عروبة الإخباري – تحيي جمهورية أذربيجان هذه الأيام الذكرى السابعة والعشرين على مأساة مدينة خوجالي إحدى أبشع المآسي في تاريخ أذربيجان خلال القرن العشرين،وبهذه المناسبة صدر عن سفارة أذربيجان في عمّان تصريح صحفي تاليا نصه:
اليوم تستذكر سفارة جمهورية أذربيجان الذكرى السابعة والعشرين للإبادة الجماعية التي وقعت في مدينة خوجالي الأذربيجانية وذلك تجسيدا وتخليدا لأرواح الذين قضوا شهداء وضحايا لتلك المجزرة التي وقعت يوم السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1992 ميلادي على يد القوات الأرمنية بمشاركة الفوج 366 التابعة للقوات الاتحاد السوفيتي السابق والمتمركز في حينها في مدينة خان كاندي في كاراباخ الجبلية بعد حصار لمدينة خوجالي الأذربيجانية دام ما يقارب أربعة أشهر دخلت القوات الأرمينية بالدبابات والمدرعات والأسلحة الثقيلة ودمرت المدينة البالغ عدد سكانها آنذاك سبعة آلاف نسمة ،وعاثوا فيها خرابا ودمارا وقتلا للناس الأبرياء المسالمين العزل.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن واقعة خوجالي كانت حلقة في سلسلة المذابح والاعتداءات التي نفذها الأرمن ، فقد اقتحمت الوحدات الأرمينية المسلحة مدينة خوجالي التي كان يقطنها 7 الأف نسمة وقتلت 613 شخص بينهم 63 طفلا ، و106 امرأة و70 شيخا ، وأصبحت 70 عائلة في عداد المفقودين ، وقد جرح 487 مدنيا وأسر 250 شخصا وقد كان الهدف الرئيسي من اقتحام هذه المدينة هو التطهير العرقي للمنطقة من سكانها الأذربيجانيين مستخدمة أساليب الإبادة الجماعية المنظمة. مذبحة خوجالي التي أرتكبها الأرمن في حق الشعب الأذربيجاني تأتي في سلسلة المذابح التي قام بها الأرمن ضد الأذربيجانيين في السنوات ( 1905 ، 1907 ، 1918، 1948 و 1953) ، وجاءت هذه المذبحة ضمن السياسة العدوانية التي تمارسها جمهورية أرمينيا ضد جارتها أذربيجان والتي تمت نتيجة احتلال 20%من الأراضي الأذربيجانية وتشريد أكثر من مليون مواطن من ديارهم الأصلية .ولم تكتفي القوات الأرمينية بهذه المذبحة بل توالت عمليات القتل والإبادة الجماعية لتنال العديد من المواطنين الأذربيجانيين الأبرياء كما قامت بحرق وتدمير المقدسات الإسلامية والمدارس والآثار التاريخية التي تخص حضارة الشعب الأذربيجاني.
وإنه تخليدا لذكرى الشهداء الذين سقطوا في هذه المجزرة الرهيبة فقد أعلن المجلس الوطني لجمهورية أذربيجان (البرلمان ) يوم السادس والعشرين من فبراير من كل عام يوما للحداد الوطني لتبقى هذه المأساة الأليمة راسخة في وجدان الشعب الأذربيجاني ليستذكر الشهداء الذين قضوا في هذه المجزرة ظلما وعدوانا.
لقد نفذت القوات الأرمينية جريمتها وحاولت طمس معالمها بعمليات التصفية الجماعية لسكان مدينة خوجالي إلا أن مواطني خوجالي ممن نجوا من هذه المجزرة وبقوا على قيد الحياة قد تشبثوا بأرضهم وبيوتهم وأصبحوا مثلا حيا لملايين الأذربيجانيين على قدسية أراضيهم وحقهم التاريخي في أرضهم ووطنهم وشاهدا أمام العالم اجمع على هذه المجزرة الرهيبة ومأساة القرن العشرين فقد كان صحفي اذربيجاني هو أول من استطاع تصوير الفضائع التي حصلت في خوجالي ، كما أن مجموعة حقوق الانسان قد اصدرت بيانا مفاده أن عدد كبير من الجثث قد تم التمثيل بها وقد لاحظ الاطباء الشرعيين بانه لا يقل عن اربع جثث قد سلخت وقطعت فروات رؤوسهم وانه قد تم تقطيع احد الافراد حيا.
