1- الإنكار والأصرار
بكل صلافة وبرود ونكران لم يناظره إلا جحود جولدا مائير بإنكارها لوجود الشعب الفلسطيني والفلسطينيين، حين قالت: “الفلسطينيون؟ لا يوجد شيء اسمه فلسطينيون!! يقول نتنياهو: ” احتلال؟ لا يوجد شيء اسمه احتلال .. نحن في أرضنا”. وهذا الجحود و النكران يعكس بوضوح تفكير اليمين الإسرائيلي الصهيوني المتطرف من منظور تاريخي. بمعنى، أن التفكير لم يتغيّر ولم تتنازل المنظمة الصهيونية حتى اليوم عن الاستعمار الاحتلالي الذي ينفي وجود السكان الأصليين أصحاب الأرض و الوطن. ومن منظور مستقبلي، فإنها تعني استمرار التطلع الإسرائيلي خلال السنوات القادمة لمزيد من التوسع مهما كانت التنازلات العربية و الإدانات الدولية.كما يصور قول نتنياهو رؤية المستوطنين للحالة على الأراضي الفلسطينية ،ويعطي القصة الكاملة لما يحاول الكيان الإسرائيلي الوصول إليه بكل خبث ودهاء من جهة ،وكل عنجهية ولا إنسانية من جهة أخرى. ولذا تسارع الحكومة الإسرائيلية و مؤسساتها البرلمانية و القضائية و الإدارية في إقرار مشاريع التوسع في المستوطنات وإنشاء الجديد منها وبنائها ، ومصادرة الأراضي الفلسطينية تمهيداً لاحتلال كامل فلسطين وأجزاء من الدول المجاورة وحولها. وقد بدأت بضم الجولان عام 1981، ثم القدس وغيرها الكثير من الأراضي التي أقرت الأمم المتحدة أنها أراضي محتلة.
2- المحاور العدوانية
إن التحرك الاستراتيجي لإسرائيل والحركة الصهيونية والذي تتكتمان عنه تارة و تفصحان عنه تارة أخرى، يتمثل في الخطوط الرئيسية التالية، والتي يجري العمل عليها على أمل إنجازها خلال الـ 30 عاماً القادمة،و من أجل ذلك تقوم إسرائيل بشتى الجرائم و المخالفات بما في ذلك قتل الأبرياء، و سجن عشرات الآلاف، و تدمير المساكن و المدارس و المستشفيات و المصانع و المزارع و محو القرى و قطع الأشجار و ترحيل السكان و الحرمان من الحقوق السياسية و المدنية و الإنسانية. الأول ويتركز في سحب ومصادرة الأراضي الفلسطينية في كل موقع حتى يتحول الفلسطينيون من شعب له وطن ويقيم على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين، إلى مجموعات سكانية ليس لها إلا مساكنها، وما تسمح به سلطة الاحتلال من مرافق، على غرار الأحياء اليهودية التقليدية في عدد من دول العالم.الثاني العمل في هذه الأثناء على تغيير المعالم المعمارية والدينية والثقافية والتراثية في كل بقعة تستطيع الوصول إليها من فلسطين و خاصة الأماكن المقدسة و المواقع التاريخية، حتى تعطي الفلسطينيين الشعور أنه لم يعد لهم وطن، وإنما يعيشون في “جيتوهات” معزولة ومبعثرة على غرار الهنود الحمر في يوم من الأيام.وخلال ذلك تعطي إسرائيل والدعاية الصهيونية العالم الانطباع أنه لا يوجد وطن اسمه فلسطين يمكن إقامة دولة لأجله.الثالث التوسع المتواصل في بناء المستوطنات والطرق الالتفافية والحواجز في الأراضي التي تصادرها وتستولي عليها من الفلسطينيين، وتحشيد أكبر عدد من المستوطنين فيها، وتقديم المساعدات والخدمات والامتيازات الخاصة لهم (65 ألف دولار لكل مستوطن). وتهدف إسرائيل أن يصل عدد المستوطنين إلى (1.0) مليون نسمة عام 2020 ويتعدى 1.5 مليون مستوطن عام 2025 الرابع تشجيع قدوم اليهود إلى فلسطين لزيادة عدد السكان وتشجيع اليهود المتدينين وغيرهم على الإنجاب لمعادلة الإنجاب لدى الفلسطينيين وإبطال مفعول القنبلة السكانية التي يمكن أن توصل الفلسطينيين إلى أغلبية سكانية بحلول عام 2035.