عروبة الإخباري – يعد الرئيس السوري بشار الأسد هو الرئيس الوحيد الذي نجا من موجة الاحتجاجات التي شهدتها دول عربية، منذ نهاية عام 2010 والمتواصلة حتى هذه اللحظة.
وفي أعقاب تنحي كل من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة والسوداني عمر حسن البشير، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصور الزعماء في مؤتمرات القمة العربية السابقة، وقد رحلوا جميعًا الواحد تلو الآخر، تحت ضغط الاحتجاجات، باستثناء رئيس واحد لا يزال في سدة الحكم هو الرئيس السوري بشار الأسد.
شبكة ”فوكس نيوز“ الأمريكية نشرت تقريرًا، السبت، تناولت فيه نقاط القوة التي يملكها الأسد وأسباب بقائه في الحكم، رغم عزل قادة الدول العربية نتيجة الاحتجاجات العاصفة من تونس إلى ليبيا ومصر واليمن، وصولًا إلى الموجة الثانية التي أسقطت عبدالعزيز بوتفليقة في الجزائر وعمر البشير عن حكم السودان.
وأوضحت الشبكة الأمريكية أن الأسد نجا من الاحتجاجات الشعبية ومن حرب مدمرة امتدت لنحو ثماني سنوات، وكذلك من تنظيم داعش الذي نشأ على أجزاء من سوريا المحطمة.
وتقول الشبكة إنه مع دخول النزاع السوري عامه التاسع، “يبدو أن الأسد البالغ من العمر 53 عامًا أكثر أمانًا وثقة من أي وقت منذ بدء التمرد ضد حكمه في عام 2011″، مستدركة أن ”الحرب في سوريا لم تنتهِ بعد، والطريق إلى الأمام مليء بالصعوبات“.
وفي حين أن معظم رموز الحرس القديم في بلدان الاحتجاجات قد اختفوا، ناهيك عن الرؤساء، غير أن الأسد ورموز حرسه القديم نجوا من ثماني سنوات دموية بحسب الشبكة الأمريكية، التي ترجح أن المرونة في السلطة قد تبقي الأسد لسنوات قادمة حتى مع العديد من التحديات، بما في ذلك الاقتصاد المتدهور بسرعة والتمرد المستمر في الشمال الغربي في محافظة إدلب.
وتعتقد الشبكة أن الأسد نجا عن طريق مزيج من العوامل الفريدة له، ومنها ”الدعم اللامحدود الذي تلقاه من الطائفة العلوية التي ينتمي لها، والتي تخشى على مستقبلها في حال خلعه“.
ولم يقتصر الدعم للأسد، بحسب الشبكة، على طائفته، بل امتد كذلك إلى الأقليات السورية الأخرى التي خشيت على مصيرها من ”تطرف المعارضة الإسلامية“، فيما وقف الكثير من السنة من أصحاب الامتيازات والثروة إلى جانب الأسد خوفًا من عدم الاستقرار الذي قد يضر بمصالحهم.
وعلى ضوء حقيقة أن غالبية القيادات العسكرية والأمنية في سوريا هم من الطائفة العلوية، بحكم نهج غير معلن اتبعه الرئيس السوري السابق حافظ الأسد ومن بعده بشار الأسد، فإن الانشقاقات المبكرة عن المؤسسة العسكرية والأمنية لم تكن ذات أهمية كبيرة.
ومن المعروف أن الجيش في بلدان ما يسمى الربيع العربي هو الذي حسم الأمر في نهاية المطاف، على عكس سوريا التي وقف جيشها إلى جانب النظام، وخاض حربًا ضروسًا ضد كل فصائل المعارضة المسلحة، فيما تكفلت الأجهزة الأمنية بإخماد الاحتجاجات السلمية.
وأوضحت الشبكة في تقريرها أن أكبر رصيد للأسد هو مكانة سوريا باعتبارها محورًا جغرافيًا على البحر المتوسط وفي قلب العالم العربي، إذ اجتذب ذلك تدخلات أجنبية، خاصة من روسيا وإيران، التي دعمت مساعدتها السياسية والعسكرية للأسد، وقلبت مجرى الحرب لصالحه.
وفي الوقت الحالي، يبدو الأسد آمنًا بمساعدة روسيا وإيران، حيث استعاد سيطرته على أجزاء رئيسية من سوريا، ويبدو أن العالم قد قبل حكمه المستمر، على الأقل حتى الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها عام 2021.
وعلى الرغم من أن جامعة الدول العربية قالت إنه لم يحن الوقت بعد لاستعادة عضوية سوريا في الجامعة، فقد نوقشت هذه القضية في قمتهم السنوية بتونس لأول مرة منذ حرمان سوريا من مقعدها قبل ثماني سنوات.