من حق الشعب الأذربيجاني أن يتوجه للعالم باسره ويعرض قضيته العادلة على الرأي العام كباقي الشعوب الأخرى في مختلف أنحاء العالم ، وأن يستذكر تاريخه الأبي الأصيل ، ومن حقه ايضا أن يعبر للرآي العام الدولي وينقل الصورة الحية لواقع العدوان الغير مبرر الذي وقع على أراضيه في مرحلة من مراحل تحرره الوطني ، لا سيما وإن النزاع حول ناغورني كارباغ التي هي جزء لا يتجزء من الأراضي الأذربيجانية ما زال مستمرا.
إن العالم الحر والمعاصر الذي يحارب الارهاب بكافة اشكاله وأنواعه ويعمل جاهدا على سن القوانين والتشريعات التي تحفظ حقوق وسيادة الدول ومواطنيها يدين العدوان الأرمني على جمهورية أذربيجان ويؤكد على سيادتها ووحدة اراضيها التاريخية ، كما يساند حق الشعب الأذربيجاني في قضيته العادلة المتمثلة في عودة أكثر من مليون لاجيء الى ديارهم وحل قضية النزاع بين أرمينيا واذربيجان حول منطقة ناغورني قاراباخ بالطرق السلمية.
لم يصمت الرأي العام العالمي أمام هذه العمليات والممارسات الغير انسانية ضد شعب مسالم فقد طالبت منظمة الأمم المتحدة من جميع دول العالم شجب وإدانة الإرهاب الأرمني وتصنيفها على أنه جرائم حرب.
لقد فتح قبول اذربيجان وهي جزء لا يتجزأ من العالم الاسلامي بتاريخها وقيمها الدينية والحضارية كعضو في منظمة التعاون الإسلامي عام 1991 افاقا جديدة حيث لقيت اذربيجان الدعم المستمر من المنظمة والدول الاعضاء فيها.
كما وقد صدرت عدة بيانات عن المنظمة تؤيد وتدعم فيها موقف أذربيجان في نزاعها مع ارمينيا وكانت المنظمة تقدر النزاع على انه (الاعتداء الأرمني على أذربيجان) وقد تبنت منظمة التعاون الاسلامي (21) المنعقدة في كراتشي عام 1993 و22 في كونكري 1995 لوزراء خارجية منظمة التعاون الاسلامي وقد تم تغيير اسم القرار المعني في المؤتمر 24 المنعقد في جاكرتا عام 1996 ليسمى “اعتداء جمهورية أرمينيا على جمهورية أذربيجان.
كما اضيفت نصوص جديدة للقرارات مثل :
– دعوة كل الدول للامتناع عن تجهيز الاسلحة والذخائر التي تشجع المعتدي لتعميق النزاع ، وعدم استخدام اراضي الدول الاعضاء بالمنظمة لمرور المعدات العسكرية
– الدعوة لممارسة الضغوط السياسية والاقتصادية لوضع حد للاعتداء الارمني واحتلال الاراضي الاذربيجانية.
– كما وطالبت عدة مرات بتسوية النزاع بين ارمينيا واذربيجان وشددت على وحدة وسلامة اراضي أذربيجان ، والمطالبة بالإنسحاب الغير مشروط للقوات الأرمينية من الاراضي الأذربيجانية.
ومن الجدير بالذكر انه وخلال الوضع الحالي الذي يشهده اقليم ناغورني كارباخ والذي تمثل في قيام أرمينيا بالهجوم على حدود اراضي أذربيجان المحتلة وتسبب في مقتل اشخاص ابرياء واحداث اضرار جسيمة بالممتلكات ، وعدم التزام ارمينيا بالقوانين الدولية لوقف اطلاق النار ، فقد طالبت منظمة التعاون الاسلامي بالانسحاب الفوري وغير مشروط والكامل للقوات الارمينية من الاقليم ومن اراضي أذربيجان المحتلة الاخرى، كما ادانت جميع الدول الاعضاء في المنظمة الهجوم السافر على حدود جمهورية أذربيجان واصرار ارمينيا على استئناف القتال وعدم احترامها للهدنة واستمرارها في سياستها العدوانية.
يجب التأكيد بأن شعب وحكومة أذربيجان سوف لن يتخلى عن ترابه الوطني في اقليم ناغورني قارباغ المحتل ويطالب باسترداده بالطرق السلمية وهم مصممون وماضون في طريق استرداد أراضيهم المحتلة من قبل ارمينيا.
