عروبة الإخباري – تسلمت جلالة الملكة رانيا العبدالله اليوم الاثنين، في دبي بحضور سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الامارات العربية المتحدة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي جائزة شخصية العام المؤثرة من سمو الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، وذلك تقديراً لتأثيرها وتميزها على مواقع التواصل الاجتماعي خدمة للعديد من القضايا على المستوى العالمي والعربي.
جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب في دورتها الثالثة والتي عقدت في دبي تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين والمعنين بشبكات التواصل الاجتماعي عربياً وعالمياً وجمع من كبار الشخصيات الإماراتية وسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة، ممثل جلالة ملك البحرين للأعمال الخيرية وشؤون الشباب، رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، ومعالي عبد القادر مساهل، وزير الشؤون الخارجية في جمهورية الجزائر.
وخلال كلمتها الرئيسية في الجلسة الافتتاحية لقمة رواد التواصل الاجتماعي استعرضت جلالة الملكة رانيا العبدالله رحلتها عبر السوشال ميديا مقدمة خبرتها وما تعلمته خلال هذه الرحلة، مؤكدة أن قيم الإنسان وأخلاقه تملي عليه نهجه في التعامل مع شبكات التواصل الاجتماعي.
وأعربت جلالتها عن سعادتها بوجودها في دبي التي وصفتها بأنها تذهل العالم دائماً بتجاوز الواقع والقفز لبناء المستقبل، وفي دولة الإمارات التي قالت إنها تميزت بين الدول بتمكينها للمواطن بالعلم والفرص؛ تجسيداً لرؤية سمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الامارات، وسمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، في حين قدمت جلالتها الشكر لصاحب السمو راعي القمة على هذا الملتقى الدولي.
وقالت جلالتها “كل إنسان يسعى لمحبة واعجاب الآخرين؛ لكن قيمنا تملي علينا أحيانا أن نغرد خارج السرب، حتى وإن كان على حساب شعبيتنا… لأن الشهرة والأرقام هي دليل الانتشار لكن التأثير الحقيقي يأتي بفعل ما يمليه علينا ضميرنا”.
وتطرقت جلالتها إلى الشوائب التي أصابت شبكات التواصل الاجتماعي والتي تحولت في حالات كثيرة إلى ساحات للنزال الفكري وليس للتواصل الحضاري القائم على الاستماع إلى الآخر والرغبة في إقامة حوار بناء، مؤكدة أن الحلول لكل التحديات يجب أن تنبع من داخل الإنسان.
وقالت: “حققت لنا السوشال ميديا كثيراً مما تأملناه منها، لكن للأسف تمكنا نحن من نقل حواجزنا إلى العالم وأصبحنا نسمع لا لنتواصل بل لنرد، ونتكتل وننعزل مع كل ما يشبهنا ويدعم قناعاتنا الشخصية… في بعض الأحيان -وأنا أعد من أول مناصري هذا الفضاء- تمنيت من كثرة السلبية… لو لم يكن. تأملنا أن تغير السوشال ميديا حالنا؛ إلا أن الحلول يجب أن تأتي منا والتغيير يجب أن يبدأ من داخلنا”.
وطرحت جلالة الملكة رانيا العبدالله تساؤلاً حول انتشار الشائعات على حساب الحقائق عبر شبكات التواصل، وهل يمكن أن تنسحب مسؤولية انتشارها على الوسيلة أم المستخدم.
وقالت جلالتها: “(في العالم الافتراضي) نرى مكانة الحقيقة تتراجع أمام سخونة الخطاب العاطفي والاشاعات المثيرة…هل نلوم الأداة، ونعفي أنفسنا – كمستخدمين ومؤثرين – من المسؤولية؟ … للحقيقة علينا حق: أن نجدها، وننشرها. قد لا تكون هي الأكثر جاذبية وألقاً، لكن ليس كل ما يبرق ذهبا. فلنسعى أن تكون للحقائق الكلمة الأخيرة”.
وعن التأثير الكبير لمنصات التواصل الاجتماعي في المجتمعات وضرورة اقتران هذا التأثير بالعمل على أرض الواقع، أوضحت جلالتها قائلة: “الصورة تغني عن ألف كلمة، لكن “الشير” و”اللايك” لا تغني عن الفعل. على مر السنين، رأينا كيف استطاع كثيرون حشد الدعم لقضايا إنسانية من خلال السوشال ميديا، وغيروا حياة الكثيرين”.
وفي نهاية كلمتها، خاطبت الحضور بالقول: “أتيتكم، أنتم المؤثرون وأصحاب الصوت المسموع، لأحثكم على استغلال وقتكم في كسر الحواجز وفتح قنوات الحوار، وحشد الدعم لمن هم في أمس الحاجة له، لتناصروا الحقيقة وتتواصلوا بالقيم…… كونوا طيبين مع الغير فأبسط تعبير عن انسانيتنا هو الكلمة الحلوة”.
وكان سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، قد أعرب عن كامل تقديره لجهود جلالة الملكة رانيا العبدالله، وإسهاماتها الكبيرة في مجالات العمل الإنساني والخيري ودعم الشباب وتعزيز فرص التعليم ليس فقط داخل الأردن ولكن على الصعيدين العربي والعالمي، تأكيداً للمكانة المرموقة التي تتمتع بها جلالتها كرمز من رموز العمل العام في المنطقة، فيما أعرب سموه عن بالغ الترحيب بجلالتها في بلدها الثاني وبين أهلها في دولة الإمارات. وكانت الجلسة الرئيسية لقمة رواد التواصل الاجتماعي قد بدأت بكلمة لرئيسة نادي دبي للصحافة، رئيسة اللجنة المنظمة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب منى غانم المرّي، أوضحت خلالها أن الهدف الذي التأمت القمة من أجله ومنذ أول انعقاد لها، يظل تحديد أفضل سبل توظيف التأثير القوي لشبكات التواصل في خدمة مجتمعاتنا العربية، وتعزيز قدرتها على مواجهة كافة التحديات سواء الراهنة أو المحتملة، وصولاً إلى المستقبل المنشود لكافة العرب من تقدم ورخاء وازدهار.
ونوّهت بالمكانة الرفيعة التي يتمتع بها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وجلالة الملكة رانيا العبدالله في مقدمة المؤثرين العرب، والكيفية التي وظفا بها وسائل التواصل التي يتابعهما عليها الملايين من داخل المنطقة وخارجها، في إحداث تأثير إيجابي واسع النطاق ونقل رسالة واضحة إلى العالم أساسها التسامح.
يُذكر أن الدورة الثالثة لقمة رواد التواصل الاجتماعي العرب، يشارك فيها أكثر من 70 متحدثاً من 25 دولة حول العالم، ويقدمون ضمن أكثر من 20 جلسة تفاعلية خلاصة أفكار وتجارب وخبرات متميزة في مجال التواصل الاجتماعي، بحضور أكثر من 1000 مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي والمعنيين بها من مختلف القطاعات في المنطقة والعالم