عروبة الإخباري – أشرف محمد – رعى وزير الثقافة وزير الشباب الدكتور محمد أبو رمان مساء أول من أمس احتفال اتحاد الكتاب والأدباء السنوي بالذكرى الواحدة والخمسين لمعركة الكرامة، الذي شارك فيه متحدثون وخبراء عسكريون وشعراء قرأوا الدروس المستفادة من مجريات المعركة الخالدة.
وتحدث د. أبو رمان عن المعركة وأهمية توثيقها واستلهامها أدبياً وفنياً، معترفاً بمدى التقصير الحاصل على هذا المجال في أعمال ومسلسلات وما شابه، ودعا إلى ألا نتجاهل قيمة ما قدمناه تاريخياً وفكرياً، باعتبار الكرامة تضيء وجدان الأردنيين، وهو ما يستلزم الاهتمام بالتوثيق الشفهي للمعركة الخالدة. وتحدث أبو رمان عن أهمية الكرامة في ظرف عربي عصيب على أكثر من صعيد.
وفي الحفل الذي بُدئَ بآيات من الذكر الحكيم قرأها الاستاذ صائب القاضي، وعرض فيه فيلم توثيقي لدور الاتحاد في الاحتفال بمعركة الكرامة أعده الصحفي إبراهيم السواعير، وأداره عضو الاتحاد الأديب المحامي ضيف الله الوريكات، الذي سلط الضوء على معركة الكرامة والعبر المستخلصة منها.
وتحدث رئيس اتحاد الكتاب الشاعر عليان العدوان عن المعركة التي أعادت الثقة والعزّ للعرب، وأعطت مثالاً واضحاً على استبسال الجندي الأردني في معنويته العالية، مؤكداً اهتمام الاتحاد بقراءة المعنوية، ودروس الانتماء والولاء للتراب الأردني والعربي، والقيادة الهاشمية المظفرة، والوقوف على الاستراتيجية العسكرية والروح القتالية للجندي الأردني، والشحنات المعنوية الإيجابية للقيادة الهاشمية الحكيمة.
كما والقى مندوب رئيس هيئة الأركان مدير التوجيه المعنوي العميد عودة الشديفات كلمة القوات المسلحة عبر فيها عن صمود الجيش العربي الهاشمي في معركة الكرامة التي شكلت نقلة نوعية في تنامي الروح المعنوية العالية والقدرة القتالية النادرة التي يتمتع بها الجندي الأردني، مؤكداً أنّ النصر كانا منعطفاً هاماً في حياة الأمة العربية تحطمت خلاله أسطورة التفوق الإسرائيلي وتأكد للعالم أن في هذا الوطن جيشاً يأبى الضيم ويدحر العدوان ويذود عن حماه بالمهج والأرواح ويدافع عنه بكل ما أوتي من قوة. وقال الشديفات إن المعركة أعادت إلى الأمة احترام الذات بعد نكسة حزيران وأن النصر الذي حققه الجيش العربي الباسل البطل في هذه المعركة جاء في وقت كنا فيه بأمس الحاجة إلى ملامح نصر وعزة وكرامة وإلى وقفة كلها شرف وإباء وكانت معركة الكرامة التي هي أبرز نصر مبين يحققه جيشنا العربي المصطفوي للعرب عبر صراعنا الطويل مع إسرائيل.
وأكد الفريق الركن المتقاعد علي سلامة الخالدي أن النصر في معركة الكرامة هو نتيجة حتمية للعقيدة القتالية التي تعتنقها القوات المسلحة الأردنية، التي تؤمن أن إسرائيل دولة احتلال، ونموذج دولي للصلف والغرور والغطرسة، حيث يعتبر النصر ايضا تجسيدا للقيم العسكرية الزاهية للجيش العربي، كالشجاعة، والصبر، والمرؤة والنخوة، فهي معركة تبعث على الفخر، وتدعوا الاعتزاز وتثير الإعجاب، وهي إنجاز للجنود والقادة الأردنيين الذين امتلأت دواخلهم غيضاً، وقد جرحت مشاعرهم هزيمة حزيران، فكان الشوق للقتال كبيرا، للثأر والانتقام شفاءً لصدور المؤمنين.
وبدوره تحدث الوزير الأسبق حازم قشوع عن أهمية استنباط معاني الكرامة، بقيمها ورسالتها ودورها عبر محاور رئيسيه، ليتم صياغة فكرها عبر الشرعية التاريخية والدينية والنبوية التي تحملها رسالة بني هاشم والإرادة الشعبية المظفرة التي حملت عنوان الكرامة واستعادت كرامة الأمة بعد انكسارها عام 1967 لتكون الكرامة عنوان الإنجاز والانتصار والنصر المستحق للقيادة والشعب كما رفعت من معنويات الأمة بهذا الانتصار التاريخي.
كما تحدث قشوع عن الوحدة الوطنية المتجانسة التي بينتها الكرامة فكانت لها العنوان من خلال الوحدة الحقيقية التي سطرها الشعب الاردني الواحد الموحد فتحققت الإنجازات بانتصار الإراده والقيم الشعبية على القوة العسكرية المتمرسه التي كان يملكها العدو الصهيوني.
وركز قشوع على الجيش العربي بما يحمله من قيم وما يقوم به في رسالته للعروبة وعقيدته، وتناول مواقف الجيش العربي الخالد.
واوضح العين غازي الطيب عن معركة الكرامة انها المعركة الخالدة التي منها ولجالعرب للانتصار ووضعت العقيدة القتالية لدى الإسرائيليين على المحك فقد تم تدمير مقولة الجيش الاسرائيلي الذي لا يقهر اذ تم قهره من قبل نشامى وابطال الجيش العربي وكان ذلك في معركة الكرامة الخالدة … لقد كان يوم الكرامة يوم البطولة والفداء وكسر نشامى الجيش العربي بصمودهم وشجاعتهم واستبسالهم في الدفاع عن تراب الوطن الطاهر قوى الشر والعدوان المدجج بأحدث أنواع الأسلحة واكثرها تطوراً في العالم يرافقهم سلاح جو خطير كان له اليد الطولى في الحروب السابقة… نال الجيش العربي شرف الدفاع عن الأمة العربية طوبى لشهداء جيشنا وحمى الله اردننا وقائده المعظم.
واستعرض أمين عام اتحاد الكتاب محمود رحال هزيمة الجيش الذ لا يقهر من واقع كتب ألفها خبراء عسكريون، عارضاً لعدد مهم من آراء خبرائهم العسكريين التي تشيد بكفاءة جيشنا العربي والتكتيك والتصميم القتالي على أرض المعركة.
والقى الشاعر محمد سعيد المومني قصيدة تغنت بالمعركة وتصميم الأردن واستبسال الجيش العربي، معايناً الديار وميادين الوغى ومولد الكرامة العربية في هذه المعركة الخالدة.
وفي نهاية الحفل تم تكريم عدد من المشاركين في معركة الكرامة.