هي دموع الولاء حد الفناء تلك التي ذرفها حسن نصر الله عندما شاهد علي خامنئي يعانق بشار الأسد في طهران .
هكذا قال هو نفسه لنساء تحلقن حوله في لقاء خاص جمعه مع هيئات الحزب النسائية لمناسبة ما يعتقدونه ذكرى ميلاد السيدة فاطمة رضي الله عنها ، حيث قال لهن : ” عندما رأيت صورة الإمام القائد مع الرئيس بشار دمعت عيناي ” .
نقرأ في دموع نصر الله من غير ما قلناه ، كيف أن هذا الرجل أشد بهجة من سيده المرشد الذي لم نر له دموعا في الصورة اياها ، وإذاما بكى نصر الله فرحا لاعتقاده بأن مرشده هو من أنقذ الحكم في سوريا فإن اعتقاده هذا سيتلاشى ذاتيا عندما يتذكر بأن قاسم سليماني هو الذي هرع الى موسكو بأوامر من إمامه القائد طلبا للنجدة ، بعد ان كان سقوط النظام قاب قوسين أو أدنى ، فدخلت روسيا الحرب رسميا بحابلها ونابلها ، لتنطلق حملات القصف الجوي والصاروخي وتدمير ما تبقى من المدن السورية السنية على رؤوس أصحابها .
مشهد عناق الاسد وخامنئي ، والذي استدعى دموع نصر الله فهاجه استعبارُ ، لا يمكن ان يكون ترجمة لفخر أو احساس بنشوة نصر أو ما شابه ، لأن هذا الفخر وهذا النصر لم يكونا اصلا حيث فشل حزب الله وقوات الحرس وميليشيات أيران بمختلف مسمياتها في منع المعارضة من احتلال دمشق ووصول مسلحيها الى بضعة مئات من الأمتار من القصر الرئاسي .
لقد تناسى نصر الله دامع العينين والفخور بزيارة الاسد لطهران أن بوتين سبق وجاء بالرئيس الى موسكو عبر طائرة نقل ، تماما كما جاء به وزير الدفاع الروسي إلى قاعدة حميميم ، في الفيديو المتداول أياه في أكبر اهانة يتعرض لها حاكم على رأس عمله .
أي نصر وأي فخر فجرت دموع السيد وسوريا كلها باتت محتلة من كل دول الأرض بمن فيها ميليشيات الحزب الاجرامية الطائفية ..
دموع نصر الله ترقرقت من عينيه لمشهد الأسد وخامنئي يتعانقان ، وأين ؟ .. أمام حشد نسائي ، على بضعة أمتار منه مئات الخيم لآلاف اللاجئات السوريات اللواتي يندبن ويبكين أزواجا وأبناء وأخوة قتلهم نصر الله وخامنئي والنظام بدم بارد .
إنها ليست دموع فرح طبيعي ، بل دموع انتماء للطائفة حد الموت ، .. الموت فداء لخامنئي ، ذلك المرشد الأعلى الغارق بالدماء .