الخامس يجتهد مفكرو اليمين الصهيوني والعسكريون في تطويرخطط وبرامج تساعد على التخلص من الجزء الأكبر من الفلسطينيين وإخراجهم وتهجيرهم حتى يتحقق تفريغ فلسطين من شعبها، وإحلال مستوطنين يهود محلهم.ولذا يجرى العمل على طمس الجانب السياسي للقضية، وانكار الاحتلال، وتفكيك الأونروا، وتجاهل حقوق اللاجئين، إضافة إلى القوانين التي دأبت إسرائيل على إصدارها، والرامية إلى تجريد الفلسطينيين من حقوقهم السياسية والمدنية والثقافية، والتضييق عليهم في كل مجال، وتعزيز انقساماتهم حتى يصبحوا على حافة الانهيار النفسي والاقتصادي ،وجاهزين للهجرة في كل اتجاه.السادسالاحتفاظ بالقوة العسكرية الضخمة المدعومة من الولايات المتحدة والمتضمنة لأحدث أنواع الأسلحة وخاصة أسلحة الدمار الشامل كالنووية و الكيماوية والطائرات بدون طيار وأجهزة التحكم والتجسس والكشف والقنابل الفتاكة من فسفورية وغازات سامة وسواها، وإبقاء الدول العربية إدارات وشعوبا ًفي حالة رعب من أي صدام عسكري مع إسرائيل.السابع العمل على تعزيز التفوق العلمي والإبداع التكنولوجي حتى تظهر إسرائيل أمام العالم كقوة علمية وتكنولوجية رائدة،والترويج لكل ذلك في الإعلام والمحافل الدولية بهدف كسب الإعجاب والتعاطف من جهة،والتغطية على القوانين العنصرية والإجراءات التمييزية والجرائم اليومية التي ترتكبها بحق الفلسطينيين من جهة ثانية. الثامنالتشبيك الاقتصادي مع الدول العربية على أوسع نطاق كلما أمكن ذلك وبكل الوسائل و بمشاركة الضغط الأمريكي، وخاصة في المسائل المفصلية التي يصعب الانفكاك منها. ولذا تم التوقيع في ظروف غائمة اتفاقيات الغاز مع مصر واتفاقيات الغاز والمياه مع الأردن. وتعمل إسرائيل حالياً وبتسخير الضغوط الأمريكية وبجهد مكثف على أن تكون هي “بوابة الشرق العربي على البحر المتوسط” من خلال “إطلاق شبكة سكة حديد من ميناء حيفا إلى الأردن ومنها إلى السعودية والخليج والعراق”. وسوف يتم تمويل المشروع من دول عديدة ودون مشقة. يضاف إلى ذلك السيطرة المالية والاقتصادية على الجانب الفلسطيني.ومثل هذه المفاصل إذا تم التمكن منها لن تستطيع أي دولة عربية الدخول في نزاع سياسي مع إسرائيل وبالتالي تتوارى المسائل السياسية وتختفي تدريجياً عن الأنظار وفي مقدمتها المسألة الفلسطينية وعودة اللاجئين ويتحقق ما ينادي به نتنياهو وهو السلام الاقتصادي. التاسعالتبادل الثقافي والرياضي مع الدول العربية كلما كان ذلك ممكناً من خلال المشاركة في المباريات والمهرجانات الدولية وخاصة العالمية منها.العاشرإشاعة الشك والريبة في كل ما يقوم به الفلسطينيون، وإشعار العرب أنهم مهددون من دول الجوار والقوى الدولية ،ولا حماية لهم إلاّ بدعم من أمريكا وإسرائيل واللوبي الصهيوني ،سواء كانت دول الخليج أو مصر أو لبنان أو الأردن، وإن إسرائيل هي المفتاح السحري للإدارة الأمريكية. الحادي عشرالدبلوماسية الناعمة مع روسيا وتركيا، والخفية غير المباشرة مع إيران.
