ونحن نقدم واجبات العزاء لذوي الشهداء الاردنيين وعموم المسلمين الذين استشهدوا في الحادثين الارهابيين اللذين استهدفا مسجدين في مدينة كرايتس النيوزيلندية أمس اثناء صلاة الجمعة،.. ونحن ندعو العلي القدير أن يمن ّ بالشفاء العاجل على المصابين في هذين الحادثين الأليمين، سواء كانوا أردنيين أو من كافة جنسيات العالم… فاننا نتساءل، وبصوت مرتفع حول خمس نقاط رئيسة:
أولاً: رغم كل استنكارات وشجب وتنديد العالم الذي فجع بهذه المجزرة، في منطقة شرق الكرة الأرضية تقام فيها صلاة الجمعة قبل جميع دول العالم ( لفرق التوقيت ).. هذه المذبحة البشعة بكل المقاييس الانسانية والدينية والأخلاقية، وكل الأعراف، الا أن كل ذلك لا يكفي أبدا، بل يجب أن تدق هذه (المذبحة أو الجريمة أو الفاجعة أو المأساة… سمّها ما شئت فالمصاب أعظم) يجب أن تدقّ ناقوس الخطر للعالم كله بأن الارهاب الذي لا دين ولا جنسية ولا هوية له ، يشكّل على أرض الواقع خطرا على شكل قنابل وألغام قد تنفجر في أي مكان وزمان، ولا بد من تكاتف الجهود لتجفيف منابعه، وعلى الدول والمنظمات والجهات التي خلقته وصنعته، ولا تزال ترعاه وتغذّيه لوجستيًا وفكريًا وإعلاميًا، التوقف عن ذلك،لأنها -وان خططت لاشعال نيران الفتنة بين متبعي الأديان أو بين المقيمين والمهاجرين أوبين أي فئة وأخرى لأغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية – فانها لن تستطيع حصر النيران التي قد تطالها في أي وقت.. والشواهد على ذلك كثيرة، وها هو الارهاب يضرب هنا وهناك ولا يفرق بين أحد.
ثانيًا: نتساءل عن الاعلام الغربي الذي تردد كثيرا، وتجنّب اطلاق وصف الارهاب على مجزرة قتل المسلمين بمسجدين في نيوزيلندا، وكأنّ قتل واصابة أكثر من 49 انسانًا مسلمًا بدم بارد لا يرقى لدرجة الارهاب، وأن ما جرى مجرد جريمة عادية !..ان الاعلام في هذه الحالة يكون جزءا من مشكلة (تغذية الارهاب) والتستر عليه!
ثالثًا: نيوزيلندا من أكثر دول العالم ديمقراطية وأمانًا واحتواء للرأي والرأي الآخر، واستهدافها بهذا الفعل الارهابي لا يعد استهدافًا للمصلين المسلمين الابرياء فحسب، بل استهداف للدولة النيوزيلندية بكل مكوناتها: الحكومية والامنية والاهلية وكل المقيمين على أرضها بأمن وأمان، الأمر الذي يستوجب احتياطات واجراءات أكثر حرصًا وحزمًا.
رابعًا: المجرم خطّط لجريمته منذ نحو سنتين، ونشر ما ينوي ارتكابه عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصوّر مشاهد القتل وكأنه يلعب (بلاي ستيشن).. وكل ذلك بلا رقيب من أحد؟!
خامسًا: من يحمي المسلمين المستضعفين في كل بقاع العالم من تبعات «الاسلامفوبيا»، حيث تربط المنظمات اليهودية والصهيونية واعلامهما الاسلام بالارهاب؟ أين دور العالم الاسلامي والعربي والمنظمات الاسلامية والعربية في حماية من يريد أن يعبد الله في بيوته بأمن وأمان؟
ختامًا.. ما جرى يجب أن يوجّه رسالة خطر دامية لكل العالم، بضرورة التكاتف لمواجهة الارهاب، فكرًا وسلوكًا وإعلامًا وفعلاً، لأن خطره على الجميع، بغضّ النظر عن الديانة وعن التاريخ والجغرافيا، أو عن الجنسية أو الجنس أو اللون.. فالإرهاب بلا ملّة ولا ضمير يضرب الجميع، وقد آن الأوان لتوحيد الجهود بصورة أكبر.. وإلا فالقادم أسوأ !!
المذبحة..!! / عوني الداوود
10