عروبة الإخباري – اعتبر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أن ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، على علم مسبق بقتل خاشقجي، لكن ترامب عازم على مواصلة الشراكة مع المملكة لحماية مصالح بلاده وإسرائيل.
ونشر البيت الأبيض، اليوم الثلاثاء، بيانا صادرا عن الرئيس الأمريكي تطرق فيه إلى قضية مقتل خاشقجي، جاء فيه: “إن العالم مكان خطير للغاية! وهناك، على سبيل المثال، إيران، التي تتحمل المسؤولية عن حرب دموية تجري بالوكالة ضد السعودية في اليمن، كما تسعى لزعزعة المحاولة الهشة للعراق لبسط الديمقراطية، وتدعم تنظيم حزب الله الإرهابي في لبنان، وتؤيد الديكتاتور بشار الأسد في سورية والذي قتل الملايين من مواطنيه، وتفعل أشياء كثيرة على هذا المنوال. كما قتل الإيرانيون بصورة مشابهة كثيرا من الأمريكيين والناس الأبرياء الآخرين في كل أنحاء الشرق الأوسط. إن طهران تردد بشكل علني الموت لأمريكا والموت لإسرائيل. وإيران هي أكبر ممول للإرهاب في العالم”.
وتابع ترامب: “من جهة أخرى، هناك السعودية، التي ستنسحب من اليمن بسعادة في حال موافقة الإيرانيين على مغادرته. إن السعوديين سيمنحون في هذه الحال بشكل فوري وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاجها اليمن بصورة ماسة. وبالإضافة إلى ذلك وافقت السعودية على إنفاق مليارات الدولارات لقيادة الحرب ضد الإرهاب الإسلامي المتطرف”.
ترامب: إلغاء الولايات المتحدة صفقات الأسلحة مع السعودية سيفيد روسيا والصين
وأضاف ترامب في بيانه: “بعد زيارتي الطويلة إلى السعودية في العام الماضي وافقت المملكة على إنفاق واستثمار 450 مليار دولار في الولايات المتحدة، وهذا المبلغ المالي قياسي وسيخلق مئات آلاف فرص العمل ويوفر نموا اقتصاديا عظيما، بالإضافة إلى فوائد كثيرة أخرى للولايات المتحدة. وسيتم إنفاق 110 مليارات دولار من أصل 450 لشراء المعدات العسكرية من شركات Boeing وLockheed Martin وRaytheon وكثير من الشركات العسكرية الكبرى الأخرى المتعاقدة في الولايات المتحدة”.
وقال ترامب: “إن إلغاءنا هذه الصفقات بصورة متهورة سيعود بمنفعة ضخمة لروسيا والصين، اللتين سيسرهما خوض هذه الأعمال الجديدة. وسيمثل ذلك هدية ممتازة لهما مباشرة من الولايات المتحدة”.
ترامب: من المحتمل جدا أن ولي العهد السعودي علم بالتخطيط لقتل خاشقجي وتنفيذ العملية
وقال ترامب: “إن الجريمة المرتكبة بحق جمال خاشقجي مروعة وبلادنا لا تبررها. وبالعكس اتخذنا إجراءات قوية ضد هؤلاء الأشخاص الذين تبين أنهم شاركوا في عملية القتل هذه. ونعلم الآن، بعد تحقيق واسع ومستقل، تفاصيل كثيرة حول هذه الجريمة الفظيعة. إننا فرضنا عقوبات على 17 سعوديا من المعروف أنهم شاركوا في عملية قتل السيد خاشقجي والتخلص من جثته”.
وتابع الرئيس الأمريكي: “يقول ممثلو السعودية إن جمال خاشقجي كان عدوا للدولة وعضوا في جماعة الإخوان المسلمين، لكن قراري لا يعتمد على ذلك على الإطلاق، فهذه الجريمة المروعة لا مبرر لها”.
وأكد ترامب أن العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده، الأمير محمد بن سلمان، “ينفيان بحزم أي علم لهما بالتخطيط لقتل السيد خاشقجي أو تنفيذ هذه العملية”، وأوضح: “أن وكالاتنا الاستخباراتية تواصل تقييم كل المعلومات، لكن من المحتمل جدا أن ولي العهد كان لديه معرفة بهذا الحادث المأساوي. من الممكن أنه على علم أو لم يعلم”.
ترامب: الولايات المتحدة تعتزم أن تبقى حليفا ثابتا للسعودية لضمان مصالح بلادنا وإسرائيل
واستطرد الرئيس الأمريكي بالقول: “من الممكن أننا لن نكشف أبدا كل الحقائق المتعلقة بمقتل السيد جمال خاشقجي”.
وشدد مع ذلك على أن الولايات المتحدة، في أي حال من الأحوال، تقيم علاقاتها مع المملكة العربية السعودية وليس مع أشخاص منفردين، إلا أنه أضاف قائلا: “إن السعودية حليف عظيم بالنسبة إلينا في كفاحنا المهم جدا ضد إيران. تعتزم الولايات المتحدة أن تبقى شريكا ثابتا للسعودية من أجل حماية مصالح بلادنا وإسرائيل وكل شركائنا الآخرين في المنطقة”.
وأوضح ترامب: “هدفنا الأسمى يكمن في القضاء نهائيا على تهديد الإرهاب في كافة أنحاء العالم!”.
ترامب: الكونغرس حر في سلك مسار آخر لكنني سأدرس فقط الأفكار التي تتطابق مع مصالحنا الأمنية
من جهة أخرى، أشار ترامب إلى أنه يفهم أن “هناك أعضاء في الكونغرس الأمريكي يرغبون، بدوافع سياسية أو غيرها، بسلوك سبيل آخر”، مشددا على “أنهم أحرار في القيام بذلك”.
لكنه أكد: “سأدرس كل الأفكار التي سيتم عرضها علي لكن سآخذ بها فقط في حال تطابقها مع ضمان أمن الولايات المتحدة وحمايتها بشكل كامل”.
وواصل الرئيس الأمريكي: “تعتبر السعودية ثاني أكبر دولة منتجة للنفط عالميا بعد الولايات المتحدة، إنهم عملوا بصورة وثيقة معنا وأبدوا استجابة كثيرة لطلبي إبقاء أسعار النفط عند مستويات معقولة، الأمر الذي يشكل بالغ الأهمية بالنسبة للعالم”.
واختتم ترامب بيانه بالقول: “إنني باعتباري الرئيس الأمريكي أنوي ضمان انتهاج الولايات المتحدة لحماية مصالحها القومية في هذا العالم الخطير جدا وتصديها بكل حزم للبلدان التي تريد إلحاق الضرر بنا. وهذا يسمى بكلمات بسيطة: أمريكا أولا!”.