يحتفل الشعب الفلسطيني داخل الأرض المحتلة وخارجها ومعه أحرار العالم بيوم الأرض الذي يصادف في 30 أذار من كل عام.
إنتفاضة الشعب الفلسطيني السلمية في الأرض الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948 دفاعا عن حقه بأرضه ووطنه واحتجاجا على قرار القيادة الصهيونية الارهابية بمصادرة أراضي فلسطينية ولكن العصابات الصهيونية المجرمة ابت الا وان تعود إلى طبيعتها اللانسانية وممارسة الجرائم والمجازر التي اعتاد ارتكابها بحق الشعب الفلسطيني منذ وعد بلفور فعمد الى مواجهة هذه الفعاليات الاحتجاجية السلمية باطلاق الرصاص وغيرها من أدوات القتل والقمع والتنكيل مما ادى إلى سقوط عدد من الشهداء فسطروا بدمائهم الطاهرة الزكية ملحمة خلدها تاريخ النضال الفلسطيني من أجل الحرية والاستقلال.
ولكن الذكرى 43 ليوم الأرض تتميز عن سابقاتها كونها تأتي هذا العام في مرحلة من اخطر المراحل التي تواجهها القضية الفلسطينية بشكل خاص والوطن العربي بشكل عام مما يستدعي من قمة تونس الوقوف عندها لأهمية ما تمثله لمستقبل الدول العربية حكاما وشعوبا ومنها :
أولا : خطورة المرحلة التي تتكالب بها المؤامرات لتصفية القضية الفلسطينية التي تمثل صفقة القرن عنوانها.
ثانيا : خطورة القوانين العنصرية التي أصدرتها الحكومة الصهيونية واقرها الكنيست وتداعياتها على الفلسطينيين المرابطين في وطنهم وفي كافة ارجاء الاراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وما قانون القومية ويهودية الدولة إلا أمثلة ومقدمة لسياسة تهدف إلى بسط السيادة الكاملة بفهومها الشمولي تمهيدا لطردهم مستقبلا وحالما تسمح ظروف إقليمية بذلك.
ثالثا : الدعم المطلق والأعمى للرئيس ترامب وإدارته لسياسة مجرم الحرب نتنياهو وزمرته مما تعد حافزا ومشجعا له وللمجتمع الصهيوني المتطرف للمضي قدما نحو فرض ” يهودية الدولة ” بما تحمله من عناوين وأهداف معلنة وغير معلنة.
رابعا : الضعف والانقسامات والنزاعات البينية العربية التي حالت دون إتخاذ مواقف جادة في مواجهة المؤامرة الصهيونية تحت ذرائع مختلفة.
هذه الخصائص والمميزات تتطلب من القيادات الفلسطينية والعربية أن تتوافق على برنامج عمل وفق خطة استراتيجية واضحة الأهداف تمكنها في حال توفر الارادة الجادة المستقلة من مواجهة واجهاض مؤامرة ترامب نتنياهو التي لن تقف حدودها عند فلسطين والجولان وإنما ستمتد إلى
جميع أرجاء الوطن العربي وهذا هدف واضح للجميع وما تصريحات ترامب التي تمثل عمليا أهداف الحركة الصهيونية إلا مؤشرا بل دليلا على ذلك.
للوصول إلى ذلك يستدعي العمل على ضرورة إنجاز وتجاوز كافة العقبات والمعوقات التي تحول دون الاخذ بعوامل الوحدة اساس بناء القوة وتتمثل في أمور كثيرة منها :
■ تصفية وإنهاء الخلافات والنزاعات البينية التي يرى فيها أعداء شعبنا العربي ثغرة تنفذ من خلالها قوى الشر والعدوان لتهديد أمن واستقرار ووجود اقطارنا العربية أنظمة وشعوبا.
■ الإيمان بقدرتنا متحدين على إجهاض كافة المؤامرات الإقليمية والدولية على حد سواء.
■ العمل على بناء جبهة دولية داعمة ومساندة للحقوق العربية التي تقع القضية الفلسطينية في مركزها.
■ ترجمة مركزية القضية الفلسطينية عمليا وما يعنيه من ربط كافة اشكال العلاقات السياسية والاقتصادية مع دول العالم وخاصة الدول الكبرى بمدى قربها وبعدها عن دعم عملي لانهاء الاحتلال الصهيوني للأراضي العربية وبتمكين الشعب الفلسطيني من إنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وكذلك بمدى قرب وبعد مواقف تلك الدول من القوى الاقليمية التي قد تشكل تهديدا حقيقيا لامن واستقرار أي من دولنا العربية.
■ الإلتزام بالبعد السياسي والوطني للقضية الفلسطينية ورفض أي محاولات صهيونية أو دولية مباشرة أو عبر أدواتها لإضفاء البعد الإنساني على القضية الفلسطينية والعمل على عزل هذه الأدوات.
■ الإلتزام بعدم التدخل بالشؤون الداخلية للدول العربية والتعهد بعدم دعم أو التعامل أو التعاون مع اي كيان سياسي او اجتماعي يسعى لزعزعة الإستقرار والأمن أو يهدف إلى التمرد المؤدي إلى الإنقسام والانفصال مهما حمل من أسماء وعناوين براقة.
■ بناء مؤسسات بحثية لتطوير والنهوض بقدراتنا وامكانياتنا في كافة المجالات والتخصصات فالشعب العربي ثري بالكفاءات المنتشرة في أصقاع العالم مما توجب العمل على استقطابها ومنحها الثقة الكاملة للعمل وفق الاستراتيجية المتوافق عليها .
■ إنماء وطننا العربي الكبير وفق رؤية تكاملية فالعدالة ومحاربة الفقر وتعزيز منعة الجبهة الداخلية وترسيخ الديمقراطية كفيلة بصد أي هجمة أو مخطط تستهدف إختراق المجتمع تمهيدا لتقويض الأمن والاستقرار.
ارتأيت ربط ما نطمح إليه كمواطنين في ذكرى يوم الأرض الذي تصادف مع اجتماع القمة العربية في تونس عله يكون نبراسا يؤسس لمواجهة الأطماع والمؤامرات الخارجية التي تستهدف ليس الأمن والاستقرار فحسب بل تتعداه لاستهداف والهيمنة على الثروات الطبيعية خدمة لمصالحها ولمصالح الكيان الصهيوني الذي يعمل ترامب على تنصيبه شرطيا همجيا ينفذ أوامره ضمانا لمصالحها كقوة كبرى دون أي احترام للقانون الدولي ولميثاق الأمم المتحدة. ….
فليكن يوم الأرض يوم نضالي للدفاع عن الأرض العربية
طريق الألف ميل يبدأ بالخطوة الأولى ….
فلما لا تكون الخطوة من قمة تونس ؟ ؟ ؟