عروبة الإخباري – نظمت مديرية ثقافة الزرقاء مساء أمس في مركز الملك عبد الله الثاني الثقافي حفل إشهار وتوقيع ديوان شعر “عربية حمراء” للشاعر إسلام علقم.
وحضر حفل التوقيع الذي أدارته الكاتبة لادياس سردي، مدير ثقافة الزرقاء رياض الخطيب وجمع من الشعراء والكتاب والمهتمين .
وقرأ علقم العديد من قصائد الديوان التي تنوعت مضامينها الوطنية والغزلية والفكرية والاجتماعية والإنسانية، اذ رافقه الفنان طه المغربي بالعزف على آلة العود.
وقدم الكاتب أحمد أبو حليوة نبذة عن حياة الشاعر إسلام علقم وعن ديوان الشعر الصادر عن وزارة الثقافة للعام الحالي ويحتوي نحو 130 قصيدة متنوعة، فيما وقع الشاعر علقم ديوانه للحضور.
قدّمت الحفل القاصة لادياس سرور بأسلوبها اللطيف الرقيق، ومما جاء في تقديمها للشاعر إسلام علقم: “شاعرٌ يملكُ منَ الحلمِ الكثير، سهلٌ ممتنعٌ يحملُ فلسفتَهُ الخاصة، يأخذُكَ لمداراتٍ منَ النور، ويجولُ بكَ خفايا النفس، فلا تعودُ اليكَ إلّا محملاً بك، على هيئةِ ملاكٍ يشبهُكَ حدَّ الدهشة”.
وأما في تقديمها للكاتب أحمد أبو حليوة الذي ألقى شهادة إبداعية ونقدية في الشاعر فقد قالت: “ها نحنُ بحضرةِ نجمٍ نستمدُ منهُ النورَ والعطاء، فكلَّما توهجَ ظننْتُهُ شمساً، وإذْ بهِ سماءً وبحراً، ذلكَ الرجلُ الآخرُ الذي حملَنا طويلاً على أكفٍ منْ أملٍ وإبداع، والذي علمَنا الكثيرَ وسطَ ضجيجِ أنفسنا”.
في حين قدّمت عازف العود الفنان طه المغربي بقولها: “أرحبُ بتلكَ الأوتارِ التي ستداعبُ مسامعَنا، وتراقصُ شغافَ القلب، حيث سيرافقُنا عزفاً على العودِ منْ يحملُ تلكَ الدهشةَ التي ستغوصُ لعمقِك، ثمَّ تنتشلُكَ منكَ على هيئةِ شهقة”.
وألقى الكاتب أحمد أبو حليوة كلمة في رفيق عمره الشاعر إسلام علقم، ومنها قوله: “يا صاحبي الخيالي ليس مثلك إلاك، والذي رأيته وأراه بأمّ عينيّ منذ قرابة الثلاثة عقود، ينمو ويزدهر أمامي على صعيد إنساني طيب وأنيق، وأدبي مميز في شعره السلس كجدول، والخصب كغيمة، واللطيف الوقع كقبل الفراش على خد الورد، حين يكتب قصائده من رحيق تجاربه ورؤاه، وهذا الخيال الفسيح الآخذ به إلى حيز وافر في بحر الشعر والإبداع”.
ليكمل حديثه بعد ذلك بكلمة أخرى في ديوان “عربية حمراء” الذي قال فيه: ” ماذا يريد الشاعر من الشعر، أتساؤل، ويرد الشاعر: “أنا ما أردت حبيبة عمر.. لتبقى وتشقى.. فيومي تقوقع في بئر ذكرى.. وما عدتُ أنسى.. لأصنع أخرى”، إذن هو ديوان يحمل تلقائياً أجوبة يطرحها القارئ عليه من بعيد، فيرتد عليه صدى الإجابة بين ثنايا السطور، وهذا هو شكل من أشكال الأدب: التحفيز على الاستفسار والبحث، ومن ثم الإتيان بالإجابات التي لا تخضع لمنطق العلم، بقدر ما تستسلم لخفق النفس وتداعي الحالة، وهذا ما أقرّ به الشاعر اعترافاً في قصيدته المعنونة (أنا قصيدتي)”.
وقرأ الشاعر إسلام علقم مجموعة من قصائد الديوان على جولتين، حيث ألقى فى الأولى قصائده ( تواعد الريش) و(ورد الجبل) و(ما يخفى) ومن الأولى هذا المقطع: ” تماهي على ربوة في الخريف.. بلون السحابِ المُطلِّ الخفيف.. تلوّي بُخارا.. توالدَ رقصا.. فإنّ الصّفار وجوه تُغني.. وتلك السماء.. حضور كثيف”.
وأكمل في الجولة الثانية الإلقاء، فقرأ قصيدة (بلا بلل) وقصيدة (استعادة) وقصيدة (بصر مقعر)، ومن الأخيرة قوله: “أرى كلّ شيء تماهى لأصغر.. خبز الغَلابا وحَبّ الفلافل.. وذاك الصباح.. فكم كان أكبر”.
هذا ويذكر أن عازف العود الفنان طه المغربي رافق الشاعر عزفاً أثناء الإلقاء، كما انتهت كلّ جولة بتقاسيم عذبة من عوده الرنان، ليختتم الحفل بفلم قصير أعدّته وأخرجته المبدعة لادياس سرور عن حياة الشاعر إسلام علقم ونشاطه الأدبي والثقافي، مقدمة هذا الفلم إهداء لروح والدته التي حضرت بقوة في العديد من قصائد الديوان الذي قام الشاعر بتوقيع عدد من نسخه للحضور الكريم.