ليست هي المرة الاولى التي يشارك بها جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين شعبه بأمور الحياة الاعتيادية، فهو الذي يجوب المملكة من أقصاها لأدناها بكل تواضع وطمأنينة تجسد محبة ومكانة جلالته في قلوب الاردنيين، ليكون الاقرب الى نبضهم وهمومهم وشجونم وشؤونهم.
جلالته يوم امس يشارك الاردنيين برفقة سمو ولي العهد الامير الحسين وسمو الامير هاشم والاميرة سلمى في شارع الرينبو، يتناولون افطارا شعبيا – فلافل وشاورما – ويتهافت للسلام على جلالته المواطنون ممن أسعدهم الحظ يوم أمس ليتواجدوا في منطقة الدوار الاول.
في المقابل كانت هناك أعداد من المواطنين على الدوار الرابع يرفعون صور جلالة الملك ويافطات التأييد والولاء تثمينًا لتوجيهاته السامية للحكومة بإصدار قانون العفو العام.
وقبلها بيوم تواجد مواطنون أيضا على الدوار الرابع يطالبون بتحسين مستوى المعيشة ومحاربة الفساد وبإصلاحات سياسية واقتصادية.
هذه المشاهد لا نراها الا في الاردن، حتى في الدول المتقدمة جدا لم نعد نراها هذه الأيام ( وما مسيرات الشانزليزيه عنّا ببعيد )، هنا في الاردن – ويحق لنا ان نفخر – مشاهد ديمقراطية حقيقية وفي الميدان، وأمام كل العالم الذي صار قرية صغيرة، رغم حساسية المشهد الاقليمي حولنا.
مواطنون يعبرون عن آرائهم، يطالبون باصلاحات، وأجهزة أمنية تسهرعلى حمايتهم، وتؤمّن فتح الشوارع في المقابل، كي يأخذ كل مواطن حقه في التعبير.. وفي المسير.
وفي المقابل ملك قائد وزعيم يتلمس حاجات شعبه وهو الاقدر على فهمها ومعرفة أدق تفاصيلها، ولذلك فانه يتدخل – وهو رئيس جميع السلطات – حين يرى أن ذلك ضروري انحيازا للشعب وللمواطنين، وهو الذي أمر بتغيير حكومة الملقي وتعيين حكومة الرزاز حين رأى أن ذلك بات مطلبا ضروريا، وهوالذي أمر ووجّه الحكومة باصدار العفو العام، وجهود جلالته ومكانته الكبيرة لدى زعماء العالم هي التي أدت للقبض على المتهم الفار عوني مطيع، لان جلالته المحارب الاول للفساد والمطالب بكسر ظهر الفساد والقائل بأن لا حصانة لفاسد.
جلالته من يطلق الحوار الدائم مع شعبه بلقاءات متواصلة مع كافة فئات وشرائح المجتمع من نخب سياسية وحزبية ونقابية واعلامية وثقافية وشبابية ونسائية وغيرها، ويصل بنفسه الى تلك الفئات التي لا يسعفها الحال للوصول الى ديوانه العامر، ويوجّه رئيس ديوانه وحكومته لتقديم كل عون ومساعدة لمن يحتاجها.
هذا النهج الملكي السامي هو عنوان مرحلة، على الحكومة أولا، وكافة أركان الدولة وفئات المجتمع ثانيا، أن يلتفتوا اليها وهي «الاقتداء» بجلالة الملك بأن يكون الجميع أقرب الى نبض المواطنين وتلمس حاجاتهم ورفع مستوى معيشتهم.