كانت أم أيمن .. أم يزن .. التي رافقته في دراسته ولم تتركه حتى لأسابيع قد شهدت هذه الثمرة حين بكت فرحا أمام الجمهور وهي تحتضن العروسين الجميلين لتودع مساحات من الحزن وتستقبل مساحات من الفرح.
كان فرحنا مضاعفا لأننا نزيد أن نفرح كلنا ليشكل فرحنا خلفية لفرح نديم المعشر وزوجته الرائعة أم أيمن.. وقد جلب نديم للفرح كل أسبابه من توجيه بأعداد ساحة الفرح وتقديم كل ما يمكن أن يبعث على الارتياح والراحة من مقاعد وطعام وشراب وأنوار وإضاءة وألعاب نارية وتنظيم مدهش مكّن الاصدقاء من الجلوس مع بعضهم كما مكّنهم من التنقل بسلاسة، ورغم ضخامة العدد فقد كانت هناك سعة إضافية .
كما أتقن الطهاة عملهم وكذلك الفريق الذي كان يخدم الحاضرين بشكل لافت..
تجول العروسان على الجمهور وقد امتلأ وجهيهما بابتسامة حارة مستمرة بعد قطع الكعكة الباذخة، وقد صحبهما من يُعرف على الحاضرين.
كان فرحا بعيدا عن التعقيد قريبا من القلب, أمس كل الحاضرين من شباب وصبابا وكبار سن وشخصيات عامة وسيدات .
لقد صنعوا من الاحتفال لوحة جميلة جداً من خلال الألوان والإضاءة والوجوه المبتسمة …
لقد سكن حزن العائلة ليتفتح الفرح ويشتعل ويعبر عن نفسه بصدق وتجلي وإيمان بالحياة والقدرة على استقبالها والامساك بها وإعادة بعثها جميلة …
لقد حضرت الفرح وسررت بالدعوة والمشاركة وأحسست بفرح خاص لم احس به في مناسبات مماثلة لما كنت أدركه ما يعنيه ذلك.
هذه العائلة التي احبت الناس وأحبها الناس وأحبت الاردنيين واحبها الاردنيون …فجاءوها ليشهدوا هذه المناسبة ويساهموا في تشكيلها….
كان يوماً مميزاً بكل ما تعنيه الكلمة فقد جاءت نخبة مميزة من أصدقاء العائلة جاء الأردنيون على اختلاف مشاربهم فكانوا ندماء لنديم…لقد اخذ الفرح طابعاً اردنياً أصيلاً بامتياز من خلال الأغاني والدبكات وصوت عمر العبداللات والدحيّة الأردنية الشهيرة كما جاء ليرضي أذواق اخرى بغناء وموسيقى…
هناك جنود مجهولين صمموا ورتبوا وأقاموا وعملوا حتى بدت هذه اللوحة الجميلة التي لا تنسى والتي ستبقى ماثلة في وجدان من حضروا …
لقد تضامن الطقس مع نديم المعشر وكان فرحاً لفرحه فمنطقة البحر الميت التي غالباً تكون حارة لم تكن في تلك الليلة، وقد التزمت السكينة فلم نشهد ريحاً ولا غباراً وإنما جواً صحواً عليلاً وسماء ساطعة انتظرت الألعاب النارية المرتبة والمدهشة التي مكنت الجمهور من النظر الى السماء والى النجوم اللامعة والتأكد ان الهلال الذي له صاموا وعليه افطروا كان صحيحاً في الرزنامة الأردنية…
فقد تفتح هو الاخر في فرح نديم المعشر الذي قدم للحاضرين خدمة مريحة اضافت الى سرورهم سروراً عندما جرى نقل كبار السن بسيارات خاصة من كراسيهم الى سياراتهم ليعودوا وفي ايديهم ما يحتفظون به من هدية على شكل ملعقتين يحملان قلباً ومفتاحاً ويمثلان فرحاً غامراً جاء كالندى الى الأرض العطشى للفرح …هنيئاً لك يا نديم …هنيئاً لأم أيمن وللعروسين الجميليّن والرفاء والبنين وليبقى منزلك ومنزلهما عامراً بالفرح ما حييت …
نعم… “كفرح العريس بالعروس يفرح بك أهلك ”
“ولكني سأراكم أيضاً فتفرح قلوبكم ولا ينزع أحد فرحكم منكم”.
38
المقالة السابقة