بنيت الاستراتيجية الصهيونية على قاعدة النكران لوجود شعب عربي فلسطيني يعيش في وطنه التاريخي فلسطين.
ومما يميز الصراع مع الحركة الصهيونية وعصاباتها أنها اتخذت من الديانة اليهودية ذريعة ومبررا لإقامة كيان استعماري احلالي يتم احلاله بديلا لشعب أصيل (الشعب الفلسطيني ) عبر ارتكاب المجازر ومختلف أشكال الجرائم بغية طرده من أرضه ووطنه والتي نجح جزئيا بتحقيق المرحلة الأولى من مؤامرته المدعومة استعماريا عام 1948.
وجدت أن هذه المقدمة ضرورة في هذه المرحلة التي تتكالب بها قوى الأعداء والخصوم بادواتها الاقليمية والداخلية للإنتقال إلى مربع جديد من مؤامرتها بحق فلسطين وشعبها بعد أن خيل لها أن الظرف الرسمي العربي يمكنها من الانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني الذي تجسده منظمة التحرير الفلسطينية الممثل
الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني المتمثل في :
—- النضال بكافة الوسائل للتحرر والحرية والاستقلال
—- إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
—- تمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
لقد شكلت إنطلاقة الثورة الفلسطينية بقيادة حركة فتح عام 1965
—- الأساس البنيوي والوجودي والسياسي والوطني للشعب الفلسطيني .
—- شرعية تمثيل الشعب الفلسطيني الذي اكتسبته منظمة التحرير الفلسطينية بنضالها على كافة الأصعدة العربية والإسلامية والصديقة والدولية.
هذه الشرعية مكنت قيادة الشعب الفلسطيني من تحقيق إنجازات ينبغي من جميع مكونات الشعب الفلسطيني والعربي وأحرار العالم البناء عليها منها :
—- شكلت السد المنيع أمام امكانية نجاح المخطط الصهيوني الذي جسدته مبادرة إدارة الرئيس الأمريكي ترامب المعروفة باسم ” صفقة القرن ” .
—- إجهاض محاولات ايجاد قيادة بديلة للشعب الفلسطيني بالرغم من كل الاغراءات والمحاولات التي بذلت ولا تزال تبذل بدعم إقليمي تارة ودولي تارة آخرى.
—- عدم تمكين بعض الأنظمة العربية من تقديم أوراق اعتمادها لدى الكيان الصهيوني كبديل عن منظمة التحرير الفلسطينية او بزعمها قدرتها على ذلك عبر ممارسة نفوذها عبر قوى تعتبرها أدوات لها.
—- نجاح الدبلوماسية الفلسطينية بكسب الدعم السياسي والقانوني للحقوق الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة وفي المؤسسات الدولية.
—- نجاح الدبلوماسية الفلسطينية بعزل المواقف الترامبية النتنياهوية في اروقة الأمم المتحدة وخاصة تلك القائمة على فرض سياسة الأمر الواقع بهدف إدامة الاحتلال ومصادرة حق الشعب الفلسطيني بتقرير المصير واقامة دولته المستقلة.
—- فضح وتعرية الجرائم والانتهاكات الصهيونية أمام العالم وحشد القوى لادانتها والمطالبة بوقفها والتعبير عن دعمها للشعب الفلسطيني وحقوقه العادلة.
هذه الإنجازات ما كان لها ان تتحقق دون التفاف ودعم الشعب لمنظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها.
هذه الشرعية مستهدفة للاعتبارات التالية :
اولا : إضعاف الموقف الفلسطيني دوليا.
ثانيا :إضعاف الجبهة الداخلية الفلسطينية خدمة للمشروع الصهيوني.
ثالثا : ترسيخا للانقسام الذي لم يخدم ولن يخدم سوى الكيان الصهيوني العنصري.
رابعا : تدمير أي منجزات على الأرض الفلسطينية.
خامسا : تمكين قوى إقليمية بادواتها من شق طريق تنفيذ صفعة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية عبر الانقضاض على الثوابت المتوافق عليها وطنيا في المجلس الوطني الفلسطيني.
سادسا : استدراج الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة إلى حرب اهلية دموية وما الاعتداء على مكتب قناة فلسطين في غزة ومنع الاحتفال بانطلاقة فتح إلا خطوة بهذا الإتجاه.
المطلوب :
من جميع مكونات الشعب الفلسطيني وقواه السياسية والشعبية رص الصفوف والالتفاف حول منظمة التحرير الفلسطينية وقيادتها الشرعية فهذا هو السبيل لهزيمة وإجهاض كافة المؤامرات الإقليمية والدولية مهما اتخذت من عناوين وأدوات .
والمطلوب من الدول العربية دعم الشرعية الفلسطينية باستراتجياتها التي عبر عنها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وأولى عناوين الدعم —“عدم التدخل في الشؤون الداخلية الفلسطينية
—- ووقف كافة اشكال العلاقات والتطبيع مع دولة العدوان والتوسع وقادتها مجرمي الحرب.
وهذا أضعف الإيمان. …….؟ !
استهداف الشرعية الفلسطينية. ..لماذا ولمصلحة من ؟ / د فوزي علي السمهوري
13
المقالة السابقة