عروبة الإخباري – يوسف الزعبي-
انه نهج الهاشميون الطيب والمبارك في القيام بالزيارات والتواصل مع ابنائهم واخوانهم في الوطن الواحد من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربة،فالكل سواسية لا تفرقه بين احد سوى بمدى الاخلاص والعمل من أجل الوطن ورفعته. انها العلاقة الشرعية الصحيحة والصحية بين الراعي والرعية من خلال سماع المواطنين مباشرة وتلمس سيد البلاد لحاجاتهم، هذا ما قلته لأحد الأصدقاء عن زيارة مرتقبة لجلالة الملك عبدالله الثاني الى لواء الرمثا الحدودي مع سوريا في اقصى الشمال.
نعم..الاردن دولة المؤسسات والقانون، وايضاً دولة الحاكم العادل المتسامح الذي فتح ذراعيه للمستضعفين واللاجئين من أمته وكافة بقاع الدنيا، رغم الامكانات الصعبة، ويعمل الملك على راحة شعبه ويجوب أنحاء العالم من اجل حياة كريمة لهم، الذين عانوا من ظروف اقتصادية صعبة جراء ما يحيط بوطنهم من حروب وعدم استقرار سواء في سوريا والعراق ومصر وفلسطين المحتلة.
لواء الرمثا العزيز على الوطن،الذي يصل عدد سكانه الى اربعمئة الف نسمة، كان الأكثر تأثراً بما جرى في سوريا، كون اللواء يعتمد بشكل جذري على التجارة مع سوريا، ونتذكر معاً بأن اسواق مدينة الرمثا ظلت قبل الأزمة يرتادها كافة ابناء الوطن من مختلف محافظات المملكة ومن فلسطين وبعض الدول العربية ، فكانت المدينة منطقة حرة للبضائع السورية واللبنانية والتركية، وقد تضرر في الازمة ما يزيد عن ثلاثة آلاف محل تجاري وتوقفت عن العمل ، وتضررت ما يزيد عن أربعة الاف سيارة (بحّارة) تعمل على خط سوريا ولبنان، وطبعاً انعكس ذلك على كافة المهن والاعمال المرتبطة بالحركة التجارية بالمدينة، ولا ابالغ ان نسبة 80% من ابناء اللواء يعتمدون على التجارة مع سوريا ، كذلك يوجد باللواء اكثر من ثلاثة آلاف شاحنة كانت تعمل بشكل رئيس على خط العراق توقفت عن العمل تقريباً ، ومن هنا فإن الرمثا بعدما كانت اكثر المدن الأردنية إزدهاراً وتقدماً بخطى سريعة ونهضة عمرانية واقتصادية وثقافية متنوعة تراجعت وتدهورت الأوضاع فيها خاصةً المعيشية، وبما تظهره معدلات الفقر والبطالة العالية بين صفوف شبابها تحديداً وبمقايس خطيرة، إضافة الى ذلك كان ابناء اللواء يستقبلون اشقائهم السوريين منذ بدء الازمة عام 2011 ضمن” معاملة المهاجرين والانصار” ، وقد فاق عددهم الـ 200 الف، اغلبهم من ابناء محافظة درعا المدينة السورية التوأم للرمثا على الجانب الأردني في كل شيء، فهي التلة وحدها التي تفصل المدينتين بمسافة 10 كلم.
لواء الرمثا بحكم عوامل القربى والتركيبة السكانية والتاريخ والدين والموقع والنشاط التجاري مع محافظة درعا، هو الاقدرعلى فتح البوابة السورية الى التجارة والصناعة الاردنية ، كذلك هم الاحوج حالياً لذلك بالنظر الى أحوالهم التي تدهورت جراء الحرب بسوريا.
جلالة الملك الذي سعى منذ بداية الازمة الى حل سياسي عادل بسوريا وبعيداً عن إراقة الدماء ، ودعا الى المحافظة على وحدة سوريا السكان والمكان والتخلص من الجماعات الارهابية وكافة القوى الخارجية التي استباحت الأرض السورية…وبعد ان هدأت جبهة الجنوب وتحققت الانتصارات على الجماعات الارهابية، فإن الدعوة الرسمية الاردنية اليوم تكمن بعودة سوريا الى الحضن العربي الطبيعي وعدم السماح للقوى الطامعة باستغلال ظروف سوريا ووضعها تحت نفوذها ووصايتها، لذلك أبقى الاردن على خطوط تواصله الرسمية والخاصة مع سوريا، وزادت بالآونة الأخيرة بعدما تكللت النجاحات بعودة الهدوء الى المنطقة السورية الجنوبية جراء التفاهمات الاردنية السورية الروسية، كذلك فتح حدود جابر مع سوريا. ومع ذلك ظلت الحركة التجارية دون المأمول.
كما قلنا في البداية انه نهج التواصل وتلمس الحاجات بين الراعي والرعية للقادة الهاشميين عبرالتاريخ، فلا شك بأن جلالة الملك يعرف تماماً ان لواء الرمثا هذا الجزء الغالي من الوطن قد عانى عبر السنوات الماضية جراء الحرب السورية لعوامل عديدة ،أبرزها تتعلق بعدم الاستقرار بالجانب السوري، وهو يزور اللواء ولديه نهج التفاؤل والحلول والرؤى الطموحة المرتبطة بالإنفتاح الاقتصادي على اسواق العراق وسوريا…وان القادم افضل، لذلك سيكون الملك في مدينة الرمثا ليستمع الى اخوانه وابنائه من رعيته، وهو لقاء القلوب والمحبة المتكاملة، وهناك مطالب من ابناء لواء الرمثا بتحويله الى محافظة ، والعمل مع الجانب السوري لفتح معبر الرمثا- درعا، واقامة منطقة حرة وجمارك في المنطقة الشرقية للمدينة بالقرب من الحدود للاستفادة من اعادة الاعمار في سوريا واستفادت الصناعة والتجارة الاردنية من ذلك ، ولاهل الرمثا الامكانات الكبيرة لإنجاح هذا التوجه الإستراتيجي لا سيما وان توأم المدينة هو محافظة درعا وسكانها يتجاوز الـ 2 مليون ينتظرون ذلك ويعطون الأولوية لهم،عطفاً على موقفهم خلال الأزمة، كما ان هناك رؤى وبرامج تتعلق بالاستفادة من وجود جامعة العلوم والتكنولوجيا ومستشفى الملك المؤسس ومدينة الحسن الصناعية في اراضي المدينة وانشاء مستشفى عسكري.
وكالة كل العرب الاخبارية