إن حصول السلطنة مؤخرا على المركز السادس عربيا والسابع والأربعين عالميا في تقرير التنافسية لعام 2018 الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي يأتي تتويجا للجهود البناءة، واستمرارا لتضافرها بين مختلف الجهات المعنية، وهو ما يزيد من التفاؤل والطموح بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله.
يأتي الاحتفال بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد بينما تمضي عُمان بخطى ثابتة نحو تحقيق طموحاتها وتطلعاتها في كافة المجالات المعيشية والتنموية بأيدي أبنائها المخلصين تحت راية قائدهم المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم ـ حفظه الله ورعاه.
لقد رسخ جلالة السلطان المعظم أركان النهضة وخطط لأهدافها عبر وضع لبنات البناء والتنمية التي تشمل كافة أنحاء السلطنة، فيما عزز ثقة العمانيين بأنفسهم وبقدراتهم، باعتبارهم ركيزة أساسية في بناء الحاضر وصياغة المستقبل، داعيا إلى تكاتف الجهود وتكاملها واستثمار الطاقات، وهو ما أكده جلالة السلطان المعظم ـ أيده الله ـ في خطابه بمناسبة افتتاح دور الانعقاد السنوي لمجلس عُمان عام 2015، حينما قال جلالته ـ حفظه الله ورعاه: “إن ما تحقق على أرض عُمان من مُنجزات في مختلف المجالات، لهي مبعث فخرٍ ومصدر اعتزاز، وإننا نتطلعُ إلى مواصلة مسيرة النهضة المباركة، بإرادة وعزيمة أكبر، ولن يتأتى تحقيق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع”. لذا تحمل هذه الذكرى الوطنية المجيدة بين ثناياها كثيرا من معاني الحب والوفاء والإخلاص في قلوب العمانيين لجلالة السلطان المعظم باني هذه النهضة الخالدة المجيدة.
ولعل المؤشرات الاقتصادية الإيجابية المتمثلة في الأوضاع المستقرة للمالية العامة بالسلطنة، والتحسن الملموس في الميزان التجاري، وتدفق الاستثمارات الأجنبية، وزيادة الصادرات المتواصلة، خير دليل يشير إلى التحسن والتطور في أداء الاقتصاد الوطني .. فقد تعاملت السلطنة بحكمة مع المتغيرات الإقليمية والدولية وما تلاها من تحولات اقتصادية وأزمات، خصوصا عند الحديث عن تحدي هبوط أسعار النفط، الذي حدا الحكومة لانتهاج التنويع الاقتصادي كخيار استراتيجي، وهو ما توليه خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016 ـ 2020م)، حيث اتخذت الحكومة خطوات تحمي من خلالها اقتصادها من التداعيات السلبية لانخفاض أسعار النفط من خلال تنشيط الإيرادات غير النفطية، ورفع مساهمتها في الجملة العمومية من الإيرادات، والتركيز على الاستثمار في القطاعات المنتجة الواعدة بما يُعزز عملية التنويع الاقتصادي، وذلك فضلا عن سياسات ترشيد الإنفاق ووضع معايير صارمة لإعداد الميزانية العامة لعامي 2017 و2018، دون التأثير على مستوى جودة الخدمات ومشاريع البنية الأساسية.
إن حصول السلطنة مؤخرا على المركز السادس عربيا والسابع والأربعين عالميا في تقرير التنافسية لعام 2018 الذي يصدره المنتدى الاقتصادي العالمي يأتي تتويجا للجهود البناءة، واستمرارا لتضافرها بين مختلف الجهات المعنية، وهو ما يزيد من التفاؤل والطموح بأن القادم سيكون أفضل بإذن الله.
ولأن الأمن أساس استقرار وبناء الدولة، فقد حافظت السلطنة على انتهاج مبدأ السلام والحوار داخليا وخارجيا عبر عقود طويلة جعل منها واحة من الأمان والاستقرار ومحطا للأنظار وملاذا آمنا للحوار بين كافة الأطراف المتنازعة. وكان للدبلوماسية العمانية دور حيوي وجريء هذا العام في أهم قضايا المنطقة خاصة القضيتين الفلسطينية واليمنية.
فقد استضافت السلطنة الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في إطار ثنائي، واستمع جلالة السلطان المعظم للطرفين وأسدى رؤيته لحل الخلافات وأسباب عدم نجاح المفاوضات منهما.
وتؤكد السلطنة مرارا وتكرارا حرصها على تقديم كافة أوجه الدعم للشعب اليمني، عبر أخذ مبادرات من أجل إنهاء الخلافات بين طرفي النزاع. ولم ينحصر دور السلطنة في دبلوماسية الحوار فقط بل امتد ليشمل دورا إنسانيا كبيرا عبر استضافة جرحى النزاع وتقديم المساعدات للمتضررين.
ومع الاحتفال بالعيد الوطني الثامن والأربعين المجيد وبعد أن قطع العمانيون شوطا كبيرا في مسيرة البناء والتقدم .. تستمر المسيرة بفضل إدراكهم ووعيهم منذ لحظة شروق شمس النهضة العمانية الحديثة، للتحديات الجسام التي تنتظرهم في سبيل بناء هذا البلد العزيز.
48 عاما .. وتستمر مسيرة أبناء عُمان / طارق سرحان
12
المقالة السابقة