طويت صفحة الانتخابات ” الإسرائيلية ” المبكرة بتحقيق الأهداف التي أرادها مجرم الحرب نتنياهو :
اولا : ترسيخ قيادته كزعيم صهيوني تاريخي لدولة الاحتلال والعدوان.
ثانيا : حشد جميع القوى الأكثر تطرفا وعنصرية ودموية ” على فرض ان هناك قوى معتدلة ” وراء قيادته خدمة لاجندته الفردية مغلفة بالمصلحة العامة.
ثالثا : التسلح بالرأي العام لرفض واجهاض أي محاولة او اي جهود إقليمية أو دولية تعمل على الإنتصار لحق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
رابعا : تطبيع العلاقات مع دول عربية وفي مقدمتها إقامة علاقات واتصالات سياسية واقتصادية وعسكرية خلافا للمبادرة العربية التي تنص على إنهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من اقامة دولته المستقلة قبل التطبيع مع الكيان الصهيوني.
خامسا : إدامة الاحتلال الصهيوني للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة بدعم مطلق من الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته وبالتالي تقويض تنفيذ القرارات الدولية الداعية لانهاء الاحتلال وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة الحق بتقرير المصير أسوة بباقي شعوب العالم.
ما تقدم لا يمثل إلا بعضا من أهداف نتنياهو ولكن التساؤل الذي يدور في أذهان قطاعات واسعة من المواطنين في المنطقة العربية بشكل خاص والعالم بشكل عام مفاده هل أهداف نتنياهو تتوافق وأهداف القوى الإقليمية والدولية التي بذلت جهودا حثيثة” مباشرة او عبر ادواتها ” لدعم الحملة الانتخابية لغلاة العنصرية والتطرف التي يمثلها نتنياهو بهدف ايصاله إلى سدة الحكم في الكيان الصهيوني الذي تتباهى قياداته بعدم الإعتراف العملي بميثاق الأمم المتحدة وبالمواثيق والعهود الدولية ؟
هذا يقود إلى تساؤل هام لما يترتب على اجابته من تداعيات ليس على القضية الفلسطينية فحسب وإنما على دول الإقليم متمثلا في هل صفقة القرن ومحاولة فرضها على القيادة الفلسطينية وقيادات عربية تشكل القاسم المشترك لهذه القوى الدولية والإقليمية دون أي اعتبار للمصالح العربية والفلسطينية ؟
وإن كان الجواب بالنفي فكيف يمكن تفسير وتحليل توقيت زيارة نتنياهو لموسكو ومنحه ورقة نقل رفات الجندي المقتول أثناء الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982 ؟ وكيف يمكن تفسير لهاث قوى إقليمية حتى لو كانت بحسن نية من ترتيب تفاهمات أمنية وتهدئة طابعها سياسي بالدرجة الاولى مع دولة الحصار والعدوان الصهيوني في خضم الإنتخابات الإسرائيلية ؟
أليست العوامل أعلاه عززت قوة نتنياهو ومنحته ورقة قوة واجه بها نقاط ضعفه وخاصة الاتهامات بقضايا الفساد ؟
يقودنا ما تقدم إلى عدد من التساؤلات منها :
■ هل هناك تفاهمات أمريكية روسية إسرائيلية تتطلب إستمرار مجرم الحرب نتنياهو (وفقا لتصنيف تقارير دولية ) على سدة الحكم لتنفيذ تلك التفاهمات مدعوما بشرعية انتخابية لمجتمع متطرف ؟
■ ما هي حدود التفاهمات وما هي المصالح المشتركة للأطراف الثلاث ؟ وهل للمصالح الذاتية دور في ذلك ؟
■ هل التفاهمات تقتصر على فلسطين وقضايا إقليمية أم لها امتداد على الساحة الأوربية منها ما يتعلق بالعقوبات الأمريكية والأوربية ؟
■ أين موقع القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية خاصة والعربية عامة في سياق التفاهمات إن وجدت ؟
إذن نتائج الانتخابات الإسرائيلية تتطلب تفكيرا ورؤية استراتيجية فلسطينيا وعربيا للتعامل مع المعادلة الجديدة التي دفعت بل كان لها العامل الأهم في تصعيد غلاة ورمز التطرف التي يمثلها نتنياهو إلى سدة الحكم من جهة كما تمثل رسالة لدول عربية تحمل لغة التهديد والتركيع من جهة اخرى.
أتمنى بل اناشد القيادات العربية بالدعوة الى اجراء وقفة تقييم حقيقية لطبيعة وتحديات المرحلة المقبلة حتى تتمكن الاضطلاع بمسؤولياتها إتجاه الدفاع عن أمنها ومصالحها ووحدة اقطارها التي باتت في مركز الاستهداف .
لقد اثبتت الاحداث ان الثقة في الثنائي ترامب ونتنياهو او حتى باحدهما لم يعد لها مكان وما قرارات وتصريحات كليهما المتناغمة التي تشكل انقلابا على الشرعية الدولية كما تشكل نكوصا وانقلابا على الالتزامات المترتبة عليهم وفق الاتفاقيات والعهود المبرمة ثنائيا ودوليا وما مواقفهما من الجولان والقدس قلب ومركز فلسطين والتنكر لحق الشعب الفلسطيني بالحرية والاستقلال الا امثلة على نواياهم ومخططاتهم العدوانية .
هذا يستدعي من الجميع قيادات وقوى سياسية ” عدم هدر الوقت بنفي وجود مؤامرات تطال الجميع أو باستثناء البعض ” العمل الجاد للتخطيط للوقاية والتصدي ومواجهة المؤامرات المؤامرات الخارجية بعقل وقدرات وإمكانيات عربية جمعية مما يمكنها من ترسيخ أمنها واستقرارها ووحدتها والوقوف أمام الدول الكبرى وخاصة إدارة ترامب التي لا ترى بالدول العربية إلا سوقا استهلاكيا ومصدرا ماليا لإنعاش اقتصادها ترغيبا وترهيبا من موقع القوة والندية .
أؤكد على البديهية السياسية بأن فلسطين ستبقى عنوان التصدي للمؤامرات الخارجية التي يقودها ترامب خلافا للشرعة الدولية ولقرارات ادارات امريكية سابقة وما محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر محاولة فرض تنفيذ صفقة القرن المرفوضة من القيادة الفلسطينية كما يؤكد دوما على ذلك الرئيس محمود عباس كما هي مرفوضة من قمة تونس تتطلب ترجمة عملية لهذه القرارات تبدأ بوقف كافة العلاقات والاتصالات مع الكيان الصهيوني كما تتطلب مخاطبة ترامب بلغة المصالح السياسية والاستراتيجية والاقتصادية والتي لا يفهم غيرها .
كما تتطلب دعم فلسطين والاردن شعبا وقيادة سياسيا واقتصاديا فلسطين والاردن يمثلان رأس الحربة في التصدي لجميع اشكال المؤامرات الإقليمية والدولية .
فالتهاون في مواجهة مؤامرة صفعة القرن تعني التهاون والتفريط في مستقبل الأمن والاستقرار القومي العربي. ..
لا بديل عن إتخاذ الخطوة الأولى للدفاع عن مصالحنا ووحدة اقطارنا وإلا. …. الكارثة لا سمح الله ؟ ؟ ! !
نتنياهو عنوان للخطر ….المطلوب عربيا التصدي له ؟/ د فوزي علي السمهوري
13
المقالة السابقة