ومن جهة أخرى فقد أكدت جمهورية أذربيجان مرارا وتكرارا عن رغبتها وسعيها إلى حل النزاع الأرمني الأذربيجاني بالطرق السلمية في إطار مبادئ تسوية النزاعات بين الدول على أسس سلمية وضمن مرجعية القانون الدولي وعدم المساس بسيادة الدول واحترام حقوق الانسان غبر أن أرمينيا ماضية ومستمرة في عدوانها ،
ففي 2 أبريل 2016 قامت أرمينيا باستهداف المدنيين المقيمين في الأراضي المجاورة للمنطقة المواجهة لاقليم ناغورنو قرة باغ ، حيث أطلقت أرمينيا نيران أسلحتها بكثافة على مواقع القوات المسلحة الأذربيجانية على طول خط المواجهة. ونتيجة للقصف المدفعي من القوات المسلحة الأرمينية قتل عدد من المدنيين وأصيب أخرون بجروح خطيرة ، بالإضافة الى الحاق أضرار جسيمة في العديد من الممتلكات الخاصة والعامة . وقد اتخذت القوات المسلحة الأذربيجانية التدابيرالمضادة اللازمة داخل حدودها المعترف فيها دوليا لضمان سلامة السكان المدنيين ، وذلك من أجل وقف استفزاز أرمينيا وردعها عن ارتكاب المزيد من العدوان. وقد صدر عن وزارة خارجية جمهورية أذربيجان بيان رسمي بهذا الشأن .
حيث انه على مدى السنوات الماضية أصبحت هذه الانتهاكات والاستفزازات المسلحة من قبل أرمينيا على نحو أكثر شيوعا وعنفا و المتمثلة بمهاجمة جنود عسكريين ومدنيين أذربيجانيين باستخدام الأسلحة الرشاشة من العيارالثقيل والمدافع علما بأن محاولات أرمينيا البائسة بالقاء اللوم على أذربيجان تهدف الى تصعيد الوضع في الخط الأمامي في محاولة لتعزيزمدافعها الثقيلة في الأراضي الاذربيجانية المحتلة ونشر صواريخ وقوات مدفعية إضافية وطائرات الهليكوبترالعسكرية لتعزيز قواتها وإجراء معارك حادة بينها و بين أذربيجان في الأراضي الاذربيجانية المحتلة.
كذلك سعت جاهدة إلى تضليل شعب أرمينيا والمجتمع الدولي ككل عن المسؤول الرئيسي خلف هذا الصراع ، وقد استرعت أذربيجان مرارا وتكرارا انتباه المجتمع الدولي بأن الوجود غير الشرعي للقوات المسلحة الأرمنية في الأراضي الأذربيجانية المحتلة يعد سببا رئيسيا لتصعيد الوضع ولايزال يشكل تهديد السلام والاستقرار الإقليمي ، من خلال الاستفزازات المستمرة من قبل ارمينيا وتصعيد الاوضاع ، وتعزيز قواتها العسكرية في الأراضي الاذربيجانية المحتلة ،وتغييرها الغيرقانوني للطابع الديموغرافي والثقافي والبشري للأراضي المصادرة المحتلة والانخراط في الأنشطة الاقتصادية الغير مشروعة و غيرها من الانشطة ، بمافي ذلك نقل وترحيل للسكان الأرمن الى هذه الأراضي والتي تتبعه دفاعا واضحا يتمثل في ضم الأراضي الأذربيجانية الى أرمينيا وترسيخ الوضع الحالي، والذي يعد أمر غير مقبول وغير قابل للاستمرار كما صرح به رؤساء مجموعة مينسك التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا،
ومن الجدير بالذكر أيضا ان أرمينيا تقوم بصد جميع مبادرات رؤساء مجموعة مينسك بمافي ذلك المقترحات الأخيرة الصادرة من وزيرالخارجية الروسي سيرغي لافروف مما أدى إلى عرقلة عملية التفاوض. وهذا يثبت مرة أخرى أن يريفان عاصمة أرمينيا ليست مهتمة حقا في السعي إلى الوصول لتسوية سياسية للصراع المسلح بين البلدين.
