مع إقتراب التئام القمة العربية في تونس تبرز تحديات جديدة متجددة تستهدف الأمن العربي بابعاده السياسية والاقتصادية والثقافية على المديين المتوسط والبعيد مما تستدعي من القادة العرب الوقوف أمامها ووضع استراتيجية متوافق عليها ووضعها قيد التنفيذ.
من التحديات التي تهدد الأمن والاستقرار القومي العربي ما يلي :
أولا : السياسة الأمريكية التي ينتهجها الرئيس الأمريكي ترامب وإدارته حيال القضايا العربية والازدواجية بالتعامل معها دون مراعاة أو إحترام للمصالح العربية لحد وكأنه لا يرى بالإنسان العربي كيان يستحق الحياة.
ثانيا : العنجهية التي ميزت و تميز قرارات الرئيس الأمريكي ترامب والتي ترجم من خلالها شريعة الغاب وما تحديه لميثاق الامم المتحدة وللقرارات الدولية التي أقرتها الإدارات الأمريكية السابقة والتنصل من استحقاقاتها خاصة فيما يتعلق بنتائج عدوان حزيران عام 1967 الذي أسفر عن احتلال الجولان السورية والضفة الغربية من نهر الأردن والتي تدعوا قوات الاحتلال الصهيوني لانهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة وما قراره الاعتراف بالسيادة الصهيونية على القدس المحتلة في كانون الأول لعام 2017 وإعلانه عن الإقرار بسيادة ” إسرائيل ” على الجولان إلا أمثلة على نهجه القائم على ترسيخ الاحتلال ومكافأة العدوان واستعداده للعمل على اقتطاع أو قضم او تدمير أي جزء أو قسم من الأقطار العربية الحليفة منها قبل المعارضة دون أن يفلت من ذلك المخطط أحدا اذا ما بقي الحال العربي الرسمي عليه من إصرار على النزاعات والخلافات والتفتيت والاذعان والاستعانة بالأجنبي .
ثالثا : التصريحات المتتالية للرئيس ترامب تصريحا أم تلميحا يعرب بها عن عزمه السير نحو إجبار واكراه الدول الثرية على دفع مئات المليارات بدل الحماية التي يقدمها لأنظمة حسب زعمه وذلك بهدف افقار هذه الدول من ناحية ولانعاش الإقتصاد الأمريكي علها تساعده بالترشح لدورة ثانية.
رابعا : الإصرار على إدماج الكيان الصهيوني العنصري بالجسد العربي عبر إتباع سياسة الترغيب والترهيب وما مؤامرة صفقة القرن إلا عنوان المرحلة القادمة لتحقيق أهدافه التي هي تمثل اهداف مجرم الحرب نتنياهو العدوانية إتجاه الانقضاض على حقوق الشعب العربي وطليعته الشعب الفلسطيني المكفولة دوليا.
خامسا : التشكيك بشرعية أنظمة حكم عربية بالطبع موظفا حقوق الإنسان تارة واستشراف الفساد تارة آخرى وبغياب الديمقراطية أحيانا آخرى.
ما تقدم لا يشكل إلا بعضا من مخطط التدمير التدريجي للدول العربية وما شهدناه ونشهده إلا مقدمة لذلك.
يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل القيادات العربية تعي طبيعة المؤامرة وطبيعة أهدافها ؟ وما سياستها لمواجهة ذلك المخطط العدواني ؟
أم أن القيادات تثق بوعود ترامب وتتجاهل الواقع ولا ترى خطرا في سياسة الثنائي ترامب ونتنياهو ؟
السكوت على سياسة ترامب دون التفكير بمواجهتها وفق خطة عملية متوافق عليها يقرها مؤتمر القمة ” قمة تونس ” موظفين أدوات قوتنا السياسية والاقتصادية والاستراتيجية ستكون بمثابة اطلاق رسالة تحفيز للإدارة الأمريكية ولقيادة الكيان الصهيوني العدواني للمضي بسياسة الإحتلال والتوسع والهيمنة والابتزاز واستباحة الوطن العربي الكبير من شماله إلى جنوبه ومن شرق إلى غربه ؟
هلا بادرت الأنظمة بانجاز مصالحة مع مواطنيها ؟ وهلا أيقنت أن قوتها تكمن فقط في منعة جبهاتها الداخلية وترسيخ المواطنة والحكم الرشيد. …….؟ ؟
هلا حدثت المعجزة في تونس وتؤذن بانطلاقتها من تونس. …؟ ! !
قمة تونس …وتحديات جديدة متجددة ؟! د فوزي علي السمهوري
11
المقالة السابقة