في العادة غالبا ماتكون المظاهرات احتجاجية، يمارسها غاضبون أو مطالِبون أو المغتصبة حقوقهم، يخرجون إلى الشوارع بعدما ضاقت بهم السبل، ويئسوا من تلبية. مطالبهم.إنهم المستضعفون في المجتمع : إحباط، يأس، محاولات الصراخ الجماعي.
هذا مفهوم وشائع في جميع المجتمعات، ونصت عليه دساتير وقوانين نافذة.
وتحرص الدولة على حماية المظاهرات والمسيرات. هذا حق المتظاهرين وواجب الدولة ، وباختصار المظاهرات هي شعب يطلب حقه في المواطنة وحقوق الإنسان! طرف ضعيف يصرخ أو حتى يستجدي طرفا قويا قادرًا على تلبية مطالبه.
هذا مفهوم جدا،لكن ما يحتاج إلى فهم، كيف يقوم طرف قوي بمظاهرة ضد طرف ضعيف؟ وماذا لدى الضعيف حتى يقدم للقوي؟
القوي يمتلك السلطة والقوة والقدرة والمال ويمتلك الوعود والرعود، فلمن يشكو؟ وضد من يتظاهر!؟
منذ فترة بدأنا نسمع ونقرأمقالات وتوجيهات وتلميحات وتصريحات عن ضيق ذرع القوي بالضعيف!
ونشاهد مظاهرات تسير من طرف قوي ضد الضعيف!
هل يحق للحكومة أن تتظاهر؟ من هو خصمها؟ من اعتدى على حقوقها؟
إذا أردنا أن نتذكر شعارات مظاهرات الضعيف يمكن ان نتذكر: الشعب يريد
يسقط الفساد
نريد المواطنة العادلة
الكرامة المساواة العمل!!!
وإذا أردنا أن نتوقع هتافات الطرف القوي في مظاهرة ما فإنني أذكر:
نحن معك!
نؤيد الحكومة؟
المجد للحكومة؟
لكن هل هذه مطالب؟
ولمن يصرخ متظاهرو الحكومة؟ ما حقوقهم؟
من سيحققها لهم؟
وهل يمكن للقوي أن يتهم الضعيف بالتخريب والهدم؟
هل يمكن ان تكون الهتافات: اضربوهم! أو احبسوهم!
حتى لو هتفنا بذلك فالحكومة هي القوية الفاعلة التي لا تحتاج إلى من يهتف لها!
هل يمكن اختصار الموقف بأنن القوي لو كان قويا لما تظاهر؟ ولما احتاج ألى متظاهرين؟
رويت قصة للصديق ابراهيم غرايبة .
قبل اكثر من ستين عاما،
رن جرس المنزل وإذا برجل يقول لوالدي: أريد ١٢ قرشا!
استغرب والدي ،سأل لماذا؟
أجاب أرسلنا باسمك برقية تأييد للحكومة؟
فهل هذا ما نفعله الآن؟
وبعد ستين عاما!!!!
هل تحتاج الدولة إلى مسيرات تأييد؟ د. ذوقان عبيدات
8