عروبة الإخباري – – ألمحت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، نيكي هايلي، أن خطة السلام الفلسطينية – الإسرائيلية التي تعتزم الإدارة الأميركية طرحها قريباً “ستعترف بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية”.
وقالت هيلي، في كلمة ألقتها أمس أمام الأمم المتحدة، إن “الخطة تعترف بأن الواقع على الأرض في الشرق الأوسط قد تغير”، وهو المصطلح، الذي أشار في السابق إلى القبول الأميركي لوجود المستوطنات الإسرائيلية.
وأضافت أن الخطة التي قالت إنها اطلعت عليها “أطول كثيراً وتحتوي على المزيد من التفاصيل المدروسة، وتعترف بأن الحقائق على الأرض في الشرق الأوسط تغيرت بصور كثيرة ومهمة”، كما “تضم عناصر جديدة للنقاش وتستفيد من عالم التكنولوجيا الجديد الذي نعيش فيه”.
وبينت هيلي، التي تنتهي فترة عملها بالمنظمة الدولية نهاية العام الجاري، بأنه “ستكون مكاسب الفلسطينيين كبيرة للغاية إذا انخرطوا في مفاوضات السلام”، بحسب تعبيرها.
واعتبرت أن “هذه الخطة ستكون مختلفة عن كل الخطط السابقة”، متسائلة عن مدى الاستجابة إليها، فهناك أمور، بحسبها، “في هذه الخطة ستأتي على هوى كل من الطرفين وأمور أخرى لن تكون كذلك”.
وكان السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة، داني دانون، قال، خلال الاجتماع، إن “واشنطن تحدثت مع الجانب الإسرائيلي عن تقديم الخطة في بداية العام المقبل”، وفق قوله.
فيما أفادت صحيفة “يسرائيل هيوم” الإسرائيلية، عبر موقعها الالكتروني، أن “فريق السلام الأميركي التابع للبيت الأبيض، الذي يرأسه المستشار الخاص جارد كوشنير والمبعوث الخاص جيسون غرينبلات، أكمل كتابة الفصل السياسي لخطة السلام التي طرحتها إدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ويقوم حالياً بإكمال كتابة الفصل الاقتصادي”.
وأشارت نفس الصحيفة الإسرائيلية إلى كلمة هيلي في الأمم المتحدة، والتي تفيد، بحسبها، “بالقبول الأميركي لوجود المستوطنات الإسرائيلية”.
وقالت أنه “من المتوقع أن يتم تفصيل خطة إدارة ترامب، وترك بعض القضايا للمفاوضات، حيث قد تقبل إدارة ترامب بتسليم أجزاء من القدس للفلسطينيين، بدون توضيح ماهية الأحياء التي يجري الحديث عنها، كما تبنت الإدارة الموقف الإسرائيلي بضرورة وجود إسرائيلي غير محدود في غور الأردن نظير الاحتياجات الأمنية”، بحسب مزاعمها.
يأتي ذلك على وقع تصاعد عدوان الاحتلال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، التي شهدت، أمس، حملة إسرائيلية واسعة من المداهمات والاقتحامات التي أسفرت عن وقوع العديد من الإصابات والاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين.
فقد اقتحم عشرات المستوطنين المتطرفين المسجد الأقصى المبارك، من جهة “باب المغاربة”، تحت حماية قوات الاحتلال، وقاموا بتنفيذ جولات استفزازية داخل باحاته، حتى اندحروا من “باب السلسلة”.
فيما أصيب عدد من المواطنين وطلبة المدارس بحالات اختناق شديد جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقته قوات الاحتلال تجاههم خلال مواجهات عنيفة اندلعت عند مدخل مخيم الفوار جنوب الخليل.
وقالت الأنباء الفلسطينية إن “قوات الاحتلال أغلقت مدخل المخيم، وعززت تواجدها العسكري والأمني في المنطقة، كما أوقفت مركبات المواطنين، وأعاقت حركة المرور فيها”.