إن التشبيك الاقتصادي والثقافي والعلاقات مع دول الجوار سوف يتم الترويج له بكل الوسائل حتى تظهر إسرائيل و كأنها في وضع طبيعي بين الدول العربية وأنها أصبحت جزء لا يتجزأ من المنطقة وأمنها.ثاني عشرإعطاء الفلسطينيين فرصة الإدارة الذاتية (وليس الحكم) للمناطق التي يقطنها فلسطينيون مؤقتاً (مناطق أ و ب حسب اوسلو )ومحاولة إشراك مصر و الأردن في إدارة المناطق في الضفة الغربية و غزة.
3-الفرصة المواتية
إن الحالة العربية المتردية تقرأها الصهيونية العالمية والإدارة الأمريكية وخاصة مكتب الرئيس ترمب أنها ستزداد تراجعاً وانحدراً ولم تصل إلى منتهاها بعد، كما أن الطريق الاقتصادي والاجتماعي للدول العربية لا زال متعثراً وعناصر الانقسام الديني والطائفي والجهوي لا زالت قائمة وتغذيها دوائر مختلفة بمن فيها إسرائيل،كما أن التطرف و الإرهاب يستنزفان الإقتصاد ويغرقان القوى الصلبة و الناعمة للمجتمعات العربية في تيارمن التآكل. ولم تظهر أي مؤشرات جديدة على صحوة عربية قوية، سواء على المستوى الوطني الفردي للدولة بقواها السياسية، أو على المستوى القومي الجماعي لمجموعة الدول العربية . يضاف إلى ذلك فداحة الأضرار من الانقسام الفلسطيني الذي يتجذر يوماً بعد يوم بتغذية غير مباشرة من إسرائيل. إن قطاع غزة هو ما يمكن أن يقوم “إلى حين” مقام الدولة الفلسطينية حسب التصوّر الإسرائيلي. لقد أصبحت المنطقة هي الأكثر جموداً في العالم، والأكثر هشاشة أمام التدخلات الأجنبية، والأبطأ في النمو الاقتصادي ،والأعلى في البطالة ،والأقل إنتاجاً لما تحتاجه من سلع وخدمات، والأكثر فقراً في المياه والطاقة ،باستثناء الدول النفطية من حيث الطاقة.
4- الصفقة
أما “الصفقة فهي أن يقبل الفلسطينيون وتقبل الدول العربية ذات العلاقة البرنامج الإسرائيلي بمحاوره الآنفة الذكر،مقابل توسيع نطاق المساعدات وإقامة مشاريع مشتركة ،والوعود بالمساهمة في حل مشكلات المنطقة الكبرى بما فيها الحماية و توطين اللاجئين حيث هم ،والقضاء على الإرهاب، وفتح الأسواق و الأزدهار الأقتصادي وغيرها”.و مقابل بعض التنازلات التجميلية هنا و هناك.
إن الثلاثين سنة القادمة إذا استمرت الأوضاع العربية على ما هي عليه هي المناخ الأمثل لتنفيذ “الصفقة” وهي في صالح إسرائيل،خاصة وإن الانعطاف نحو اليمن في أمريكا لا زال قائماً، وأوروبا في حالة تبعثر نتيجة للمواقف الروسية والأمريكية والأوروبية المتضاربة.
