دعوة البيت الأبيض لعقد مؤتمر ” ورشة عمل ” اقتصادي في الأسبوع الأخير من شهر حزيران يهدف “حسب زعمهم” إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية للشعب الفلسطيني الذي يئن تحت نير الاحتلال العنصري الإرهابي الصهيوني.
وما هذه الدعوة إلا حلقة جديدة من حلقات التآمر الهادفة إلى الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني ويحمل في طياته عددا من المعاني والدلالات التي تستوجب الوقوف عندها ومنها :
—- تعكس فشلا ذريعا لإدارة ترامب بطرح صفقة القرن على مدار العامين الماضيين وهذا عائد للموقف الاستراتيجي للقيادة الفلسطينية برئاسة رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس الرافض لصفقة القرن.
—- تعبير عن الفشل الذريع لسياسة ترامب بفرض صفقة سياسية تنهي الصراع العربي الصهيوني دون إنهاء الإحتلال للاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
—- محاولة إدماج الكيان الصهيوني العنصري العدواني بالجسد العربي من خلال محاولة إنتزاع إعتراف رسمي عربي بالكيان الصهيوني تمهيدا لإقامة علاقات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية تمكنه من الهيمنة على مفاصل القرار الاستراتيجية والاقتصادية.
— محاولة استغلال الرفض الفلسطيني شعبا وقيادة لصفقة القرن ورفض اسقاط البعد السياسي الوطني للقضية الفلسطينية واستبداله ببعد انساني معاشي مجرد من اي بعد سياسي وقانوني يكفله القانون الدولي للشعوب التي تخضع للاحتلال العسكري كمبرر لدى بعض الأنظمة العربية للتنصل من التزاماتها بقرارات القمم العربية باشتراط إقامة علاقات دبلوماسية مع ” إسرائيل “بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران لعام 1967 وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق قرار الأمم المتحدة رقم 194 وباقي القرارات الدولية.
—- محاولة تحميل القيادة الفلسطينية المسؤولية أمام الشعب الفلسطيني عن معاناتهم الناجمة عن جرائم الإحتلال وتبرئة العصابات الصهيونية من المسؤولية القانونية والسياسية والأدبية عن جرائمها “جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية” وعن رفضها لتنفيذ القرارات الدولية وخاصة قرارات الجمعية العمومية للأمم المتحدة 181 و 194 وقرارات مجلس الأمن خاصة قرار رقم 2334 الصادر في كانون الأول من عام 2016 .
أما تصريح جرينبلات الذي يتسم بالسذاجة ونصيحته للفلسطينيين بعدم رفض ما يعرض عليهم فهلا قام بإعلام الشعب الفلسطيني طليعة الشعب العربي عن ماهية المشاريع التي رفضها الشعب الفلسطيني قيادة وشعبا وتلبي أهدافه الوطنية ؟
بدورنا كمتابعين للشؤون العربية وخاصة الفلسطينية فإننا نوجه عددا من الأسئلة الملحة التي تدور في أذهان شرائح واسعة من الشعب الفلسطيني كما من الشعب العربي واحرار العالم موجهة للرئيس الامريكي ترامب وإدارته :
أولا : من هي الجهة التي رفضت المبادرة العربية الصادرة عن قمة بيروت عام 2002 ؟
ثانيا : هل الشعب الفلسطيني هو المعتدي الذي يمثل قوة الإحتلال أم أنه الضحية الخاضع للاحتلال الصهيوني منذ عام 1948 كمرحلة أولى ثم خضع باقي الشعب الفلسطيني للإحتلال إثر عدوان حزيران 1967 ؟
ثالثا : من هي قوة الإحتلال التي ترتكب الإنتهاكات بحق الشعب الفلسطيني وتستمر بمصادرة الأراضي وإقامة المستوطنات في الأراضي المحتلة خلافا لاتفاقيات جنيف أليست هي ” إسرائيل ” ؟
رابعا : لماذا لم تلتزم ” القيادة الإسرائيلية ” بتنفيذ التزاماتها المنصوص عليها باتفاق أوسلو الذي وقع بالرعاية الرئاسية الامريكية والذي يقضي بإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس مع انتهاء المرحلة الانتقالية في ايار 1999 بالرغم من موافقة ومصادقة ” إسرائيل حكومة وكنيستا ” على اتفاقية أوسلو ؟
تساؤلات كثيرة فهل يملك جرينبلات وكوشنير الشجاعة الصادقة للاجابة على التساؤلات أعلاه ؟
إذن وعلى ضوء ما تقدم من تساؤلات فإننا نخلص إلى أن الموقف الأمريكي لإدارة الرئيس ترامب المنحازة انحيازا مطلقا واعمى لمجرم الحرب نتنياهو وزمرته يعاني من ضبابية بل عمى بالرؤية للحق الفلسطيني بالتحرر والاستقلال وما تسريبات صفقة القرن والقرارات التي اصدرها منذ كانون الأول لعام 2017 إلا دليل على دعم العدوان وادامة الإحتلال العسكري الصهيوني كما تشكل إنتهاكا صارخا لميثاق الامم المتحدة وللمواثيق والعهود الدولية وللقرارات الدولية وللقانون الدولي والإنساني وبالتالي تعد ترسيخا ودعما لإرهاب الدول والإحتلال عنوانا ورمزا لذلك .
الشعب الفلسطيني يهيب :
● بالقيادات العربية والإسلامية وبقيادات الدول الحرة والصديقة مقاطعة مؤتمر البحرين الأمريكي والإعلان عن رفضها لكافة اشكال المشاريع التي لا تهدف إلى إنهاء الاحتلال وتصفية الاستعمار تنفيذا للقرارات الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقه بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
● كما يهيب بالقيادات العربية أن لا ترضخ للضغوط الأمريكية الإسرائيلية مهما حملت من عناوين وعدم السماح لمؤامرة نتنياهو الذي تبناها البيت الأبيض باستنزاف الثروات العربية التي لن تدعم سوى الاقتصاد الصهيوني تحت عنوان تحسين الوضع الاقتصادي للسكان الفلسطينيين.
● ان تترجم دعمها لنضال الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا وماليا عبر إجراءات محددة طويلة المدى.
كما أن الشعب الفلسطيني مدعوما بقوى الشعب العربي يناشد :
■ قمة مكة بالإعلان عن رفضها لكافة أشكال الحلول التي لا تلبي آمال وأهداف الشعب الفلسطيني بحدها الأدنى المتمثلة بإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
■ كما تهيب أيضا بايقاف كافة اشكال الاتصالات والعلاقات مع الكيان الصهيوني العنصري السرية والعلنية ليس دفاعا عن فلسطين وشعبها بل دفاعا عن أمنها واستقرارها ووحدتها فالخطر الأعظم مصدره نتنياهو وعصابته فالكلام المعسول للثنائي ترامب ونتنياهو غير جدير بالثقة والواقع يثبت ذلك ؟
الشعب الفلسطيني وامام كل حلقة من حلقات التآمر يزداد اصرارا وصلابة مسلحا بإرادة وعزيمة لن تلين بالمضي قدما بنضاله حتى إنجاز مشروعه الوطني بنيل الحرية والاستقلال مهما بلغت الضغوط .
فهلا انتصرت القيادات العربية للحق الفلسطيني الذي يمثل انتصارا وحماية للأمن العربي من التهديدات الإقليمية والدولية. ….؟ !
إن التاريخ لن يرحم من يتقاعس أو يتخلى عن دعم نضال وصمود الشعب الفلسطيني في جميع الأراضي الفلسطينية ومركزها القدس الشريف. …..!