واستكملت قوات الاحتلال عدوانها باقتحام بلدة كوبر شمال غرب رام الله، وإطلاق القنابل الصوتية والغازية تجاه الشبان الفلسطينيين خلال مواجهات عنيفة اندلعت في مخيم الدهيشة، جنوب مدينة بيت لحم، مما أدى إلى إصابة شابين منهم بنيران الاحتلال العدوانية. وأسفرت المواجهات في المخيم عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع، الذي أطلقه جنود الاحتلال بكثافة خلال المواجهات، عقب مداهمته والقيام بتفتيش عدد من منازله وتخريب محتوياتها والاعتداء على ساكنيها، وتنفيذ حملة اعتقالات بين صفوف الفلسطينيين.
وقالت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن “المشفى الحكومي في بيت لحم استقبل إصابتين برصاص الاحتلال؛ واحدة بالرصاص الحي “متوسطة”، وأخرى بعيار معدني مغلف بالمطاط بالقدم “طفيفة”.
وقد شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة بين صفوف الفلسطينيين، منهم أسرى محررون، من أنحاء مختلفة من الأراضي المحتلة؛ من بلدة بيتونيا غربي رام الله، وبلدة طمون قرب طوباس، وبلدة صيدا شمالي طولكرم، كما اعتقلت آخرين من مخيم جنين، غرب مدينة جنين، والخليل، ومخيم الدهيشة للاجئين، جنوب بيت لحم.
ودهمت قوات الاحتلال مدينة نابلس، واقتحمت عدداً من منازل المواطنين فيها، كما اعتقلت 16 مواطناً فلسطينياً من مدينة القدس المحتلة، بينهم 15 معتقلًا من بلدة العيساوية، شمالاً، وآخر من بلدة حزما، شرقاً.
وكانت قوات الاحتلال قد صعدت من تنفيذ الاعتقالات بين صفوف المواطنين الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، خلال الشهر الماضي، حيث اعتقلت، وفق ما نقلته وكالة “قدس برس” للأنباء، 486 مواطنًا فلسطينيا؛ بينهم 65 طفلًا و9 سيدات، بالإضافة لـ 300 منذ بداية شهر كانون أول (ديسمبر) الجاري.
في غضون ذلك؛ تواصل التجاذب الإعلامي بين حركتي “فتح” و”حماس”، مؤخراً، منذ حديث رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس”، إسماعيل هنية، عن خطوات مهمة لإنهاء الإنقسام الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية.
وقال المتحدث باسم حركة “حماس”، عبد اللطيف القانوع، إن “ترحيب الفصائل الفلسطينية، بخطوات هنية؛ لترتيب البيت الداخلي، يعكس إيجابية الحركة وحرصها على إنهاء الانقسام الحاصل لمواجهة التحديات الراهنة”.
وأضاف القانوع، في تصريح له، إن “رفض حركة “فتح” لهذه الخطوات، يمثل خروجاً عن الإجماع الوطني، وعدم جديتها بتحقيق الوحدة، وبناء الشراكة مع الفصائل”.
وكان هنية قد عرض، خلال خطابه بمهرجان إنطلاقة حركته الأحد الماضي، خطوات لمواجهة التحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية، تبدأ بالذهاب مباشرة إلى الوحدة الوطنية، و”تحديد موعد الانتخابات ولو بعد ثلاثة أشهر؛ والبدء بتطبيق اتفاقيات 2011 بملفاتها الخمسة”.
وتتمثل الخطوات الأخرى، وفق هنية، في وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال في الضفة الغربية، وعقد اجتماع فلسطيني عاجل بمشاركة القيادات من الداخل والخارج لبحث واقع القضية الفلسطينية، وتحديد معالم الخطوات المستقبلية.
وقد أعلن هنية عن استعداده للقاء الرئيس محمود عباس في غزة أو القاهرة أو أي مكان، للتباحث في ترتيب لقاء موسع للاتفاق على أجندات العمل الوطني للمرحلة المقبلة، واستراتيجية وطنية تحدد مسارات القضية الفلسطينية.