أما الاقطار العربية فلا زالت تبحث عن حمايات من الخارج ولم تصل إلى قناعة بأن قوتها وحمايتها الفعلية تتحقق من خلال شعوبها والتفافهم حول دولهم و قياداتهم. ولذا لم يدخل أي من هذه الدول وكما تؤكد ذلك التقارير الدولية في إصلاحات جادة سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو المجتمعي. كما أن القوى السياسية لا زالت تحكمها المنافسة والمناكفة والرغبة في السيطرة و الإستفراد وليس التوافق والتراضي و التنازل والعمل المشترك والمصلحة الوطنية.إن دول المنطقة تشتري الوقت ،عسى أن يخف الضغط الأمريكي الإسرائيلي عليها. ولن يخف الضغط فهذه هي الفرصة الذهبية لإسرائيل ولإدارة ترامب لتمرير الصفقة.
إن التغيرات المناخية التي بدأت آثارها تظهر بقوة في السنوات الأخيرة وتواجهها معظم الدول العربية دون استعداد حقيقي علمي وتكنولوجي مؤسسي ومستدام و متشارك،من شأنها أن تعطي إسرائيل فرصة أفضل لصفقة القرن للسيطرة والتوجيه، وادعاء المساعدة في الزراعة والمياه والتكنولوجيا .وهو ما تباهى به نتنياهو في الأمم المتحدة وذكره صراحة في لقائه مع السلطان قابوس.
أن نظرية بن غوريون التي مضى عليها أكثر من (70) سنة وهي “أن قوة إسرائيل يكمن جوهرها في الضعف العربي الذي تجب تغذيته أفقياً وعمودياً والإبقاء عليه وتأكيده دائماً، وخاصة الدول المحيطة بفلسطين المحتلة “،لا زالت هذه النظرية قائمة في العقل الإسرائيلي، بل تمت الإضافة عليها “ضرورة العمل المتواصل على تفتيت هذه الدول من خلال مفاصلها المذهبية والطائفية والجهوية والإدارية والاقتصادية والعلمية الضعيفة العديدة”.
إن ادعاءات إسرائيل بالسلام العادل والشرعية الدولية والقانون هي ادعاءات مراوغة وشراء وقت فقط. فليس في العقل الصهيوني اليميني الحاكم سوى السيطرة ومزيداً من التوسع والاحتلال بشتى الوسائل. وهذه رسالة الصفقة.
5- ما العمل
والسؤال التاريخي الذي يتكرر باستمرار: ما العمل؟
ما العمل بالنسبة للفلسطينيين؟ وما العمل بالنسبة للأقطار العربية المجاورة؟
إن هذه الاستراتيجية العدوانية العنصرية لا تتحرك في فضاء مفتوح،و لا طريق معبد، وليس من اليسير تطبيقها وتنفيذ برامجها على أرض الواقع، فالشعب الفلسطيني و عدده على اراضي فلسطين يساوي عدد اليهود المحتلين، وله وجود حقيقي ووعي سياسي ووطني وتفهم لأهداف الصهيونية. وهو متمسك بأرضه حتى الموت، ويتزايد له التأييد العربي والدولي.كل ذلك سيكون الركن الأكبر في إفشال المشروع الذي تحمله الصفقة. إلاّ أن الصهيونية واليمين الإسرائيلي ينظران إلى عنصري “الوقت” و”التدرج ” باعتبارهما أهم الأدوات للوصول إلى الأهداف.
بمعنى إن الافتراض الأساسي في الصفقة وفي العقل الصهيوني و القائم على الوهم أن العرب قصيروالنفس ضيقو الأفق متهالكون على الحكم والسلطة و المال، وسيبقون منشغلين في صراعاتهم ومشكلاتهم الداخلية المتفاقمة ،غارقين في الماضي تائهين في المستقبل، خائفين من التهديد وباحثين عن الحماية. وأن الفلسطينيين سيقبلون بما بين أيديهم لئلا يتناقص مع الزمن، والأمم المتحدة ومجلس الأمن تتكفل بهما الولايات المتحدة، كما تستطيع أن تمنع أموالها عن المؤسسات الدولية التي لا تقف مع إسرائيل أو لا تتغاضى عن خروقاتها للقانون الدولي.إن اليمين الصيوني لا يرى “الثقب الأسود” الذي ينزلق باتجاهه دون أن يراه، و نعني به صحوة الشعوب و نهوضها.
