71 عاما مضت على إغتصاب فلسطين وطرد مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني خارج وطنهم ليستوطنه عصابات عريقة بالاجرام والعنصرية.
المؤامرات بحق شعب فلسطين لم تتوقف منذ بدايات القرن العشرين واتخذت الحركة الصهيونية مدعومة من القوى الاستعمارية تنفيذها على مراحل :
المرحلة الأولى :
بدأت بمؤتمر بال للحركة الصهيونية وصولا لقرار الحكومة البريطانية الذي عبر عنه وزير الخارجية بلفور بإطلاق ما عرف بوعد بلفور متعهدا بموجبه بتمكين الحركة الصهيونية بإقامة دولتها في فلسطين موظفة عامل الدين كآلية تحقيق ذلك.
المرحلة الثانية :
تميزت الإنتقال بالقرار السياسي “وعد بلفور ” الى مرحلة التنفيذ الفعلي ابتداءا من إعلان الانتداب البريطاني على فلسطين بالإتفاق مع فرنسا التي تخللها سلسلة من القرارات والإجراءات لتنفيذ مؤامرتها منها :
● تسهيل هجرة اليهود من اصقاع العالم الى فلسطين.
● تزويد الحركات بل العصابات الصهيونية ” التي وظفت الديانة اليهودية لتنفيذ أهدافها ” بعوامل القوة من سلاح وعتاد وتدريب.
● تمكينهم من مصادرة الاراضي واقامة المستوطنات التي تم استخدامها كقواعد عسكرية.
● التنكيل بالشعب الفلسطيني وتجريده من كافة عوامل قوته العسكرية والاقتصادية.
● زج المناضلين الفلسطينيين بالمعتقلات وممارسة كافة اشكال التعذيب بحقهم.
المرحلة الثالثة :
الإنتقال إلى إنتزاع شرعية دولية بالموافقة على القرار الاستعماري البريطاني الفرنسي “بعد ان تم تهيئة الارض” امام اقامة القاعدة العسكرية للقوى الاستعمارية في فلسطين قلب الوطن العربي وهذا ما تم بإصدار قرار التقسيم رقم 181 الذي شكل الخطوة الأخيرة قبل إعلان العصابات الصهيونية عن إقامة “دولة ” على أرض فلسطين في أيار 1948 وتهجير مئات الآلاف من الشعب الفلسطيني بالقوة ليعيشوا كلاجئين في خارج وطنهم .
المرحلة الرابعة :
أما المرحلة الرابعة تميزت بمد “إسرائيل ” الكيان العدواني الوليد بعوامل القوة السياسية والاقتصادية والعسكرية والتكنولوجية وغيرها ليتفوق على قوة الدول العربية مجتمعة مما مكنه من شن عدوان همجي بربري في 5 حزيران 1967 الذي أسفر عن إحتلال باقي فلسطين أي الضفة الغربية من نهر الأردن وقطاع غزة كما أسفر عن احتلال الجولان وسيناء ونتائج العدوان لا زالت قائمة حتى الآن بالرغم من كافة القرارات الدولية التي تدعوا لانهاء الاحتلال لجميع الأراضي العربية المحتلة وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة تنفيذا تنفيذا للقرارين رقم 181 و194 ولباقي القرارات الدولية الصادرة عن الجمعية العامة للأمم المتحدة وعن مجلس الأمن الدولي.
المرحلة الخامسة :
تعد المرحلة الخامسة والتي تحمل اسم صفقة القرن الأخطر على الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية حيث ترى القيادة الامريكية والصهيونية ان المرحلة الحالية تعتبر الاكثر ملائمة لفرض الصفقة المؤامرة لعدة عوامل منها :
■ الواقع الرسمي العربي الذي يتسم بالضعف والخلافات والصراعات التي عصفت ولا زالت تعصف بعدد من الدول العربية .
■ الإنقسام الفلسطيني المدعوم من قوى اقليمية لترسيخه خدمة للكيان الصهيوني بالرغم من كل الجهود التي بذلتها القيادة الفلسطينية لإنهاء الإنقسام وما دعوتها للعودة الى صندوق الإقتراع عبر إجراء إنتخابات تشريعية كوسيلة لانهاء الانقسام بعد تعذر ذلك بالحوار .
■ صفقة القرن تهدف إلى تحقيق أهداف آنية وأهداف بعيدة وإن حملت عنوان إنهاء الصراع الفلسطيني العربي الإسرائيلي منها :
—- الانقضاض على ميثاق الامم المتحدة وعلى الشرعة الدولية وتوظيفها خدمة لمصالحها.
—- تمكين الكيان الصهيوني التخلي عن التزاماته وفق اتفاق أوسلو ووفق المعاهدة الأردنية الإسرائيلية وما توصيف نتنياهو لاتفاق أوسلو بأنه اتفاق جلب الكوارث ” لاسرائيل “والاعتراف بالسيادة الصهيونية على القدس وعدم الإقرار بأن الضفة الفلسطينية وقطاع غزة والجولان أراض محتلة إلا دليل على ذلك.
—- الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني المتمثل بإنهاءالاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين العودة الى وطنهم التاريخي.
—- ترسيخ إدامة الاحتلال الصهيوني وادماجه بالجسد العربي تمهيدا لتنصيبه رسميا زعيما لمنطقة الشرق الأوسط.
—- انتزاع صفة الشعب الفلسطيني من أصحاب الأرض والوطن إلى مجرد ساكن ومقيم وتغييرها من البعد السياسي إلى بعد إنساني.
—- إنتزاع إعتراف عربي كمقدمة لانتزاع إعتراف دولي بنتائج المعارك العسكرية وما ترافقها من توسع كقاعدة دولية للقرن الحادي والعشرين دون اي اعتبار او احترام لمبدا حظر جواز التوسع بالعدوان والعسكري ودون ادنى احترام لحقوق الشعوب والدول متخذين من الإحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية والسورية عنوانا لذلك.
ما تقدم لا يمكن تحقيقه دون موافقة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني فالقيادة الفلسطينية ممثلة برئيس دولة فلسطين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية السيد محمود عباس أطلقها صرخة مدوية رافضة بشكل نهائي وصارم لصفعة القرن متحديا كافة اشكال الضغوط للقبول بها مدعوما من مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية بمجلسيها الوطني والمركزي .
هذا الرفض المدعوم عربيا واسلاميا واوربيا ومن دول صديقة كفيل باجهاض صفقة القرن واجهاض رهان الثنائى ترامب نتنياهو للاعتماد على عامل الزمن للقبول والاستسلام للأمر الواقع.
الشعب الفلسطيني في ذكرى النكبة يدعو المجتمع الدولي للاضطلاع بواجبه لتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة تنفيذا للقرارات الدولية 181 و194.
الشعب الفلسطيني يؤكد على حقه واصراره على النضال حتى التحرير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وممارسة حقه بالعودة إلى مدنهم وقراهم.
إرادة الشعب لن تهزم. … ..؟!