ويتم تسليط الضوء على القواعد الأساسية لتسوية الصراع من خلال قرارات مجلس الأمن للأمم المتحدة 822 (1993)، 853 (1993)، 874 (1993) و 884 (1993) وقرار الجمعيةالعامة للأمم المتحدة 62/243 (2008)، الذي يدين استخدام القوة ضد أذربيجان واحتلال أراضيها والتأكيد على سيادة ووحدة أراضي أذربيجان وحرمة حدودها المعترف بها دوليا.ومن خلال تلك القرارات أكدت الأمم المتحدة أن منطقة ناغورني قرة باغ هي جزء لا يتجزأ من أذربيجان وطالبت بالانسحاب الفوري والكامل وغيرالمشروط وانهاء الاحتلال من جميع الأراضي المحتلة في أذربيجان.
أذربيجان تدعو المجتمع الدولي إلى مطالبة أرمينيا بوقف الاحتلال الغيرالمشروع للأراضي أذربيجان ، وسحب قواتها من جميع الأراضي الأذربيجانية المحتلة مصادرة والمشاركة وفقا للقرارات ذات الصلة الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بالإضافة الى معايير ومبادئ القانون الدولي.
إن الشعب الأذربيجاني شعب حضاري غني بتراثه الذي يمتد الى أعماق التاريخ مسالم يدعو إلى الحرية والسلام والاستقرار ، ويطمح إلى اقامة علاقات حسن الجوار مع جميع الدول المجاورة دون التدخل في شؤون الغير ولا سيما الشعب الأرمني الذي يشاركه الحيز الجغرافي والتاريخي.
إن جمهورية أذربيجان تؤكد على التزاماتها الدولية والاقليمية من خلال المنظمات الدولية والاقليمية على تعزيز الامن والسلام الدوليين كما وتسعى دائما الى اقامة علاقات طيبة مع جميع الدول تقوم على اساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير واحترام الشرعية الدولية وحل الخلافات والنزاعات بين الدول بالطرق السلمية وفقا لاحكام القانون الدولي من خلال الحوار والوساطة ،
كما وتناشد المجتمع الدولي المبادرة بادانة عمليات سفك الدماء في أذربيجان التي وقعت على يد القوات الارمنية طوال القرن العشرين ، وتستنكر سياسة التطرف والتطهير العرقي التي تمارسها ارمينيا ضد أذربيجان ، وترى دوما ان مستقبل جمهورية أذربيجان يقوم على الديمقراطية وبناء المجتمع المدني القائم على احترام حقوق الانسان كما وندعو لإيجاد حل عادل لقضية منطقة ناغورني قراباغ ، ووضع حدا لعدوان أرمينيا ضد أذربيجان والمحافظة على وحدة أراضي جمهورية أذربيجان لا سيما وإن سكان خوجالي الأن موزعين حاليا في ما يقارب 48 منطقة بصورة مؤقتة.
إن الممارسات التي تنتهجها أرمينيا ضد أذربيجان تعتبر انتهاكا للقوانين والمواثيق الدولية ومن بينها (اتفاقية جنيفا) والتصريح العالمي لحقوق الانسان والميثاق الدولي لحقوق المواطنين السياسية والميثاق الدولي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والتصريح عن حقوق الطفل وغيرها من التصريحات والاتفاقيات والمواثيق الدولية الأخرى.
إن حكومة جمهورية أذربيجان تثمن موقف المملكة الاردنية الهاشمية الشقيقة في دعمها لاذربيجان في قضيتها المصيرية في قضية ناغورنو كارباغ بالامم المتحدة وكافة المنظمات الدولية ، وإصدرها بيان من مجلس الاعيان الاردني الذي أدان فيه وشجب هذه الإبادة الجماعية في مدينة خوجالي .
ومن الجدير بالذكر بأنه قد صدر بالمملكة كتاب عن النزاع الارمني – الاذربيجاني بعنوان : ( نزاع ناغورني قرباغ والقانون الدولي من إعداد الكاتب الاردني عمر العرموطي )
وفي هذا المقام تتوجه سفارة جمهورية أذربيجان لدى المملكة بتوجيه الشكر الجزيل لحكومة المملكة الأردنية الشقيقة لاتاحتها الفرصة بأن تحي هذه الذكرى وتستذكرها سنويا من خلال السفارة على ارض المملكة ، كما وتنظر بعين التقدير والاحترام لموقف الأردن المعتدل الحكيم اتجاه قضية أذربيجان العادلة المنبثق في سياق قرارات المنظمات الدولية التي نحترمها،