لا يستطيع أحد الادعاء بأن لديه وصفة سحرية للخروج من هذا المأزق التاريخي المتحرّك ،فالعمل الشعبي على جبهاته المختلفة يتطلب تضافر جهود المفكرين والسياسيين والخبراء والقادة للعمل سوية في إطار هدف محدد يتمثل في إبطال المشروع الصهيوني البغيض. ويتطلب الإبداع في الأفكار وفي المواجهة وفي التعامل مع الأحداث. وهذا عمل مؤسسي عماده الاستمرار وطول النفس على مدى بعيد. وما يمكن الإشارة إليه في هذا المقام لا يعدو ملامح أولية يمكن البناء عليها. إن الفلسطينيين ليسوا معزولين عن محيطهم العربي والدولي. بل لهم الدعم والتأييد الشعبي في مساحات واسعة من العالم .والتحدي هو كيف يمكن مزاوجة الإصرار الفلسطيني على الحق والبقاء والوطن مع التأييد العربي والدولي لإفشال المشروع الصهيوني الذي يشكل خطراً كبيراً على الدول المحيطة بفلسطين أولاً والدول العربية المجاورة ثايناً والدول الأخرى. ذلك أن الطمع والحقد والكراهية والاستعلاء لدى اليمين الصهيوني تجعله يقف ضد كل نهوض عربي ابتداء من موريتانيا وانتهاء بعُمان وما بينهما لئلا يقف هذا النهوض في وجه المشروع الذي تقوده الصهيونية في المنطقة.
كل هذا يستلزم التحرك باتجاهات رئيسية في مقدمتها: دعم الصمود الفلسطيني على كامل الأراضي الفلسطينية وخاصة القدس بكل الوسائل والإمكانات، وإنشاء مؤسسة فلسطينية عربية دولية لهذه الغاية تعمل على المستويات الشعبية والرسمية والمجتمع المدني. ثم عدم الانزلاق في متاهات المشاريع الاقتصادية المفصلية مع إسرائيل مهما كانت المغريات من جهة والضغوطات من جهة أخرى ، و ضرورة الدخول السريع في الإصلاحات السياسية والاقتصادية حتى يتم كسر الفجوة بين المواطنين والإدارات و حتى يصبح التماسك الوطني هو درع الحماية للدول والأنظمة ،ثم توافق القوى السياسية الفلسطينية من جانب والعربية من جانب آخر على برنامج عمل لكل منها قابل للتحقيق يجمع الجهود ويستثمر رأس المال البشري لكل دولة. الأمر الذي يقتضي دعم جهود الأردن في مساندة الفلسطينيين وفي المحافظة والولاية على الأماكن المقدسة في القدس. ويتطلب الكشف الإعلامي والتوثيقي المتوازن والمتواصل لخروقات إسرائيل للقانون الدولي والإنساني وارتكابها شتى الجرائم المعلنة والخفية ضد الفلسطينيين ،والتأكيد إعلامياً وعلى مستوى دولي للجانب الإنساني والحضاري في الموضوع الفلسطيني، واستمرار توعية الشباب الفلسطيني والعربي بما ترتكبه إسرائيل وما يحمله المشروع الصهيوني من مخاطر، وبالتالي تعزيز المقاطعة الشعبية والمؤسسية والبرلمانية والمدنية لكل ما هو إسرائيلي ابتداء من السلع التي يتم استيرادها وانتهاء بالمباريات والمهرجانات.
وأخيراً فإن إنهاء الانقسامات التي أصبحت السمة البارزة للمنطقة العربية أقطاراً ومجموعات ،والإدراك أن القوى الأجنبية مهما كانت لا تستطيع حماية الأنظمة المتنافرة مع شعوبها بشكل دائم، وإن القوى الأجنبية لا تستطيع أن تهزم شعباً يريد لنفسه الحياة كما يريد الفلسطينيون لأنفسهم، والمستقبل ليس مجرد استمرار للحاضر أو الماضي، وإنما يحمل معه دائماً ما لا يمكن التنبؤ به حين يتعلق الأمر بالشعوب وحقوقها.