عروبة الإخباري – قال يوسف بن علوي الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية، إن سلطنة عُمان تسعى جاهدة، لتهدئة التوتر، في الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة وإيران، مشيراً إلى “خطورة وقوع حرب، يمكن أن تضر العالم بأسره إذا اندلعت”. وأكد أن الطرفين (الأميركي والإيراني) يدركان خطورة الانزلاق أكثر من هذا الحد.
ولم ينفِ بن علوي أو يؤكد وجود وساطة عمانية بين طهران وواشنطن، لكنه أشار في حوار أجرته معه مجلة “المجلة” أن السلطنة إلى جانب أطراف أخرى تسعى جاهدة لتهدئة التوتر بين الطرفين. وأكد وجود اتصالات مكثفة في هذا الخصوص. ودعا المجتمع الدولي إلى بذل جهد تشترك فيه سلطنة عمان لمنع المخاطر قبل وقوعها.
وتوقف الوزير العماني، في طهران، الاثنين الماضي، في طريقه إلى لندن، وتقابل مع وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف. وعن هذا اللقاء قال إنه استمع إلى وجهة نظر الإيرانيين، “هم لا يريدون الدخول في حرب”.
ووقع بن علوي مع نظيره البريطاني جيرمي هنت، في لندن، أول من أمس، اتفاقية تعاون وشراكة بين البلدين، لتطوير الروابط الثنائية المتعددة في المجالات السياسية والاقتصادية والعلمية والثقافية والتنموية والتكنولوجية.
وقال بن علوي إن علاقة بلاده بالجانب البريطاني “متجذرة في التاريخ”، وإن الاتفاقية الموقعة تعد توثيقاً رسمياً للصداقة الراسخة التي تجمعهما.
وعن علاقة بلاده مع إسرائيل قال بن علوي إنها “طبيعية، في عالم متداخل”، مشيراً إلى أن نتنياهو لم يكن هو رئيس الوزراء الإسرائيلي الوحيد الذي زار سلطنة عمان، فقد سبقه إسحق رابين وشيمعون بيريس، ومسؤولين آخرين، وهي زيارات كانت تأتي في أوقات حساسة وأزمات تمر بها المنطقة.
وأضاف: “زيارة نتنياهو إلى سلطنة عمان جاءت بناء على طلبه، وسبقه الرئيس محمود عباس (أبو مازن)، وصار حديث حول مساعدة الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في الخروج من أزمتهم”. وتابع: “سمعنا وجهة نظر نتنياهو وسمع وجهة نظرنا، ونعتقد أن حصول الفلسطينيين على الاعتراف بدولة مستقلة ذات سيادة هو الأساس لأي مبادرة أو خطة للسلام، أي شيء يحول دون قيام دولة فلسطينية لن يكون مقبولاً”.
وقال: “نعلم أن هذا الأمر ليس سهلاً، سيواجه مصاعب كثيرة، وترتيبات وتحضيرات ومناقشات، لكن كثيراً من هذه التعقيدات لها حلول، إسرائيل وفلسطين يقعان في منطقة جغرافية واحدة.. بالتالي لا بد من أن يكون بينهما شراكات مفيدة للطرفين”. وتابع القول: “إسرائيل حالياً دولة ناجحة، ولكنها تحتل أرضي فلسطينية مهمة في الضفة الغربية وقطاع غزة.. وسيأتي الوقت الذي يحتم على الطرفين التعاون والشراكة”.
وقال بن علوي إن “الإسرائيليين لديهم قوة واقتصاد وتطور علمي وتكنولوجي، لكن ما يشغلهم هو الشعور بالاستقرار والاطمئنان، هي ليست مطمئنة إلى مستقبلها كدولة غير عربية في محيط عربي من 400 مليون مواطن”.
وعن الخطة الأميركية الجديدة للسلام “صفقة القرن”، المنتظر إعلان تفاصيلها قريباً، قال وزير الخارجية العماني: “لا يمكن للفلسطينيين أن يتنازلوا عن إقامة دولة لهم بعد 70 سنة من قيام دولة إسرائيل، سلطنة عمان لم تطلع على الخطة، ولكن لا بد أن نأخذ في الاعتبار أنه سيكون هناك نقاش ساخن حولها”. وتابع: لا يمكن قبول أن تكون لإسرائيل دولة، وللفلسطينيين خيام، هذا لن يكون مقبولاً، هذا الكلام قلناه للأميركيين وأكدنا لهم أن المسألة ليست مسألة أموال، لكن مسألة شعب يُقدر بنحو عشرة ملايين في الداخل وفي الشتات. ويجب أن تكون إسرائيل دولة صديقة للفلسطينيين، وأن تكون دولة شريكة وليست دولة مغتصبة، وإذا لم تعالج الخطة الأميركية كل هذه الأمور فستكون خطة ناقصة.
وحول المسألة اليمنية، طالب بن علوي بتوفير أجواء مشجعة للمبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وتعزيز الثقة المتبادلة للوصول إلى حلول سريعة.