بداية لا بد من التأكيد على طبيعة الحركة الصهيونية العدوانية العنصرية التوسعية الإجرامية منذ الإعلان عن تأسيسها وحتى الآن وإلى حين أن يستيقظ ضمير الأحرار في العالم وينتفض في وجه مجرمي الحرب.
لذا فالقارئ للتصعيد الصهيوني في الضفة الفلسطينية يخلص إلى أن العدوان مخطط له من حيث : –
—– التوقيت
—- الأهداف
من حيث التوقيت :
يأتي العدوان بالشكل التصعيدي وما يرافقه من جرائم ” تدمير ومداهمات وإعدامات خارج القانون ودهم واعتقالات ” بعد سلسلة من الإخفاقات لمجرم الحرب نتنياهو وزمرته وللرئيس الأمريكي ترامب أهمها :
أولا : فشل ترامب بفرض رؤية نتنياهو ” صفقة القرن ” على القيادة الفلسطينية للقبول بها بالرغم من ممارسة كافة اشكال الضغوط.
ثانيا : عزل الموقف العدواني الإسرائيلي دوليا وما القرارات الدولية الصادرة عن الأمم المتحدة الداعمة والمتضامنة مع الشعب الفلسطيني وقيادته الشرعية إلا دليل واضح على ذلك.
ثالثا : الاتهامات الموجهة لنتنياهو بالفساد وتداعيات ذلك على امكانية قدرته الاستمرار او الإحتفاظ بموقع رئيس الوزراء سواء عند إجراء الانتخابات القادمة سواء كانت مبكرة أو عادية.
رابعا : المأزق الذي يعاني منه الرئيس الأمريكي ترامب في أوساط الحزب الجمهوري وأمام مجلسي الشيوخ والنواب مما تهدد من إمكانية فرص ترشحه لدورة ثانية في الانتخابات القادمة.
خامسا : الفشل الذريع بإيجاد قيادة فلسطينية بديلة سواء عبر التشكيك بشرعية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية للشعب الفلسطيني كممثل شرعي ووحيد أو على مستوى قيادة منظمة التحرير الفلسطينية التي أعرب الشعب الفلسطيني عن التفافه ودعمه للمنظمة وقائدها بالمحطات المختلفة .
أما من حيث الأهداف :
يهدف مجرم الحرب نتنياهو من وراء الحملة العدوانية المستمرة على الشعب الفلسطيني إلى تحقيق عدة أهداف منها :
أولا : تصدير أزمته الداخلية التي قد تعصف بمستقبله السياسي سواء داخل حزبه أو على صعيد الائتلاف الحزبي الهش الذي يقود الحكومة إلى الخارج علها تصرف الاعلام وبالتالي الرأي العام الصهيوني ولو مؤقتا عن اتهامه بالفساد وعن اخفاقاته السياسية والحقوقية على الصعيدين الداخلي والدولي التي بدأت قوى صهيونية لا تقل تطرفا وعنصرية الحديث عنها.
ثانيا : محاولة إعادة الثقة بشخصيته كقائد وحيد مؤهل بجلب الهدوء الأمني للكيان الغاصب وللمستوطنين الإرهابيين بل للذين في واقع الأمر يمثلون عنوانا ورمزا للارهاب الدولي .
ثالثا : الانتقال بوسائل الضغط التي مورست خلال العام الماضي على القيادة الفلسطينية بأشكالها السياسية والاقتصادية والاجتماعية إلى مربع إستخدام القوة العسكرية في محاولة بائسة لزرع شرخ بين الشعب الفلسطيني وقيادته وبالتالي إمكانية فتح هوة أمام قوى خارجية بادوات داخلية تعمل على إحداث اختراق لصالح المخطط الصهيوني.
رابعا : جس نبض الشعب الفلسطيني بمدى استمرار تمسكه واصراره وتسلحه بإرادة صلبة للنضال من أجل الحرية والاستقلال واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
خامسا : تخفيف أزمة ترامب الداخلية في حال نجاح العدوان من تحقيق أهدافه.
أما على الصعيد الفلسطيني :
لقد حقق الشعب الفلسطيني في تصديه للعدوان نتائج مهمة منها :
أولا : وحدته في مواجهة العدوان بغض النظر عن الهدف المعلن من قبل العدو الصهيوني .
ثانيا : التأكيد على أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وبالتالي قطع الطريق أمام دول إقليمية ودولية من إيجاد قيادة بديلة أو التشكيك بشرعية المنظمة وقيادتها.
ثالثا : التأكيد على أن حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي هو العنوان والهدف ورفض أي مخططات أو أهداف ” مهما حملت من شعارات براقة وتجميلية” تهدف الى تحويل المشروع الوطني الفلسطيني من البعد السياسي إلى البعد الإنساني.
الشعب الفلسطيني الذي يواجه العدوان الإسرائيلي الإجرامي يهيب بالشعب العربي الذي لم يتوانى يوما عن تقديم كافة اشكال الدعم والمساندة سياسيا واقتصاديا أن ينتقل بدعمه وتعزيزه إسلاميا ودوليا.
كما نطالب القيادات العربية والإسلامية والصديقة بمقاطعة الكيان الصهيوني العنصري سياسيا واقتصاديا وعسكريا ووقف كافة اشكال العلاقات الرسمية وغير الرسمية السرية منها والعلنية.
المطلوب اقليميا ودوليا لمواجهة العدوان واجهاض مؤامرة نتنياهو ترامب الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية التشديد على ضرورة تنفيذ القرارات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية ودعم الاستراتيجية الفلسطينية التي طرحها الرئيس الفلسطيني السيد محمود عباس أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة لإنهاء الإحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وتمكين اللاجئين الفلسطينيين من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
التاريخ لن يرحم من يتخاذل او يتهاون او يقصر عن دعم فلسطين وشعبها لأن قوة فلسطين قوة للجميع …..كيف لا وهي القضية المركزية للشعب العربي ولاحرار العالم. ……؟
اكتب رسالة…
قراءة في أبعاد التصعيد الصهيوني / د فوزي علي السمهوري
11
المقالة السابقة