عروبة الإخباري – وصف موقع المونيتور الأمريكي موقف الملك عبد الله الثاني من القدس بـ»الصلب»، وقال الموقع في مقال كتبه الصحفي المقدسي داود كتاب إن «الملك عبد الله أظهر الشجاعة في الدفاع عن مواقف مبدئية فيما يتعلق بالقدس».
وحسب كتاب «كان هناك تناغم بين مواقفه العلنية وقراراته وكانت الرسالة للعالم وخاصة الإدارة الامريكية أنه حتى أكثر الدول العربية اعتدالا ودعماً للولايات المتحدة لن تتراجع قيد انملة فيما يتعلق بالقدس».
وفيما يلي نص المقال الذي حمل عنوان (موقف قوي للملك عبد الله في نصرة القدس) :
من غير المعتاد أن يتحدث كبار السياسيين جملا مطلقة لا توفر أي مجال للتراجع أو المراوغة. فعادة ما يطلق المسؤولون جملا توفر لهم إمكانية التعديل في حال تغيرت الظروف، ولكن ما حدث في مدينة الزرقاء في 21 آذار كان الاستثناء لهذا الأمر. ففي حديثه حول القدس أمام شخصيات وزعماء عشائر في الزرقاء لم يترك العاهل الأردني أي مجال للمراوغة حيث قال وبلغة عامية بسيطة ومباشرة «ما رح أغير موقفي من القدس وشعبي كله معي» .كلمات الملك جاءت بعد تسعة أيام من قيام الزعيم الأردني بزيارة خاطفة للعاصمة الامريكية واشنطن التقى خلالها بفريق المفاوضات التابع للرئاسة الامريكية. تحليلات صحفية قالت ان الملك يتعرض لضغوط متزايدة لقبول مخططات أمريكا لما يسمى بـ «صفقة القرن» والتي من المقرر الإعلان العلني عنها بعد انتهاء الانتخابات الإسرائيلية المتوقعة في 9 نيسان القادم.
الولايات المتحدة بحاجة ماسة الى طرف عربي يدعم مخططاتها بسبب استمرار مقاطعة القيادة الفلسطينية للإدارة الأمريكية منذ كانون اول ديسمبر 2017 عندما أعلن الرئيس ترامب عن مخططاته نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب للقدس.
لم تطول الفترة لفحص مدى جدية الملك فيما يتعلق بالقدس، ففي الرابع والعشرين من اذار أعلنت رئيسة الوزراء الرومانية فيوريكا دانكيلا وخلال خطابها أمام مؤتمر الإيباك السنوي في واشنطن إنها «سعيدة» لتعلن انها كرئيسة وزراء رومانيا وحكومتها «ستقوم بنقل السفارة الى القدس عاصمة دولة إسرائيل.»
وفي اليوم التالي كان متوقعا ان يقوم العاهل الأردني بزيارة رسمية للعاصمة الرومانية بوخارست للمشاركة بعدد من الاجتماعات ولكن الديوان الملكي أعلن في 25 آذار ان الملك قرر إلغاء الزيارة لرومانيا «نصرة للقدس.»
وحسب بيان الديوان الملكي الصحفي فقد كانت الزيارة لرومانيا والتي تحتل الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي وقد كان مخططا ان تشمل لقاءات مع الرئيس الروماني كلاوس ابهونيس وقيادات برلمانية. كما وكان الملك متوقعاً ان يشارك في مؤتمر لمناهضة التطرف والمسمى بلقاء العقبة برعاية رومانية واردنية. كما وكان متوقعا ان توقع رومانيا والأردن عدة اتفاقيات تجارية والمشاركة في ندوة اقتصادية يشارك فيها ممثلون عن القطاع الخاص الروماني والأردني.قرار الملك نتج عنه وبسرعة الثناء من فلسطينيين واردنيين ، فقد اتصل الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع الملك في 25 آذار لشكره على موقفة الصلب من القدس.
حنان عشراوي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قالت للمونيتور ان موقف الملك كان جريئا : «هذا الموقف الجريء والنزيه يتماشى مع مسؤولياته كراع للأماكن المقدسة في القدس.» وقالت عشراوي : اننا «بحاجة الى رؤساء مثله الذين لا يقدمون الخدمة اللفظية فقط بل لهم مواقف قوية ومبدئية.»
التأييد للملك أيضا جاء من قيادات ونشطاء فلسطينيين. الناطق باسم حركة فتح للشؤون الدولية زياد خليل ابو زياد قال للمونيتور ان قرار الملك تاريخي : «إن قرار جلالة الملك عبد الله الغاء زيارته لرومانيا تعكس موقفا صادقا والتزاما تاريخيا للعائلة الهاشمية والمملكة الأردنية الهاشمية في دعمها وحمايتها للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وحماية القانون الدولي والتشريعات التي ترفض ادعاءات إسرائيل المتعلقة بمناطق القدس الشرقية المحتلة.»
لقد ايد الملك النقابات المهنية والتي أصدرت بياناً مشتركا دعماً للملك. كما وعبر ممثلو الشعب في البرلمان من خلال جلسة يوم 25 آذار دعما للملك ومواقفه.
وصفي كيلاني رئيس الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى قال للمونيتور ان ما يحدث في العديد من دول أوروبا مقلق : «ان تحرك رومانيا يعبر عن خطر للسلام الإقليمي ودور الأردن في حماية المقدسات الدينية في القدس.»
وحسب الدستور الروماني فان الرئيس يجب ان يوافق على أي قرار يتعلق بالأمور الخارجية. الرئيس يوهانس رفض اقتراح رئيسة وزرائه واصفا اياها بانها «جاهلة» في أمور السياسات الخارجية.
يبدو ان موقف الملك وتصريحات رئيس رومانيا اجبر رئيسة الوزراء على التراجع عن موقفها المعلن: «انا قلت ان كافة الخطوات الدستورية يجب ان تتم أولا. لم اقل انني سأنقل السفارة. قلت انه علينا احترام الدستور.» قالت دانكيلا للتلفزيون الروماني في 25 آذار.
لقد أظهر الملك عبد الله الثاني الشجاعة في الدفاع عن مواقف مبدئية فيما يتعلق بالقدس. وقد كان هناك تناغم بين مواقفه العلنية وقراراته وكانت الرسالة للعالم وخاصة الإدارة الامريكية انه حتى أكثر الدول العربية اعتدالا ودعماً للولايات المتحدة لن تتراجع قيد انملة فيما يتعلق بالقدس.